يشهد حي الشجاعية في قطاع غزة معارك بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجيش الإسرائيلي، الذي يواصل عملياته العسكرية داخل الحي، ويرتكب انتهاكات بحق المدنيين وممتلكاتهم، في حين تستمر المفاوضات لوقف إطلاق النار في القطاع.
وقالت “كتائب القسام” (الجناح العسكري لـ”حماس”) اليوم، الجمعة 5 من تموز، إنها استطاعت قتل 10 جنود إسرائيليين في عملية “مركبة” بحي الشجاعية.
وأضافت في بيان عبر حسابها على “تلجرام“، أن عناصرها استهدفوا بقذيفة “TBG” المضادة للتحصينات مبنى تحصنت داخله قوة إسرائيلية، ثم تقدموا نحو المبنى المستهدف وقتلوا بقية أفراد القوة من المسافة صفر.
وأكد البيان أن عناصر “حماس” فجروا عبوة ناسفة بالمبنى خلال انسحابهم، وبعدها تدخّل الطيران المروحي لإخلاء الجنود القتلى والمصابين.
كما أعلنت “القسام” أنها استهدفت اليوم، الجمعة، دبابتين إسرائيليتين من طراز “ميركافا” بقذائف “الياسين 105” في حي الشجاعية.
وذكرت “القسام” في بيان آخر، أن قواتها تمكنت، الخميس 4 من تموز، من إيقاع قوة إسرائيلية في كمين محكم والاشتباك مع أفرادها وإيقاعهم بين قتيل وجريح في الشجاعية، حيث هبط الطيران المروحي الإسرائيلي لإخلائهم.
ولليوم الثامن على التوالي، يشهد حي الشجاعية في غزة معارك بين حركة “حماس” والجيش الإسرائيلي الذي تكبد على مدى الأيام القليلة الماضية قتلى وجرحى في الحي.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن 13 عسكريًا إسرائيليًا قتلوا خلال الأسبوع الأخير، مشيرة إلى أن الجيش يواجه تحديًا في الشجاعية.
في السياق ذاته، أفادت وكالة “معًا” الفلسطينية باندلاع حرائق في العديد من المنازل بحي الشجاعية جراء القصف المتواصل من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأظهرت مشاهد مصورة تصاعد أعمدة الدخان من الحي المكتظ بالسكان، بينما تحاول فرق الإطفاء الفلسطينية السيطرة على النيران وسط صعوبة بالغة نتيجة الاستهداف المستمر.
وفد إسرائيلي لاستئناف المفاوضات
تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات للوصول إلى وقف لاطلاق النار في غزة.
وأفادت وكالة “رويترز“، أن الجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، اكتسبت زخمًا اليوم الجمعة، بعد أن قدمت “حماس” اقتراحًا منقحًا بشأن شروط الاتفاق، بينما قالت إسرائيل إنها ستستأنف المفاوضات المتوقفة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للرئيس الأمريكي، جو بايدن، الخميس 4 من تموز، إنه سيرسل وفدًا لاستئناف المفاوضات، بينما قال مسؤول إسرائيلي إن فريق بلاده التفاوضي سيقوده رئيس جهاز الاستخبارات (الموساد)، وفق “رويترز”.
وأفاد مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق بعد أن قدمت “حماس” اقتراحها المعدل بشأن شروط الاتفاق الذي تلقته إسرائيل، الأربعاء 3 من تموز.
في السياق ذاته، قال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة، لـ“رويترز“، إن “حماس أبدت مرونة بشأن بعض البنود التي من شأنها أن تسمح بالتوصل إلى اتفاق إذا وافقت إسرائيل على المقترح”.
وكان نتنياهو عقد، الخميس 4 من تموز، اجتماعًا لمجلس الوزراء الأمني المصغر، لمناقشة رد “حماس” بشأن مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأفادت “رويترز” أن إسرائيل تدرس رد “حماس” على المقترح الذي قدمه الرئيس بايدن، في أيار الماضي، والذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة تدريجيًا، وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال المرحلتين الأولى والثانية، فضلًا عن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
وتتضمن المرحلة الثالثة إعادة بناء قطاع غزة، الذي دمرته الحرب وإعادة رفات الرهائن المتوفين.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نيابة عن “الموساد”، مساء الأربعاء 3 من تموز، أن قطر ومصر نقلتا إلى فريق المفاوضات الإسرائيلي رد “حماس” على مقترح وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن، مشيرًا إلى أن إسرائيل تدرس المقترح وستعيد جوابها إلى الوسطاء، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت“.
وتؤكد “حماس” خلال تصريحاتها أن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب التي استمرت قرابة تسعة أشهر، ويؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، بينما تصر إسرائيل أنها لن تقبل سوى بوقف مؤقت للقتال حتى يتم القضاء على “حماس”، وفق “رويترز”.