عنب بلدي – يامن مغربي
سيطر المدربون الأرجنتينيون على بطولة “كوبا أمريكا 2024” المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، بتصدر المنتخبات التي يدربونها لمجموعاتها في الدور الأول من البطولة، منها منتخبان مرشحان بشكل كبير لحصد اللقب القاري.
ونجحت الأرجنتين، صاحبة اللقب، بتصدر المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة، محققة تسع نقاط ومتفوقة على كندا (أربع نقاط)، وتشيلي التي حلت في المركز الثالث بنقطتين، والبيرو صاحبة المركز الأخير بنقطة واحدة.
ويدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني، الذي قاد بلاده لتحقيق لقب بطولة كأس العالم بأحدث نسخها في 2022.
وفي المجموعة الثانية، نجحت فنزويلا بقيادة مدربها الأرجنتيني، فرناندو باتيستا، بتصدر مجموعتها بالعلامة الكاملة كذلك، متفوقة على الإكوادور التي حلت في المركز الثاني بأربع نقاط، ثم المكسيك ثالثة بنفس عدد النقاط، وأخيرًا جامايكا، التي خسرت جميع مبارياتها.
في المجموعة الثالثة، تصدرت الأوروغواي ومدربها الأرجنتيني، مارسيلو بيلسا، بتسع نقاط، ثم بنما بست نقاط، فيما فشل صاحب الأرض والجمهور، المنتخب الأمريكي، بالعبور للدور الثاني مع حلوله ثالثًا بثلاث نقاط، ثم بوليفيا دون نقاط.
من جهته، تأهل المنتخب الكولومبي إلى الدور الثاني من البطولة بتصدره لمجموعته بسبع نقاط، وجاءت البرازيل ثانية بخمس نقاط، وكوستاريكا ثالثة بأربع نقاط، وفشلت الباراغواي بالحصول على أي نقطة في ثلاث مباريات.
وتستمر البطولة التي بدأت في 24 من حزيران الماضي حتى 15 من تموز الحالي، حيث يستضيف ملعب “هارد روك” في ولاية فلوريدا المباراة النهائية.
عين سكالوني على التاريخ
نجح سكالوني في أحدث نسخ بطولة كأس العالم بإعادة اللقب مجددًا إلى بلاده بعد غياب دام 36 عامًا، منذ نجح اللاعب الراحل دييغو أرماندو مارادونا برفع الكأس حينها.
في 2 من آب 2018، وبعد أن منعت فرنسا الأرجنتين من استعادة اللقب، قرر الاتحاد الأرجنتيني تعيين سكالوني مدربًا للمنتخب الوطني، ومنذ ذلك الحين حقق الأخير ثلاثة ألقاب متتالية، هي كوبا أمريكا 2021، ثم كأس العالم 2022، وما بينهما بطولة “فيناليسيما” (بطولة تجمع بين بطل أوروبا وبطل أمريكا الجنوبية).
ويسعى سكالوني (46 عامًا) لتكرار الإنجاز الإسباني بين عامي 2008 و2012، عندما حقق بطولتي كأس الأمم الأوروبية (2008-2012) وكأس العالم 2010، وذلك عبر الاحتفاظ بلقب كوبا أمريكا الحالية.
ولا يملك سكالوني مسيرة تدريبية طويلة، إذ عمل عقب اعتزاله كرة القدم في 2015 مساعد مدرب في نادي إشبيلية الإسباني بين عامي 2016 و2017، ثم في المنصب نفسه بالمنتخب الأرجنتيني في 2017، قبل أن يتولى لأشهر قليلة تدريب المنتخب الأرجنتيني لفئة تحت 20 عامًا.
ومع خسارة الأرجنتين بالمباراة النهائية لكأس العالم 2018 في روسيا، تولى سكالوني مسؤولية القيادة، وخاض المنتخب تحت قيادته 72 مباراة، حقق الفوز في 54 مباراة وتعادل في 12، وخسر ست مباريات فقط، وسجل 157 هدفًا وتلقى 45 هدفًا فقط.
وحقق سكالوني كلاعب خمسة ألقاب خلال مسيرته، هي بطولة الدوري الإسباني برفقة ديبورتيفو لاكرونيا في موسم 1999-2000، وكأس ملك إسبانيا في 2002، وبطولة السوبر الإسباني مرتين في 2001 و2003.
ومثّل أندية وست هام الإنجليزي، ولاتسيو وأتلانتا في إيطاليا، وديبورتيفو لاكرونيا وريسينج ومايوركا في إسبانيا.
باتيستا وفنزويلا.. معًا نحو اللقب الأول
ثاني المدربين الأرجنتينيين في البطولة هو فرناندو باتيستا، الذي يقود المنتخب الفنزويلي منذ آذار 2023، بعقد يمتد لثلاث سنوات.
خاضت فنزويلا تحت قيادة باتيستا 14 مباراة فقط، حققت الانتصار في سبع منها وتعادلت في خمس وخسرت مباراتين فقط.
وكما مدربها، لم تنجح فنزويلا بحصد أي لقب طيلة تاريخها، وتسعى خلال البطولة الحالية للوصول إلى أبعد مكان ممكن، مع لاعبين شباب لا يتجاوز متوسط أعمارهم 26 عامًا.
وتحتل فنزويلا المركز الـ54 ضمن تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات.
ولدى باتيستا (53 عامًا) خبرة جيدة مع المنتخب الفنزويلي، إذ سبق له أن درب منتخبها لفئة تحت 23 عامًا، وعمل كمساعد مدرب للمنتخب الأول، قبل أن يتولى المسؤولية بشكل كامل.
وسبق للمدرب الأرجنتيني أن درب منتخب بلاده لشهرين فقط في عام 2021، واستمر لشهرين وقاده في ثلاث مباريات فقط.
كما تولى إدارة أكاديمية “أرجنتينوس” لكرة القدم بين عامي 2005 و2016.
وأعلن باتيستا اعتزاله كرة القدم في عام 2001، بعد مسيرة بدأت في عام 1993 عندما انتقل لأكاديمية نادي “سان لورينزو”، ومنها انتقل لنادي “جودوي كروز” في 1997، وفي العام التالي انتقل لنادي “أول بويز” وحتى اعتزاله، ولم ينجح بتحقيق أي لقب.
بيلسا والأوروغواي لاستعادة اللقب الغائب
من جهته، يسعى المدرب الأرجنتيني، مارسيلو بيلسا، الذي يقود منتخب الأوروغواي، لإضافة نجمة جديدة على قمصان اللاعبين، قبل انتهاء عقده في 31 من كانون الأول 2025.
بيلسا الذي يعد أحد فلاسفة التدريب في كرة القدم الحديثة، تولى إدارة منتخب الأوروغواي منذ 15 من أيار 2023، وخاض تحت قيادته 12 مباراة، فاز في تسع منها وخسر مباراتين وتعادل في واحدة، وسجل 32 هدفًا وتلقى تسعة أهداف فقط.
ولا يملك بيلسا سجلًا طويلًا على صعيد الألقاب، واكتفى بتحقيق الميدالية الذهبية في 2004 لمصلحة بلاده، ولقب الدوري الأرجنتيني أربع مرات، منها ثلاث متتالية مع أولد بويز، ومرة مع فيليز سارسفيلد، كما حقق لقب دوري الدرجة الثانية الإنجليزي (تشامبيون تشيب) برفقة ليدز يونايتد في 2020.
وخلال مسيرته التدريبية الطويلة، درب بيلسا أندية ليدز يونايتد في إنجلترا، وليل ومارسيليا في فرنسا، وأتلتيك بلباو وإسبانيول في إسبانيا، بالإضافة إلى قيادة منتخبي الأرجنتين وتشيلي.
من جهتها، تسعى الأوروغواي للانفراد باللقب القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة، حيث تتساوى حاليًا مع الأرجنتين بـ15 لقبًا لكل منهما، وكانت المرة الأخيرة التي رفع خلالها اللاعبون كأس البطولة، في عام 2011.
نيستور لورينزو ولقب ثانٍ لكولومبيا في البطولة
مرة واحدة نجح فيها المنتخب الكولومبي برفع كأس بطولة كوبا أمريكا، وذلك في عام 2001، وهو اللقب الوحيد في تاريخه، ويسعى اليوم للتتويج بلقبه الثاني برفقة المدرب الأرجنتيني، نيستور لورينزو، الساعي بدوره للتتويج بأول لقب في مسيرته التدريبية التي بدأت كمساعد مدرب مع المنتخب الكولومبي لخمس سنوات (2012-2019).
وفي عام 2021، تولى لورينزو (58 عامًا) مسؤولية نادي مليجار النمساوي لستة أشهر فقط، من كانون الثاني 2021 وحتى تموز 2022.
تحت قيادة لورينزو خاض المنتخب الكولومبي 23 مباراة، ولم يخسر أيًا منها، إذ فاز في 17 مباراة وتعادل في ست مباريات، وسجل 44 هدفًا وتلقى 16 هدفًا فقط.
وفي مسيرتها الحالية، جمعت كولومبيا سبع نقاط، ونجحت بتصدر مجموعتها على حساب البرازيل، المرشحة لنيل اللقب إلى جانب الأرجنتين.
وسبق لورينزو، الذي اعتزل اللعب في عام 1998، أن لعب في أندية بانفيلد وبوكا جونيوزر وفيرو وسان لورينزو وأرجنتينيوس، مع تجربة لعامين مع سويندون تاون الإنجليزي بين عامي 1992 و1994، سبقتها تجربة في إيطاليا مع نادي بيري.
وطوال مسيرته كلاعب، حقق لورينزو لقبًا واحدًا، هو كأس ميتروبا، برفقة باري الإيطالي، في عام 1990.