ارتفع سعر ليتر البنزين في “السوق السوداء” بمدينة اللاذقية من 18 ألف ليرة قبل عيد الأضحى الماضي، إلى ما بين 25 ألفًا و30 ألف ليرة خلال عطلة العيد، ليعود ويستقر على سعر بين 23 ألفًا و25 ألف ليرة لليتر الواحد، دون وجود مبرر واضح، فيما تقول معلومات إن مصفاة “بانياس” لا تعمل منذ نحو شهر إلا بالحدود الدنيا نتيجة عدم وجود توريدات.
ارتفاع سعر البنزين دفع ماهر (43 عامًا)، سائق “تاكسي” داخل المدينة، لرفع سعر طلباته بمعدل 3 آلاف إلى 5 آلاف ليرة للطلب الواحد داخل المدينة بحسب المسافة، وما بين 20 ألفًا إلى 50 ألف ليرة للطلب خارج المدينة، ما أدى إلى تراجع عمله ودخوله بمشكلات مع الزبائن الذين يخبرونه بأنه لا يوجد مبرر لرفع سعر الأجور.
وتبلغ مخصصات “التكاسي” العامة من البنزين 25 ليترًا بسعر 11900 ليرة لليتر الواحد كل أسبوع، وهي كمية لا تكفي لعمل أكثر من يوم واحد، وفق ماهر، الذي يلجأ لشراء البنزين من “السوق السوداء” ليستطيع العمل، وبالتالي يضطر لرفع أجوره كي لا يخسر، ومثله معظم السائقين الآخرين.
توقفت ألفت (48 عامًا) موظفة حكومية، عن استخدام سيارتها الخاصة للذهاب إلى عملها منذ حوالي العام تقريبًا، فهي لا تستطيع تحمل كلفة شراء مخصصاتها الشهرية بمعدل 25 ليترًا كل 10 أيام، أي ما مجموعه نحو 900 ألف ليرة شهريًا، وهي تلجأ لبيع نصف الكمية لسائقي “التكاسي” بسعر “السوق السوداء”، لتتمكن من شراء نصف مخصصاتها المتبقية التي تتركها للاستخدامات الطارئة.
وتبلغ مخصصات السيارات العامة من البنزين 25 ليترًا كل أسبوع، بينما تبلغ مخصصات السيارات الخاصة 25 ليترًا كل عشرة أيام، وأحيانا تصل مدة الاستلام إلى 12 يومًا، وذلك بحسب الضغط على محطة المحروقات التي يجب الاستلام منها حصرًا.
ارتفاع الطلب في الصيف
يعزو العديد من أصحاب “التكاسي” ارتفاع سعر البنزين في السوق السوداء إلى بداية فصل الصيف، وكثرة الطلب على البنزين لأغراض السياحة، خصوصًا من المغتربين القادمين لتمضية الصيف مع عوائلهم.
وقال معين (52 عامًا)، وهو سائق “تاكسي” في مدينة جبلة، إنه وعلى الرغم من ارتفاع سعر البنزين في السوق السوداء، لم يعد متوفرًا كما السابق، وأضاف أن أحد باعة البنزين أخبره بأن هناك طلبًا كبيرًا من المغتربين على البنزين، ويفضل معظم الباعة بيعهم إياه لأنهم يمنحون مبلغًا إضافيًا فوق القيمة المطلوبة، بمجرد أن يخبرهم البائع بأنه من الصعب تأمينه، بخلاف سائقي التكاسي الذين يفاصلون على السعر ويحاولون تخفيضه.
ويشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات متكررة شبه يومية، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، ما يزيد في إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين بمناطق سيطرة النظام، دون تدخل حكومي من شأنه ضبط ارتفاع الأسعار.
إضافة للسبب السابق، قال مصدر مطلع على عمل مصفاة بانياس، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن المصفاة لا تعمل سوى بالحدود الدنيا جدًا منذ حوالي الشهر تقريبًا، نتيجة عدم وصول توريدات جديدة.
ويشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات متكررة شبه يومية، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، ما يزيد في إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين بمناطق سيطرة النظام، دون تدخل حكومي من شأنه ضبط ارتفاع الأسعار.