أصدرت الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا بيانات رسمية أو كلمات صوتية تعليقًا على احتجاجات الشمال السوري الأخيرة، التي أججتها أحداث “قيصري” وتصريحات تركية مفادها التقارب مع النظام السوري.
رصدت عنب بلدي بيانات “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وفصيل”الجبهة الشامية” التابع لـ”الجيش الوطني” كونه أحد أكبر تشكيلاته، وجناح “حركة أحرار الشام” العامل في إدلب، و”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ في إدلب.
احتوت جميع البيانات على أحقية المطالب، لكنها رفضت بعض أساليب المحتجين، كمهاجمة السيارات التركية وإنزال العلم التركي.
التوجيه المعنوي..
تهدئة للشارع أم تهيئة لما هو أسوأ؟
أدان رئيس إدارة “التوجيه المعنوي” في “الجيش الوطني السوري”، حسن الدغيم، ما تعرض له السوريون من اعتداءات في عدد من المدن التركية، لكنه تحدث أيضًا عن إمكانية صدور تصريحات قد لا تلقى القبول بالنسبة لمعارضي النظام السوري.
وقال الدغيم خلال كلمة صوتية نشرت، الاثنين الماضي، “لا ننسى أن الساحة ساحة سياسة وصراع أقاليم ودول، سنسمع فيها ما يسوء ونرى فيها ما يستهجن من تصريحات ومرويات لا تنال الرضا والقبول منا كثوار”.
والرد على هذه التصريحات، بحسب الدغيم، يكون “بإعداد أنفسنا عسكريًا وتقوية صفنا الداخلي وتجاوز مطبات الماضي من اقتتالات واختلافات وبناء الوحدة الدفاعية العسكرية”.
وانتقد الدغيم التضييق والترحيل الذي يتعرض له السوريون في تركيا، معتبرًا أن ما حدث للسوريين في قيصري وغازي عينتاب وغيرهما، “لا يقل بشاعة عن التهجير والتغيير الديموغرافي (…)، وهو جريمة مدانة ولا يمكن تبريرها”.
وأخطر ما يتعرض له الحراك السلمي والمطالبة بالحقوق، بحسب الدغيم، أن “تنجرف للفوضى والتخريب والتكسير”.
ودعا إلى إحكام التظاهر بقواعد الأخلاق والتعبير عن المطالب بانضباط، “فلا التكسير ولا التحطيم يجدي في استرداد حق، لا سيما مع إخوة ناصرونا في المحن وقاسمونا حمل الهم”.
وذكرت “الجبهة الشامية” في بيانها أن مشاعر الغضب عند المحتجين ” جاء بسبب الاحتقان من العديد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، والتخوّفات المشروعة للشعب وتصرفات حفنة من العنصريين في قيصري وعنتاب”.
“الجولاني”.. فرصة للطعن بمظاهرات إدلب
لم تكن “هيئة تحرير الشام” بعيدة عن مجريات الأحداث، فمنذ اليوم الأول علق زعيمها، “أبو محمد الجولاني”، على الاحتجاجات.
ودعا “الجولاني” إلى “تغليب لغة العقل والنظر لمصلحة الثورة استرتيجيًا”، وعدم الانجرار وراء “التحركات المشبوهة التي استمرت لأشهر واليوم تأخذ مسارًا يضر بتحالفات ثورتنا ومصالحها بالدرجة الأولى لا سيما تركيا حكومة وشعبًا”، في إشارة للمظاهرات المناوئة له في مناطق سيطرته والمستمرة منذ أشهر.
بدورها، أدانت “حركة أحرار الشام” أي تجاوزات أو فوضى أو إساءة للأعلام التركية والمؤسسات الموجودة في الشمال السوري.
واعتبر قائد جناح الحركة في إدلب عامر الشيخ، عبر قناته في “تلجرام”، أن “الفوضى ليست سوى بوابةً للشر والفتن خصوصًا مع غياب الرؤية وضياع البوصلة”.
عوامل أججت الاحتجاجات
شهدت عدة مناطق في شمال غربي سوريا احتجاجات خلال الأيام الماضية، رفضًا للتقارب بين أنقرة والنظام السوري، وافتتاح معبر تجاري بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام برعاية روسية- تركية.
وصلت الاحتجاجات إلى أوجها، الاثنين 1 من تموز، بعد يوم من انتشار تسجيلات مصورة تظهر اعتداءات لمواطنين أتراك على محال ومنازل وممتلكات لاجئين سوريين في ولاية قيصري التركية.
دخل المحتجون معبر باب “السلامة” الحدودي مع تركيا، ومنعوا دخول الشاحنات والسيارات التركية، كما تعرضت سيارات موظفين أتراك للاعتداء والتكسير.
وشهدت مناطق متفرقة من ريفي حلب إنزال العلم التركي من بعض المؤسسات الحكومية، وإغلاق مراكز البريد والشحن التركي “PTT”، وضرب آليات عسكرية تركية بالحجارة.
ووقعت اشتباكات قرب نقاط عسكرية تركية في منطقتي عفرين والأتارب.
وقتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون إثر استهدافهم من قبل النقاط العسكرية التركية، دون إحصائية طبية رسمية.
الاعتداءات على السوريين وممتلكاتهم توسعت بعدها إلى ولايات أخرى كهاتاي وغازي عينتاب وكلس وبورصة.