توافد من مناطق سيطرة "قسد" وتركيا
رأس العين.. ارتفاع الطلب يزيد إيجارات المنازل
عنب بلدي – رأس العين
تشهد مدينة رأس العين طلبًا متزايدًا على السكن، نتيجة وصول أشخاص وعائلات من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ومرحلين من تركيا، ما خلق صعوبات في إيجاد مساكن لهم، وأدى إلى ارتفاع أجور المنازل، وفرض شروط تأجير صارمة.
وبحسب أصحاب محال عقارية قابلتهم عنب بلدي، فإن المدينة تشهد نقصًا في العرض السكني، حيث تكاد جميع المنازل تكون محجوزة، وسط طلب متزايد على المسكن منذ نحو عام.
حسين المحمود، قال لعنب بلدي، إنه يبحث عن منزل مناسب للإيجار في رأس العين منذ أكثر من عام، حين تم ترحيله وعائلته من تركيا، لكن دون جدوى.
وأوضح أنهم يقطنون منذ ذلك الحين في منزل صغير لدى أقربائهم، مشيرًا إلى أنه حاول جاهدًا العثور على منزل مناسب في المدينة، لكنه وجد بعض المنازل التي تحتاج إلى صيانة وترميم بتكاليف مالية باهظة، وهو لا يملك القدرة على ذلك.
وقال فرحان السلمان، من قرية الجهفة شرقي رأس العين، إن عمله كبائع في محل للألبسة يتطلب منه السكن في المدينة، إذ يبدأ عمله منذ الصباح الباكر ويستمر حتى المساء.
وذكر أنه يبحث عن منزل في المدينة منذ سبعة أشهر دون جدوى، حتى في الأحياء الشعبية مثل حارة الحوارنة والزعيم، لكن لم يتمكن من العثور على منزل مناسب.
وأضاف أنه يضطر حاليًا للذهاب يوميًا مسافة تبلغ 12 كيلومترًا إلى قريته.
قلة السكن في المدينة ليست المشكلة الوحيدة، فقد أُجبر قسم من السكان على ترك منازلهم في المدينة والعودة إلى الريف، بسبب طلب المؤجرين مبالغ باهظة لا يمكن للمستأجرين تحملها.
اضطر معصوم القطيف، وهو من رأس العين أيضًا، إلى ترك منزله بسبب رفع الإيجار، إذ كان يدفع خلال العامين الماضيين إيجارًا شهريًا بين 400 و650 ليرة تركية.
وقال لعنب بلدي، إن المالك طالبه هذا العام بمبلغ 100 دولار أمريكي (الدولار يعادل 33 ليرة تركية) لتجديد عقد الإيجار، رغم أن دخله الشهري لا يتجاوز 120 دولارًا أمريكيًا، ما جعله يترك المنزل.
زيادة طلب وقلة عرض
خالد العدواني مالك مكتب عقاري في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن صعوبة إيجاد منزل للإيجار ناتجة عن زيادة الطلب على المساكن وقلة العرض.
وأوضح أن لديه في المكتب سجلًا يضم أكثر من 450 عائلة تبحث عن منازل للإيجار، ومن أصل هذا العدد لم يجد سوى خمسة بيوت، وصل الإيجار في بعضها إلى 100 دولار أمريكي، وهو رقم مرتفع.
وأضاف أن أعداد الباحثين عن منازل للإيجار ازداد خلال هذا العام، خصوصًا مع ازدياد أعداد القادمين الجدد من مناطق أخرى، خصوصًا الوافدين من مناطق سيطرة “قسد” عبر معابر التهريب، وآخرين مرحلين من تركيا، ووافدين من شمال غربي سوريا عبر المعابر العسكرية.
وأشار إلى أن الوضع في رأس العين يختلف عن الشمال السوري، حيث لا توجد منظمات تعمل على بناء منازل للأشخاص المحتاجين والمهجرين.
ويدفع غلاء الإيجار وقلة المنازل الأهالي والنازحين في رأس العين إلى السكن في شقق غير مهيأة أو مكسوّة، فيلجؤون لإغلاق الفتحات في تلك المنازل بالأقمشة والكرتون ليستقروا فيها، بحسب مراسل عنب بلدي في رأس العين.
85% من ذوي الدخل المحدود
يصل عدد السكان في رأس العين إلى نحو 115 ألف شخص، بينهم 6500 شخص من المهجرين، وفق إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من “مركز الخدمات الاجتماعية”.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال مدير “مركز الخدمة الاجتماعية” في مدينة رأس العين، فايز المسطان، إن المركز يجري من فترة لأخرى إحصاء سكانيًا شاملًا للمدينة والريف والمهجرين، بهدف تحديد احتياجات الأسر الفقيرة والمحتاجة في المنطقة.
وأوضح المسطان أن الإحصائيات تشير إلى أن 85% من سكان المنطقة من ذوي الدخل المحدود.
وبالنسبة للمنظمات، أشار المسطان إلى أنها شبه غائبة عن تقديم الدعم في المدينة، باستثناء بعض الجمعيات الخيرية التي تعمل في المنطقة وتسعى لتلبية احتياجات العائلات الفقيرة، ولكنها تواجه صعوبات في تأمين أبسط الاحتياجات لتلك العائلات.
تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذهما الوحيد نحو الخارج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :