الفقر يدفع بمدنيين في دير الزور لنبش القمامة

  • 2024/07/07
  • 11:22 ص
طفل يعمل في جمع الخردوات من مكبات النفايات في ريف دير الزور الشرقي- 15 من آب 2023 (عبادة الشيخ/ عنب بلدي).

طفل يعمل في جمع الخردوات من مكبات النفايات في ريف دير الزور الشرقي- 15 من آب 2023 (عبادة الشيخ/ عنب بلدي).

دير الزور – عبادة الشيخ

يضطر أبناء أحمد (44 عامًا) لقطع مسافات طويلة حاملين أكياسًا مصنوعة من خيوط قماشية (خيش) على أكتافهم لمسافات قد تتجاوز عشرة كيلومترات يوميًا، باحثين عن قطع بلاستيكية وخردوات من تجمعات القمامة وأمام المحال التجارية.

أحمد الخليل، الذي ينحدر من قرية الدحلة في ريف دير الزور الشرقي، قال لعنب بلدي، إن السبل انقطعت به بعد بتر قدمه إثر انفجار لغم أرضي جعله عاجزًا عن العمل، في ظل ظروف اقتصادية متردية.

وبينما يعجز أحمد عن مزاولة أي مهنة، يضطر لتشغيل أبنائه الأربعة في جمع الخردوات، ثم بيعها، لسد احتياجات العائلة اليومية، رغم علمه بمخاطر المهنة التي تبدأ بسيرهم مع ساعات الفجر الأولى، مرورًا بالتعرض للكلاب الشاردة في مكبات النفايات، والأمراض الجلدية التي قد تصيبهم بسبب الأوساخ.

وأرجع أحمد قبوله بمزاولة أطفاله مهنة نبش القمامة لقلة فرص العمل وانعدام المساعدات، وغياب نشاط المنظمات وسلطات المنطقة المتمثلة بـ”الإدارة الذاتية”.

ويعوم ريف دير الزور على آبار من النفط ما يجعله واحدًا من أغنى المناطق السورية، لكن يمكن رصد أطفال ونساء ورجال في الساعات الأولى من فجر كل يوم، يسيرون على الطرق باحثين عن فضلات يمكن الاستفادة منها وإعادة بيعها، على مقربة من هذه الآبار.

في بيئة ريفية

منذ الرابعة فجرًا يخرج رامي مع زوجته وهما يحملان أكياسًا فارغة استعدادًا لتعبئتها من أماكن تجميع النفايات، ويتقاسم مع زوجته نوع النفايات التي يريدان جمعها ليبيعاها، وذلك بهدف جمع أجرة عملية جراحية لطفلتهما ذات الأربع سنوات، التي تصل تكلفتها إلى 15 مليون ليرة سورية (أكثر من ألف دولار).

مسيرة، زوجة رامي، قالت لعنب بلدي، إن الكيس الواحد من علب المشروبات الغازية البلاستيكية يباع بحوالي 35000 ليرة (حوالي دولارين ونصف، وفق سعر صرف الليرة السورية لحظة تحرير هذا التقرير).

وأحيانًا تعمل مسيرة ليومين أو ثلاثة من أجل تعبئة كيس واحد من العلب البلاستيكية، وقالت إن نشاطها يتركز في المناطق الريفية حيث لا توجد حاويات للقمامة، ما يجعل المسافات بعيدة بين المكبات، الأمر الذي يتطلب منها وقتًا أكبر للوصول إليها.

وأضافت أن هناك الكثير ممن يعملون ضمن مكبات النفايات الكبيرة، ما يجعل من فرص حصولها على ما تبحث عنه قليلة.

16 مليونًا بحاجة إلى مساعدة

في سوريا، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لإحصائية صدرت في 12 من شباط الماضي عن برنامج الأغذية العالمي (WFP)  حول أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.

ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.

خلال لقاء خاص مع قناة “العربية“، أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، مسحًا سريعًا لأبرز القضايا العالقة في الملف السوري، بدءًا بقضية المعتقلين والمفقودين، والأزمة الاقتصادية والإنسانية، وصولًا إلى وجود نحو 12 مليون نازح داخليًا.

وقال، “الأسد لا يستطيع تحديد نتيجة النزاع في سوريا، ولا الروس ولا الإيرانيون ولا الأتراك ولا الأمريكيون، ولا أحد”، معتبرًا أن الوضع في سوريا “قاتم للغاية” بوجود نحو 16.9 مليون بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وتسعة من كل عشرة أشخاص يعانون الفقر.

مقالات متعلقة

  1. نفايات دير الزور.. مشكلة مستعصية وسموم تهدد الصحة العامة
  2. "الإدارة الذاتية" تجرّم نبش القمامة في الرقة
  3. أطفال "نباشون" عرضة للأمراض ومخلفات الحرب بالحسكة
  4. في الحسكة.. أطفال يعيشون على نبش القمامة 

مجتمع

المزيد من مجتمع