تركيا.. الاعتداءات على السوريين تنتقل للبرلمان
نقل النائب في البرلمان التركي وعضو في “الجمعية الوطنية التركية الكبرى وعضو حزب “DEM” (اليسار الأخضر)، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، أحداث الاعتداءات على اللاجئين السوريين و قضية مقتل الطفل أحمد الحمدان في مدينة أنطاليا إلى جلسة البرلمان التركي.
وقال الناشط الحقوقي طه الغازي، في منشور عبر “فيس بوك“، اليوم 4 من تموز، في إن كلًا من حزب “Gelecek” (المستقبل) و”DEVA” (الديمقراطية والتقدم) و”Emek” (العمال التركي) و”DEM” (اليسار الأخضر) سيعدون خلال الأيام المقبلة مشروع مساءلة لطرحه على وزارتي الداخلية والعدل التركية.
وأشار الغازي إلى أن المشروع سيطرح تساؤلات عن أسباب ودوافع هذه الاعتداءات التي طالت اللاجئين السوريين، إضافة لتساؤلات أخرى عدة وهي: غياب دور الحكومة التركية بحماية اللاجئين السوريين و ممتلكاتهم، والانتهاكات التي يتعرضون لها في مديريات الهجرة التركية ومراكز الترحيل، وعدم مساءلة السياسيين والقادة ببعض تيارات المعارضة ممن يحرضون على اللاجئين السوريين من خلال خطاب الكراهية و التمييز العنصري.
وخلال كلمة النائب في البرلمان عمر فاروق جرجرلي أوغلو، في جلسة البرلمان، تحدث بلهجة حادة عن رفضه للصمت عن الاعتداءات، قائلًا إن الموضوع الأساسي هنا هو “حقوق الإنسان”، ليرفع صورة الطفل السوري الذي قتل في 3 من تموز موجهًا سؤاله للحاضرين، “من هذا الطفل؟ لو سمحتوا عند التحدث انظروا إلى هذه الصورة التي أحملها”.
الطفل السوري قتل في مدينة أنطاليا، صباح الأربعاء، على يد ثلاثة أشخاص أوقفوه أثناء عودته إلى المنزل.
وقالت صحيفة “milliyet” التركية، إن السلطات التركية اعتقلت المتورطين الثلاثة بعد معرفتهم من خلال مشاهدة سجلات كاميرات المراقبة.
هدوء حذر
وبعد أكثر من ثلاثة أيام على بدء الاعتداءات على ممتلكات السوريين التي شهدتها مدينة قيصري وامتدت بعدها إلى عدة مدن أخرى، يعود الهدوء إلى الشوارع والأحياء السكنية، وسط خوف ما زال حاضرًا لدى السوريين بتركيا.
جرجلي أوغلو قال إن السوريين ما زالوا يخافون الخروج من منازلهم في عدة مدن تركية، مشيرًا إلى تضرر 70 ألف شخصًا من السوريين بمدينة قيصري وتدمير 21 محلًا بسبب الاعتداءات.
وتحاول السلطات التركية منذ اندلاع الاعتداءات ضد ممتلكات السوريين في تركيا احتضان الموقف بإيقاف الأشخاص المتورطين بعمليات الشغب، إضافة لمبادرات من الشعب التركي تصب بإطار الوقوف ضد العنصرية تجاه اللاجئين في البلاد.
وشهدت مدينة اسطنبول، الأربعاء 3 من تموز، في ساحة شيشهانه بشارع بي أوغلو بتقسيم وقفة تضامنية اجتمع فيها ممثلون عن 34 منظمة، بدعوة من منظمة “İnsan Hakları Derneği” (منظمة حقوق الإنسان)، ردًا على الهجمات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في قيصري، ورفعت خلال التظاهرة لافتات تناصر اللاجئين.
ونقلت وكالة “bianet” التركية أن المحتجين رفعوا لافتات كتب عليها، “نحن نزيد من التضامن ضد العنصرية والهجمات التي تستهدف المهاجرين”، إضافة لترديد شعارات “تعيش أخوة الشعوب”.
وقدم رئيس منظمة “حقوق الإنسان”، جولسيرين يوليري، بيانًا صحفيًا مشتركًا، قال فيه إن “الهجمات مستمرة في الانتشار إلى مستوى يهدد سلامة حياة المهاجرين، مع وجود دافع واضح للعداء تجاههم”، مضيفًا أن “حملة العنصرية المتزايدة تعزز احتمال وقوع أحداث مشابهة”.
وفي إطار احتواء الموقف ومعاقبة المتورطين، أعلنت ولاية عازي عينتاب جنوبي تركيا، أمس الأربعاء عن اعتقال اثنين من أصل ثلاثة أشخاص قاموا بضرب مواطنين أجانب وصوروا المشهد في منطقة نزيب.
وبناءً على التسجيلات المصورة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بدأت التحقيقات لتحديد المشتبه بهم، في 1 من تموز، لتعلن السلطات التركية معرفتهم واعتقال اثنين منهم، إضافة إلى اتضاح أن المعتدين ذهبوا إلى مكان إقامة الأجانب (دون تحديدًا لجنسياتهم) وضربوهم بالعصي والسكاكين وسرقوا هواتفهم المحمولة وأموالهم، وفق البيان.
وكان ناشطون قد تداولوا تسجيلًا مصورًا على وسائل التواصل، يظهر الاعتداء على أشخاص أشاروا إلى أنهم سوريين وذلك داخل منزلهم، ليكتب على التسجيل عبارة “الرجل لا يضرب هكذا، بل يضرب هكذا”.
وفي 2 من تموز الحالي، أعاد وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، إعلانه عن اعتقال 474 شخصًا آخرين على خلفية أحداث الشغب، وقال الوزير في بيان عبر “إكس“، إن عمليات الاعتقال هذه تمت بعد القيام بـ”أعمال استفزازية” ضد السوريين في بعض المدن في جميع أنحاء تركيا.
وبحسب الوزير التركي، فإن 285 من المعتقلين متهمون بجرائم مختلفة، كتهريب المهاجرين، والمخدرات، والنهب، والسرقة، وإتلاف الممتلكات والتحرش الجنسي، والاحتيال، وتزوير الأموال والتهديدات والشتائم، ولديهم سجلات جنائية.
وأثارت الحادثة في قيصري حالة غضب واحتجاجات بالشمال السوري لتتوسع لمدن أخرى منها، هاتاي وأورفا وكلس وغازي عينتاب وبورصة واسطنبول.
الاعتداءات جاءت بعد انتشار معلومة مغلوطة عن اعتداء لاجئ سوري على طفلة تركية تبلغ من العمر خمسة أعوام، قبل أن تؤكد ولاية قيصري في بيان لها عبر “إكس“، أن الطفلة سورية الجنسية وهي قريبة الشاب الذي يعاني من مشكلات عقلية.
تضامن مع اللاجئين
نشر بعض المواطنين الأتراك دعوات للتواصل مع جيرانهم السوريين والاطمئنان عنهم والسؤال إن كانوا بحاجة إلى شيء، وقال أحدهم على حسابه الشخصي في موقع “إكس” إنه “في حال وقعت المنطقة بمشكلة سيقف مع جاره السوري ضد العنصرية حتى الموت”، وأكد آخر عبر حسابه الشخصي أنه “سيقف خلف جاره البقال السوري حتى النهاية”.
جاءت هذه المواقف بعد الاحتجاجات التي ما زالت مستمرة بوتيرة منخفضة في عدد من الولايات، وسط خوف السوريين في المدن التي تعرضت سابقًا لأعمال الشغب من الخروج من منازلهم تجنبًا لتعرضهم إلى الضرب أو القتل.
وبالسياق نفسه، تداول مواطنون وصحفيون أتراك على موقع “إكس” هاشتاغ #ÜmitÖzdağTutuklansın والذي يعني “ليعتقل أوميت أوزداغ” زعيم حزب “النصر” المتطرف لخطابه العنصري والتحريضي ضد اللاجئين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :