تطرق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للملف السوري، ومسألة البحث عن حل للتوتر في سوريا و”مكافحة الإرهاب”، خلال لقائه بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على هامش أعمال القمة الـ24 لرؤساء دول منظمة “شنغهاي” للتعاون في مدينة أستانة بكازاخستان.
وشدد أردوغان اليوم، الأربعاء 3 من تموز، على رفض بلاده إقامة “منظمة إرهابية” خارج حدودها، وتحديدًا في سوريا (في إشارة إلى “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا).
كما أكد الرئيس التركي أن هناك أهمية لإنهاء حالات عدم الاستقرار التي تخلق أرضًا خصبة لـ”المنظمات الإرهابية”، بما فيها “الحرب الأهلية”.
في السياق نفسه، أبدى أردوغان استعداد بلاده للتعاون من أجل التوصل إلى حل، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية، منها “TRTHABER“.
كما تطرق الجانبان، في لقائهما الأول منذ أيلول 2023، إلى ملفات أخرى، منها الحرب الروسية على أوكرانيا، والهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
وقبيل اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيسين، التركي والروسي، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، تعليقًا على مسار التقارب التركي مع النظام السوري، إن موسكو ترحب بعملية إحلال السلام في سوريا، وهي مهمة للغاية.
وأضاف، “بذلت روسيا الكثير من الجهد في هذا الصدد، ولن نرحب إلا بالاتصالات مع الدول المجاورة التي ستسمح لهذه العملية بالتطور بنجاح”، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
واليوم، الأربعاء، نشرت الخارجية التركية بيانًا ربطت خلاله بين المحادثات التي تتجه لإجرائها مع النظام السوري، ومتطلبات أمنها القومي، وقالت إن أنقرة اتخذت منذ بداية “الأزمة” في سوريا موقفًا مبدئيًا، وبينما تعمل على مراجعة سياستها الخارجية بما يتماشى مع متطلبات مصالحها الوطنية، فهي لا تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها أمنها القومي.
وأضافت الخارجية أن تحريف الحقائق وتوجيه الاتهامات بدافع التعصب الأيديولوجي لتحقيق مكاسب سياسية لا يندرج ضمن هذه الفئة، معتبرة أن الاتهامات الموجهة للسياسة التركية الخارجية تفتقر إلى التحليل والمعرفة الأساسية بالتاريخ.
من جانبها، نقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، عن مصادر لم تسمها وصفتها بـ”المتابعة من دمشق”، أن هناك اتصالات مستمرة بين موسكو وعواصم عربية تضمن أن يخرج أي لقاء مع الجانب التركي بتعهد واضح وصريح وعلني للانسحاب من كامل الأراضي السورية التي “يحتلها الجيش التركي، ومن لف لفيفه”، وفق أجندة محددة زمنيًا.
ومساء الثلاثاء، قال الرئيس التركي، إن هناك فائدة كبيرة في فتح القبضات المشدودة بالسياسة الخارجية، وكذلك الداخلية، “ولن نمتنع عن الاجتماع مع أي كان، كما كان الحال في الماضي”، في إشارة إلى مسار التقارب مع النظام السوري.
وأضاف خلال كلمة أمام الحكومة التركية، “عند القيام بذلك، سنأخذ مصالح تركيا في الاعتبار بالمقام الأول، لكننا لن نسمح لأي شخص يثق بنا، أو يلجأ إلينا، أو يعمل معنا، أن يكون ضحية في هذه العملية، تركيا ليست ولن تكون دولة تتخلى عن أصدقائها”، في إشارة إلى المعارضة السورية.