عروة قنواتي
كل شيء توقعناه مع عشاق كرة القدم قبل وفي أثناء البطولتين القاريتين (اليورو 2024، كوبا أمريكا 2024) إلا أن يتشابه كل من النجمين في موقعه ومنتخب بلاده وبطولته بالسيناريو نفسه في أربع مباريات على الاقل؟ هذا الأمر لعمري من عجائب كرة القدم في العصر الحديث.
الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو ودع مسابقة اليورو 2024 بالدموع مع زملائه عقب هزيمتهم بفارق ركلات الترجيح أمام الديوك الفرنسية في الدور ربع النهائي، نفسه الدون لم يستطع تسجيل أي هدف في البطولة باسمه وأهدر ركلة جزاء في لقاء البرتغال وسلوفينيا كادت أن تطيح بالبرتغال خارج البطولة من الدور الثاني، وهي نفسها لو كانت في الشباك لما احتاج رونالدو ومنتخب بلاده إلى خوض ركلات ترجيحية لحسم بطاقة التأهل نحو دور الثمانية.
رونالدو استطاع أن يسجل في ركلات الترجيح أمام سلوفينيا وأمام فرنسا، ولكنه غادر البطولة، في 4 من تموز الحالي، وقد تكون آخر مشاركاته في اليورو، وبحسب إحصائيات المواقع الرياضية، فإن رونالدو فشل في التسجيل، رغم أنه حاول من خلال 23 تسديدة في النسخة الحالية من أمم أوروبا.
وعلى الجانب الثاني ضمن بطولة كوبا أمريكا، يواصل منتخب التانغو مع قائده ليونيل ميسي الزحف باتجاه النهائي، والآن هو في الدور نصف النهائي لمواجهة كندا، وأيضًا لم يسجل البرغوث أي هدف لمنتخب بلاده في المباريات الماضية، وأطاح بركلة ترجيح أمام منتخب الإكوادور احتاجت إلى تعديلها براعة من الحارس مارتينيز ودقة وثقة زملاء ليونيل في تسجيل باقي الركلات لضمان التأهل.
وأهدر ليونيل ميسي عديدًا من الفرص في مواجهة المرمى خلال المباريات الماضية، ما فتح باب التساؤلات حول قدرة الأسطورتين على العطاء أكثر دوليًا حتى مونديال 2026. صحيح أن ليونيل ما زالت أمامه مباراة الدور نصف النهائي، وقد يصل إلى النهائي أيضًا، أي أن مسألة التسجيل قد تحدث في أي لحظة، لكن السؤال، منذ متى وتمر أربع مباريات لكل أسطورة لا يسجل فيها هدفًا، وكيف لهذا السيناريو أن يتطابق بشكل شبه تام بينهما؟
هذا السيناريو حدث خلال أربع مواجهات لكل أسطورة في البطولة التي يلعب من خلالها، الآن خرج الدون من مسابقة اليورو وسيكمل ليونيل ميسي مشوار التانغو في نصف نهائي الكوبا، فهل يلحق بخصمه إلى خارج البطولة أيضًا، وتفتح بعدها أبواب التساؤلات الجدية عن مدى قدرة النجمين دوليًا في الأيام المقبلة؟ ومدى قدرة المدربين على استيعاب مشاركة كل منهما الوقت كله في المباراة والأشواط الإضافية؟
ليونيل وكريستيانو بسمة كرة القدم، والعشاق لا يجدون ثقلًا بتسجيل الأعذار لكليهما، وبنفس الوقت، العمر يمضي والسنوات تتقدم، ويبدو بأن ساعة الرحيل والاعتزال قد اقتربت.