داعم لـ”الحرس الثوري”.. من الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان
فاز المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، اليوم السبت 6 من تموز، في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بعد تفوقه على منافسه المرشح المحافظ المتشدد، سعيد جليلي، في الجولة الثانية من الانتخابات.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، فوز بزشكيان برئاسة إيران، بعدما حصد 16 مليونًا و384 ألفًا و403 أصوات بنسبة 53.6% من أصوات الناخبين.
في حين حصل سعيد جليلي على 13 مليونًا و538 ألفًا و179 صوتًا، بعد فرز 30 مليونًا و530 ألفًا و157 صوتًا من مراكز الاقتراع في البلاد وخارجها، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وأفاد المتحدث باسم لجنة الانتخابات في إيران، محسن اسلامي، صباح اليوم، أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغت 49.8%.
وفي أول تصريح له بعد فوزه بالانتخابات قال بزشكيان، “سنمد يد الصداقة للجميع. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدم إيران، نحن جميعنا شعب هذا البلد”.
وأضاف، “أنا غير مدعوم من حزب أو جهة والشعب هو من انتخبني”.
حظي بزشكيان (69 عامًا) بتأييد الرئيسَين الأسبقَين الإصلاحي محمد خاتمي وحسن روحاني.
أمّا خصمه جليلي (58 عامًا) فحظي خصوصًا بتأييد محمّد باقر قاليباف، الذي حصد في الجولة الأولى من الانتخابات على 13.8% من الأصوات.
من هو مسعود بزشكيان؟
وكالة “تسنيم” الإيرانية تحدثت عن السيرة الذاتية للرئيس الإيراني الجديد ومواقفه السياسية، وقالت إن مسعود بزشكيان طبيب وسياسي إصلاحي من مواليد 1954 في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية شمال شرقي ايران من أب آذري وأمّ كردية.
أنهى دراسته الإبتدائية في مدينة مهاباد، ثم التحق بمعهد الزراعة في مدينة آرومية وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية هناك.
أدى الخدمة العسكرية في مدينة زابُل الحدودية بمحافظة سيستان وبلوجستان عام 1973.
وحصل على شهادته الثانية في مجال العلوم التجريبية وتم قبوله في المجال الطبي بجامعة تبريز للعلوم الطبية عام 1975.
أكمل دراسة الطب عام 1985، ثم عمل مدرسًا لعلم وظائف الأعضاء في كلية الطب بجامعة تبريز.
في عام 1990 حصل على تخصص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران، وتم تعيينه في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفيما بعد أصبح رئيسًا له.
في عام 1994 عُيّن رئيسًا لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرت رئاسته حتى عام 2000.
حياته السياسية
مع بدء الحرب الإيرانية- العراقية عام 1980، كان بزشكيان مسؤولًا عن إرسال الفرق الطبية إلى جبهات القتال، ونشط في العديد من العمليات مقاتلًا وطبيبًا.
وتولى منصب نائب وزير الصحة، محمد فرهادي، لمدة ستة أشهر، في حكومة الرئيس محمد خاتمي الأولى.
وفي الولاية الثانية لرئاسة خاتمي، شغل بزشكيان منصب وزير الصحة من 2001 إلى 2005، وبعد فترة جرت مساءلته من قبل البرلمان، ومن ثم ترك منصبه.
منذ عام 2008، يُمثّل بزشكيان مدينة تبريز في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني.
وعام 2016 انتُخب نائبًا لمجلس الشورى الإيراني في دورته العاشرة التي كان يرأسها علي لاريجاني.
داعم قوي “للحرس الثوري”
بدوره أفاد موقع “إيران انترنشنال” المعارض، أنه عندما صنفت الحكومة الأمريكية “الحرس الثوري”، منظمة إرهابية في عام 2019، ألزم بزشكيان بصفته نائبًا في البرلمان، الحكومة الإيرانية باتخاذ إجراءات في إقرار ما يُسمى “تعزيز موقع الحرس الثوري الإيراني ضد الولايات المتحدة”، ما أدى إلى مزيد من تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.
وتصف هذه الخطة القوات العسكرية والاستخبارات التابعة للولايات المتحدة بـ”الإرهابية”، وتلزم الحكومة الإيرانية بمواجهتها، فضلًا عن عرقلة التعاون بين الولايات المتحدة ودول المنطقة في مجال التبادل المالي والمنشآت والمعدات.
ولا يخفي بزشكيان دعمه المطلق “للحرس الثوري الإيراني”، وقال في مناظرات الانتخابات الرئاسية، إنه يعتبر صواريخ “الحرس الثوري” وطائراته المُسيّرة “مصدر فخر”.
وبالإضافة إلى ذلك، نشرت وسائل الإعلام صورة بزشكيان وهو يرتدي زي “الحرس الثوري” في قاعة البرلمان مع نواب إصلاحيين آخرين عام 2019.
ليست لديه تصريحات سابقة أو مواقف واضحة من سوريا، لكن دعمه القوي “للحرس الثوري”، يشير إلى مضيه في تقديم الدعم العسكري للميليشيات الإيرانية التي تنشط في سوريا.
يرى بزشكيان أنه لا يمكن حل المشاكل الداخلية في إيران دون حل المشاكل مع العالم الخارجي، ويؤكد أن إدارة البلاد تقوم على التعامل البنّاء مع العالم على أساس الحوار والتفاوض مع مختلف الدول، وفق وكالة “إرنا“.
ويدعو بزشكيان إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، وأعلن أنه سيضع في أعلى سلم أولويات حكومته إحياء الاتفاق النووي.
اهتمام شكلي بحرية المرأة
يدين بزشكيان بالولاء للمؤسسة الدينية الحاكمة، وانتقد سابقًا افتقار السلطات للشفافية في قضية “مهسا أميني”، الشابة التي أثارت وفاتها في أثناء توقيفها على خلفية عدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في إيران، حركة احتجاجات واسعة في أواخر عام 2022، وفق “تسنيم”.
وقال بزشكيان في تصريحات مؤخرًا إنه “منذ 40 عامًا، نعمل على السيطرة على وضع الحجاب، لكننا زدنا الوضع سوءًا”.
كما وعد بالتعاطي الإيجابي مع قضايا المرأة وحرية الوصول إلى الإنترنت وحقوق القوميات الدستورية والحريات السياسية والاجتماعية.
وفي تصريحات خلال حملته الانتخابية، قال بزشكيان إن “الناس غير راضين عنا”، خصوصًا بسبب عدم تمثيل المرأة، وكذلك الأقليات الدينية والعرقية، في السياسة.
لكن موقع “إيران إنترنشنال”، أفاد أن بزشكيان اقترح عندما كان عضوًا في البرلمان الإيراني ما يُسمى قانون “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في إيران عام 2010، الذي يدعو لفرض غرامات مالية ونفي وسجن المواطنين، عند مقاومة ومواجهة تدخل رجال الأمن في طريقة لباس المرأة وظهورها في المجتمع.
وعلى الرغم من دوره في إقرار مثل هذا القانون، فإن مسعود بزشكيان ظهر في المناظرات الانتخابية الرئاسية كأنه مناصر للمرأة وضد فرض الحجاب، ويحاول استقطاب المحتجين من خلال اختيار عبارات تبدو أنها ضد شرطة الأخلاق ودورها، لكن مضمون عباراته يحمل إنكار حرية المرأة وحقها في اللباس.
السياسة الاقتصادية
شدد الرئيس الإيراني الجديد على أنه سيضع حدًا للخلافات بين القوى السياسية التي يقول إنها “السبب الرئيسي لمشاكل البلاد”، وأنه سيستعين بأفضل الخبراء والمتخصصين.
ووعد بأنه سيتابع مشاكل العمال والمتقاعدين والموظفين والعمل بطريقة تقضي على الفقر والتمييز والفساد في البلاد.
كما يعتبر أن من مصلحة إيران الانضمام الى “FATF” (مجموعة العمل المالي الدولية)، من أجل تطوير وتسهيل التجارة مع الدول الاخرى.
شدد بزشكيان على ضرورة التعامل بصدق مع الجمهور وعدم اعطاء وعود فارغة، وأكد بأنه سيُشرك كل الناس في إدارة البلاد وليس فئة معينة.
تاريخه في الانتخابات الرئاسية
سبق لبزشكيان أن سجل مرتين للترشح للانتخابات الرئاسية في الدورة الحادية عشرة (2013) والثالثة عشرة (2021)، إلا أنه في عام 2013 وقبل إعلان أسماء المؤهلين، انسحب لصالح آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني، بينما في عام 2021 لم يحصل على موافقة مجلس صيانة الدستور لعدم توفر أهليته لذلك.
وللمرة الثالثة، في 1 من حزيران 2024 ترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية الـ14، وأُعلن اسمه كأحد المرشحين الستة المؤهلين من قبل مجلس صيانة الدستور للانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة.
ودخل في منافسة على الانتخابات الرئاسية الـ14 بشعار “من أجل إيران” وأعلن أن من أهم خططه وبرنامجه الرئاسي، هو العمل على تحقيق “العدالة” و”الوحدة والتماسك” في المجتمع وتنفيذ بنود “خطة التنمية السابعة” .
كما وعد خلال الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية، أنه في حال فوزه في الانتخابات، سيشكل لجنة لمراقبة أعمال الحكومة وستكون هذه بمثابة جسر بين الشعب والحكومة .
وجرت الانتخابات في إيران قبل نحو عام من موعدها الأصلي، وذلك بعد مقتل الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي وسبعة من مرافقيه، بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، في حادث تحطم مروحية في 19 من أيار الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :