كميات شحيحة وأسعار مرتفعة
الحسكة تعاني أزمة خبز منذ عيد الأضحى
الحسكة – ريتا أحمد
يعاني سكان قرية مجرجع في ريف الحسكة الجنوبي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” من نقص حاد في مادة الخبز منذ عيد الأضحى، إذ لم تصلهم سوى دفعة واحدة من الطحين، وكانت حصة كل عائلة من الأفران العامة (الخبز المدعوم) ربطة واحدة يوميًا تزن 1100 غرام، وتحتوي على تسعة أرغفة، بسعر 1500 ليرة سورية.
سليمان محمود أحد سكان قرية مجرجع قال لعنب بلدي، إن أزمة الخبز ليست جديدة، فمنذ عدة أشهر يوزع الخبز فيها بشكل متقطع، إذ كان الخبز يصل إلى منزله عبر “الكومين” (المختار) لمرة واحدة خلال ثلاثة أيام، على مدار الأشهر الماضية.
وأضاف أنه منذ اليوم الذي سبق عيد الأضحى، انقطع الخبز تمامًا عن القرية، ما أدى إلى ارتفاع سعره إلى 10 آلاف ليرة سورية للربطة الواحدة، وهو سعر يعجز معظم السكان عن تحمله.
ووفق سليمان، يتوفر الخبز في المحال التجارية بالسعر “الحر” بشكل يومي، لكنه مقطوع عن الأفران و”الكومينات” بالسعر “المدعوم”.
وأضاف أن النساء في القرية كنّ يعتمدن في السابق على خبز التنور، في حين يواجهن صعوبة في إعداد الخبز بمنازلهن بسبب نقص الطحين والحطب، إذ وصل سعر كيس الطحين (50 كيلوغرامًا) إلى أكثر من 400 ألف ليرة سورية.
ويعاني سكان العديد من القرى والبلدات على امتداد الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة من نقص في مادة الخبز، وتتفاوت أسعار ربطة الخبز بين قرية وأخرى على إثر هذا النقص.
ويبلغ سعر الربطة في قرية مخروم 2000 ليرة سورية، بينما يباع في قرية خرشنة بـ1500 ليرة بالنسبة للخبز “المدعوم”، أما الخبز “الحر” فيباع بسعر يتراوح بين 8 آلاف و10 آلاف ليرة.
أحياء الحسكة أيضًا
على غرار قرى وبلدات جنوب الحسكة، تعاني عدة أحياء في مدينة الحسكة مثل حي حوش الباعر وحي غويران من المشكلة نفسها، إذ تنقطع فيها مادة الخبز بين الحين والآخر، وتتفاوت فيها الأسعار بالطريقة نفسها.
خولة العبيدي نازحة من دير الزور وتقيم في حي غويران، قالت لعنب بلدي، إن الخبز في الحي يأتي ثلاثة أيام في الأسبوع فقط، ولا تحصل على كميات تكفي لعائلتها المكونة من ثمانية أفراد، لذلك فهي تضطر لشراء الخبز بسعر 6 آلاف ليرة سورية من أسواق الحي.
من جانبها، قالت نهى غيدان، وهي من سكان حي الكلاسة في الحسكة، إن فرن “دولاب عويصي” الذي كان يزود حيهم بالخبز، توقف قبل عيد الأضحى عن العمل، ولم يعاود نشاطه حتى اليوم.
وأضافت لعنب بلدي أن دور السلطات في حل هذه المشكلات غائب، مشيرة إلى أن عائلتها تضطر يوميًا لشراء الخبز من السوق بأسعار مرتفعة.
وأوضحت أن فرن “العمران” في الحي يبيع ربطة الخبز التي تحتوي على 14 رغيفًا بسعر 14 ألف ليرة سورية، ما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا عليهم.
“الإدارة الذاتية” تتدخل
في 25 من حزيران الماضي، أصدرت هيئة الاقتصاد التابعة لـ”الإدارة الذاتية” سلسلة من التعليمات المتعلقة بالمطاحن، ودعت إلى تحديث المطاحن وتطبيق الإجراءات المتفق عليها مع هيئتي الزراعة والاقتصاد في عملية صناعة الخبز.
وشددت على ضرورة عدم تسلم المطاحن للقمح من الدرجات الثالثة والرابعة إلا بعد غربلته وفق المعايير المحددة من قبل هيئة الزراعة، مشددة على أهمية تعزيز دور لجان المتابعة ومنحها صلاحيات أكبر في سياق عملية صناعة الخبز، وخاصة في الهيئات الاقتصادية.
واقترحت هيئة الاقتصاد تشكيل ضابطة تموينية خاصة بالأفران، تكون مهمتها ضبط المخالفات والالتزام بالأنظمة واللوائح الخاصة بالأفران.
ووجهت الهيئة بإعادة توزيع مخصصات الطحين على الأفران، مع مراعاة أعداد السكان والتوزع الجغرافي، وقررت تفعيل قرار المجلس التنفيذي الذي ينص على إلحاق المطاحن بهيئة الاقتصاد في “الإدارة الذاتية”، كما أعلنت عن تشكيل لجان لإعادة تقييم الحالة الفنية والشروط الصحية للأفران، مع اتخاذ إجراءات بإغلاق الأفران غير المطابقة وسحب تراخيصها.
وفي 18 من أيار الماضي، رفعت “الإدارة الذاتية” سعر ربطة الخبز بمقدار 500 ليرة سورية، بعد زيادة سعر الطحين الذي يباع من المطاحن إلى الأفران، إذ صار سعر الطن الواحد من الطحين 800 ألف ليرة سورية في عموم شمال شرقي سوريا، وذكرت هيئتا الزراعة والاقتصاد في بيان أنهما وجهتا شركات التطوير الاجتماعي والمطاحن والأفران بضرورة اعتماد التسعيرة الجديدة للطحين والخبز.
ووفق ما أعلنته “الإدارة”، أصبح سعر ربطة الخبز 1400 ليرة سورية عند المعتمد، و1500 ليرة سورية للمستهلك، بعد أن كان سعرها سابقًا 900 ليرة من الأفران، و1000 ليرة عن طريق المعتمدين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :