إدلب – أنس الخولي
يُقبل أشخاص في مدينة إدلب شمال غربي سوريا على اقتناء الدراجات الهوائية باعتبارها وسيلة تنقل منخفضة التكاليف، وحلًا لاختصار الوقت بدلًا من قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام.
وزاد الطلب على الدراجات الهوائية من مختلف الفئات العمرية، ما رفع أسعارها من 30% إلى 75% عن عام 2023، وذلك تبعًا للبلد المنشأ.
الشاب نضال يستقبل الزبائن يوميًا، الذين يتجمعون مساء قرب باب محله على “كورنيش” إدلب لشراء الدراجات الهوائية الأوروبية المستعملة، كما يساعدهم في فحص متانتها وجودتها وتحديد خياراتهم.
وقال نضال صياح (33 عامًا) لعنب بلدي، إن الزبائن في إدلب يفضلون الدراجات الأوروبية المستعملة على البضاعة الصينية والتركية المنتشرة في الأسواق، وذلك لمتانتها، ما يخفف عنهم أعباء الصيانة.
وأضاف أن الطلب على الدراجات الهوائية ارتفع بنسبة 30% مقارنة بعام 2023، وأن مقاسات الدراجات المنتشرة في متاجر البيع تبدأ من “12” المخصص للأطفال الصغار، وتزداد حتى “28” للرجال، مع ملاحظة أن الطلب الأكبر كان على مقاس “20” الذي يناسب الفئات العمرية من 7 حتى 10 أعوام.
وذكر أن الطلب المتزايد على الدراجات أدى إلى ارتفاع أسعارها، إذ ارتفعت الأوروبية المستعملة بنسبة 75%، بينما ارتفعت أسعار الدراجات الصينية والتركية بنسبة 30%.
وتبدأ أسعار الدراجات الأوروبية المستعملة من 40 دولارًا إلى 300 دولار أمريكي حسب جودتها، بينما يبدأ سعر الدراجات الصينية من 50 دولارًا.
ويبدأ موسم تجارة الدراجات في شهر نيسان من كل عام، لكن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام جعل الموسم يبدأ في آذار، وفق البائع.
بديل شبه مجاني
تختلف أسباب اقتناء الدراجات من شخص لآخر، فبعضهم بات يعتمد عليها كوسيلة للنقل في ظل ارتفاع أسعار المحروقات، وبعضهم للترفيه والرياضة، بينما يفضلها بعضهم لسرعة التنقل في ظل الازدحام الشديد الذي تشهده المدينة.
الشاب صالح العباس طالب جامعي في إدلب، قال إنه يجد الدراجة الهوائية وسيلة نقل سريعة في المدينة، خاصة في ساعات الذروة، كما لا تحتاج إلى أماكن مخصصة لركنها، دون أي صعوبة في إدخالها وإخراجها من المنزل، وذلك بخلاف الدراجة النارية التي كان يواجه صعوبة في تأمينها بعد قيادتها خوفًا من السرقة.
ووفرت الدراجة الهوائية 40% من راتب الشاب سامر الزين، البالغ 150 دولارًا، وذلك من عمله في أحد المتاجر بعدما بدأ الاعتماد على الدراجة في التنقلات، معتبرًا أنها وسيلة شبه مجانية.
ويستخدم الشاب ماهر العسلي (19 عامًا) الدراجة الهوائية للرياضة والترفيه في ظل انعدام أماكن ترفيه الشباب في المدينة، آملًا أن تصبح رياضة سباق الدراجات الهوائية إحدى الرياضات التي تنظم لها البطولات.
وتنتشر في مدينة إدلب حافلات النقل العام “الزاجل” التي تغطي بعض الشوارع الرئيسة في إدلب، إلا أن عدم شمولها لكل مناطق المدينة، وأجورها التي تبلغ 5 ليرات تركية، جعل كثيرين يعزفون عن استخدامها للتنقلات.
وبحسب نشرة الأسعار الصادرة عن حكومة “الإنقاذ” لأسعار المحروقات، وصل سعر ليتر البنزين إلى 1.294 دولار (ما يعادل 42.7 ليرة تركية)، وليتر المازوت الأوروبي المستورد إلى 1.028 دولار (نحو 33.92 ليرة) أما ليتر المازوت المحسّن فيبلغ 0.68 دولار (يعادل 22.44 ليرة تركية).
وتصل أجرة العامل يوميًا في أحسن الأحوال إلى 100 ليرة تركية (نحو ثلاثة دولارات أمريكية).
وتختلف وسائل تنقل الأهالي في الشمال السوري، أبرزها الاعتماد على الدراجة النارية التي تعد وسيلة رخيصة، لكنها لا تلبي جميع الاحتياجات، كما أنها خطرة في حالة وقوع حوادث.
وتنتشر ظاهرة الاعتماد على سيارات عامة للوصول إلى المكان المنشود، وتحمل مخاطر على “عابر السبيل” وعلى السائق، في طرقات تشهد حوادث سير بشكل شبه يومي.