تشهد سوريا ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، وسط مشاكل الكهرباء وانقطاعها في مناطق سيطرة حكومة “دمشق”.
ويزيد من صعوبة التعامل مع ارتفاع الحرارة في المحافظات السورية، انقطاع التيار الكهربائي ومشاكله المتكررة، رغم ما تعلن عنه وزارة الكهرباء من افتتاح لمحطات أو عمليات ترميم فيها.
وكان آخر هذه الإعلانات، افتتاح محطة تحويل كهرباء “غباغب” في درعا، في 4 من تموز الحالي، والتي بلغت تكلفتها 30 مليارًا و200 مليون ليرة سورية، وفق الوزارة.
ووفق “المديرية العامة للأرصاد الجوية السورية”، سجلت درجات الحرارة اليوم، الأربعاء 10 من تموز، 39 درجة والمحسوسة 43 في دمشق
الأمر نفسه في حلب التي سجلت الحرارة فيها 40 درجة، والمحسوسة 43، فيما سجلت أعلى الدرجات في دير الزور بـ44 درجة والمحسوسة 46، ثم الحسكة 43 والمحسوسة 44.
فيما سجلت محافظة اللاذقية 32 درجة وحمص 35 درجة وحماة 39 درجة.
ويمكن الاطلاع على الجدول الكامل لدرجات الحرارة في سوريا من هنا.
مشاكل الكهرباء تزيد الصعوبات
وفق مراسل عنب بلدي في درعا، تشهد المحافظة تقنينًا لساعات وصل الكهرباء، فيما تختلف مدة التقنين بين المدينة والريف.
خسرت حنان (45 عامًا) من سكان درعا، كامل مؤونتها من البازلاء والفول المجمد، بعد انقطاع الكهرباء عن ثلاجتها جراء تعطل البطاريات.
وقالت حنان لعنب بلدي، إنها لا تهتم لخسارة المؤونة بقدر افتقاد أسرتها لشرب الماء البارد وحفظ الطعام، في حين لا تكفي ساعة التشغيل كل خمس ساعات تبريد الثلاجة.
ولجأت العائلة لشراء قوالب الثلج يصل سعر الواحد منها لسبعة آلاف ليرة سورية.
وتحتاج الأسرة باليوم لشراء قالبين ثلج، وتستمر المعاناة ليلًا، وخاصة في الأيام التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة، كما يحصل هذه الأيام.
ويعتمد منزل حنان على الطاقة الشمسية منذ سنوات، إلا أن البطاريات بحاجة تبديل، وتكلفة تبديلها تقارب 600 دولار، وبعد نفاذ البطاريات لم تعد تغذي الثلاجة بالكهرباء.
البطارية لا تكفي
في ظل انقطاع الكهرباء الطويل، لجأ بعض البعض لتشغيل المروحة على البطارية.
ولا تكفي البطارية لدى أحمد (20 عامًا)، وهو من سكان تل شهاب في ريف درعا الغربي، سوى لساعات قليلة ليلًا، ويقتصر دورها على الإنارة.
وقال أحمد لعنب بلدي، إنه ينوي شراء بطارية جديدة بعد حوالة موعود فيها من أحد أقاربه في المغترب، وأضاف أنه لا ينام بعد مرور ساعات متأخرة من الليل بسبب كثرة الناموس وارتفاع الحرارة.
وتعمل الكهرباء ساعة ونصف مقابل أربع ساعات قطع في المدينة، بينما يمتد التقنين في الريف لخمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل يكون التيار خلالها ضعيفًا.
ومن البدائل التي يلجأ لها السكان، الاعتماد على كهرباء (12 فولت) من خلال البطارية (المدخرة)، والبعض يعتمد على شحنها بألواح الطاقة الشمسية، فيما ينتظر آخرون ساعة تشغيل الكهرباء لشحن البطارية.
وشهدت أسعار البطاريات سورية الصنع ارتفاعًا، إذ وصل سعر البطارية الـ”100 أمبير” إلى مليون ليرة سورية، في حين يصل سعر البطارية المستوردة من ذات الاستطاعة إلى 100 دولار.
ويلجأ أغلب السكان لشراء البطاريات ذات المنشأ السوري لرخص ثمنها، في حين وصل سعر لوح الطاقة قياس 100 واط إلى 55 دولار.
من جهتها أفادت مراسلة عنب بلدي في اللاذقية، أن مدينة اللاذقية تشهد ساعة ونصف وصل، مقابل أربع ساعات ونصف قطع.
ويلجأ أهالي المدينة، كما سكان مناطق سيطرة حكومة دمشق للبطاريات وألواح الطاقة الشمسية، كمصدر للكهرباء مع دخول فصل الصيف.
وتمنح حكومة النظام قرض الطاقة الشمسية دون فوائد بقيمة 35 مليون ليرة للطاقة المنزلية، وهو رقم يقترب من التكلفة الحقيقية إلى حد ما.
وبالنسبة للبطاريات، فالمستهلك أمام خيارين، الأول بطاريتان أنبوبيتان تتحملان التشغيل بسعر 4.5 مليون ليرة للواحدة، ويجب تبديلهما مرة كل عامين بالحد الأعلى، أي أنه يلزم دفع تسعة ملايين ليرة كل سنتين.
الأمر نفسه ينطبق على محافظات أخرى يسيطر عليها النظام، كحمص وحماة ومدن الساحل السوري، حيث تختلف ساعات القطع والوصل بحسب البنية التحتية.
وغياب التيار الكهربائي، وضعف وصوله إلى مختلف المناطق في سوريا، بعد سنوات من انطلاق الثورة السورية عام 2011، جراء أعمال الحرب وتضرر البنى التحتية، فسح المجال أمام البحث عن خيارات بديلة عن تلك التي اتضح مع الوقت أنه لا أمل في إعادتها كما كانت.
ظروف مشابهة شمال شرقي سوريا
توقفت الكهرباء النظامية في الحسكة، منذ الضربات التركية في كانون الثاني الماضي، وكانت حينها الكهرباء تتوفر بواقع أربع ساعات متقطعة.
وتسيطر (قوات سوريا الديمقراطية)، “قسد”، على مناطق شمال شرقي سوريا، مع تواجد أمني للنظام السوري ضمن “المربعات الأمنية”، ومؤسسات خدمية.
وقبل موجة الحرّ، كان السكان يلجأون في تلك المناطق للأمبيرات، إذ يصل سعر الاشتراك فيها لـ18 ألف ليرة سورية، بمدة تشغيل ثماني ساعات.
فيما الأمبيرات الليلية تبدأ من 12 ليلًا وحتى 12 ظهرًا، وسعر الاشتراك فيها بين 4 و5 دولارات.
وتزداد المعاناة خصوصًا في موجة الحرّ، إذ لا بدائل تعوض من لا يستطيع الاشتراك في الأمبيرات، بينما لا تتوفر الكهرباء في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام إلا في المربعات الأمنية التي تعتمد على التغذية من مطار القامشلي، وفق ما أفادت مراسلة عنب بلدي في المنطقة.
كما يسيطر النظام على مجموعة من الحارات وسط المدينة، وأخرى في القامشلي، يسكن فيها مدنيون، وتحوي مؤسسات خدمية حكومية مثل مبنى المحافظة، إلى جانب كليات من جامعة “الفرات”.
وتعتمد بعض الأحياء القريبة على الأمبيرات الخاصة، ويبلغ سعر الاشتراك فيها 15 ألف ليرة سورية.
وبلغت قيمة الأضرار المباشرة بسبب التدمير الذي أصاب المنظومة الكهربائية في سوريا نتيجة الحرب نحو 40 مليار دولار أمريكي، والأضرار غير المباشرة بلغت أكثر من 80 مليار دولار، وفق تصريحات لوزير الكهرباء، غسان الزامل، في أيار الماضي.
وأرجع الزامل في تصريحات أخرى في أيار الماضي أيضًا، مشكلة الكهرباء لنقص توريدات المشتقات النفطية.