“الإدارة الذاتية” تدعو اللاجئين في تركيا للعودة
دعت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، اللاجئين السوريين الذين ينحدرون من مناطق سيطرتها ويقيمون في تركيا، للعودة إلى سوريا، على خلفية موجة اعتداءات لاحقت اللاجئين السوريين في بعض الولايات التركية.
وقال الرئيس المشترك لمكتب النازحين واللاجئين في “الإدارة الذاتية”، شيخموس أحمد، اليوم الأربعاء 10 من تموز، إن أبواب “الإدارة” مفتوحة أمام مواطني “الإقليم” الموجودين في تركيا.
وأضاف، إن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا تتمسك بالمبادرات الإنسانية والسياسية التي أطلقتها، مشيرًا إلى أن شمال شرقي سوريا مفتوح أمام سكان المنطقة الموجودين في تركيا “الذين يتعرضون لأبشع أنواع الاضطهاد والعنصرية من قبل الحكومة التركية”.
وناشد أحمد، أبناء اللاجئين في تركيا بـ”العودة إلى موطنهم”، داعيًا مفوضية اللاجئين ووكلاء الأمم المتحدة لدعم “الإدارة”.
واعتبر أن المجتمع الدولي مُطالب برد فعل تجاه “الانتهاكات والتعديات على ممتلكات اللاجئين السوريين في تركيا”، مشيرًا إلى أن “الإدارة الذاتية” ستقدم يد العون للاجئين بهدف عودتهم إلى مناطقهم.
حديث المسؤول في “الإدارة الذاتية” حول اللاجئين السوريين، يعقب الاعتداءات التي طالت محال السوريين في مدن تركية مطلع تموز الحالي، في حين يرى مراقبون أن “الإدارة” تبحث عن دعم دولي عبر ملف اللاجئين.
وتصاعدت أعمال العنف والاعتداءات على ممتلكات لاجئين سوريين في عدة مدن تركية، مطلع الشهر الحالي، إضافة إلى خروج عدد من المظاهرات الليلية طالبت بترحيل السوريين.
وامتدت الاعتداءات، لمدن هاتاي وغازي عينتاب وكلس وقيصري وبورصة، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
الاحتجاجات تبعها حالة من الغضب في الشمال السوري، ردًا على أعمال العنف ضد السوريين، إذ احتج السوريون في مدن شمالي حلب، وهاجموا السيارات التجارية التركية، والموظفين الأتراك العاملين في المنطقة.
ومع انتهاء الاحتجاجات، أعلنت الحكومة التركية عن اعتقال أكثر من 1000 شخص من المشاركين بالاعتداءات، ليتضح لاحقًا أن معظمهم من أصحاب السوابق الجنائية.
لا قدرة لـ”الإدارة” على استقبال لاجئين
سبق أن طرحت “الإدارة الذاتية” نفسها كحل فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين، إذ قالت في نيسان الماضي، إنها استقبلت أول مجموعة من السوريين المرحلين من العراق، باتجاه مناطق سيطرتها.
وسبق أن قدمت مبادرة لاستقبال لاجئين سوريين كانوا عالقين في السودان، بعد اندلاع المعارك بين الأطراف العسكرية السودانية قبل أكثر من عامين.
واستقبلت “الإدارة” عبر مطار “القامشلي” سوريين ممن نجوا من المعارك حينها، ولم يتضح بعد ما إذا كانوا بقوا في مناطق سيطرتها، أو غادروها نحو وجهة أخرى.
وفي لبنان أيضًا حاولت “الإدارة” لعب دور في ملف اللاجئين السوريين، الذي يعتبر من أبرز الأزمات على الساحة السياسية اللبنانية، وسبق أن قال ممثل “الإدارة” في لبنان، عبد السلام أحمد، لـ”نورث برس“، إن “الإدارة” أبدت قبل عام استعداداها لاستقبال اللاجئين السوريين في لبنان، ووصلت حينها عدد من العوائل لمناطق سيطرتها.
وفي الوقت الذي تسعى فيه “الإدارة” لإعادة اللاجئين تعاني مناطق سيطرتها من سوء في الخدمات، وتردي في الوضع المعيشي، يجعل من أبنائها باحثين عن وجهة للهجرة حالهم حال مناطق السيطرة الأخرى.
وتضيّق “الإدارة” منذ سنوات على سكان المنطقة من المكون العربي، إذ لا يملك أبناء المنطقة من العرب تمثيلًا كافيًا علمًا أن أبناء العشائر العربية يشكلون الجزء الأكبر من سكان المنطقة، وهو ما تسبب بتوترات أمنية تعود للواجهة بين الحين والآخر.
وفي كانون الأول 2022، أصدرت هيئة الداخلية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” بيانًا قالت فيه إنها تمنح النازحين إلى مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا “بطاقة وافد”.
وأضافت أن الإجراءات التي تتخذها الهيئة لم تشهد أي حالة ترحيل خارج مناطق سيطرة “الإدارة” مهما كان وضعه، مشيرة إلى وجود “عمل مرن لكافة الأشخاص الذين هم من خارج مناطق الإدارة”.
وفي آذار الماضي، بدأت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) في “الإدارة” باستدعاء النازحين من محافظة دير الزور والمقيمين في محافظة الحسكة، وتحديدًا في مدينة القامشلي، عبر مخاتير الأحياء التي يقيمون فيها، أو باتصال هاتفي، بغرض تجديد “بطاقة الوافد” وتهديد الممتنعين بـ”الترحيل من المنطقة”.
اقرأ أيضًا: كفالة السوري للسوري في مناطق “الإدارة الذاتية”.. شكاوى وتبريرات
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :