جريدة عنب بلدي – العدد 54 – الأحد – 3-3-2013
ولكن الخطوة السياسية ومنجزاتها المتوقعة لم تكتمل، فقد تراجع الإئتلاف عن موقفه وذهب إلى روما وشارك في الخُطب والبيانات، وكان هناك بعض المكاسب أهمها اعتراف رسمي ومعلن للجيش الحر كجهة شرعية من جميع الدول في روما واتفاق على رفع مستوى الدعم على الأرض، ودعوة لتقارب الائتلاف والأركان.
ربما يصح القول أنّه لامصلحة للمجتمع الدولي بقطع علاقته السياسية مع الشعب السوري وممثليه السياسين، ولامصلحة له بأن ينتصر الشعب فيما يكون هو خارج معادلة الانتصار وبعيدًا عن المكتسبات الاقتصادية والسياسية التي تتطلبها مرحلة بناء الدولة والحضارة من جديد. ولكن الساسة في الدول العظمى يحرصون على الحضور في قلب الأزمة، ويكررون دومًا أنهم يدعمون الشعب المضطهد سياسيًا وإقتصاديًا، ويسعون لرفع معاناته بشكل حثيث، ولكن بطرق دبلوماسية. سياسة باتت مكشوفة للصغير والكبير، وبات الجميع يتحدث عن سكوت مخجل من دول الاتحاد الأوربي وأمريكا تجاه شعبٍ يُقصَف بصواريخ سكود وبالقنابل العنقودية.
مقاطعة الإئتلاف للمؤتمر كانت رسالة واضحة للمجتمع الدولي؛ أننا مستمرون بثورتنا بعيدًا عن دعمكم الكلامي، وأننا سوف ننزع شوكنا بأيدينا، ولكنكم لن تحتفلوا معنا بالنصر وإن تأخر قليلًا، وسوف نصمّم سوريا كما نريد وليس كما تريدون، وهي الرسالة التي لم تكن لتناسبهم.
بأقل الإحتمالات كانت مكاسب الشعب السوري فيما لو تمت مقاطعة المؤتمر، أكبر منها بعد حضوره. كنا سوف نسمع ونستمتع بمشاهدة الساسة الكبار يسألون: ماذا تطلبون؟ ماهي شروطكم للحضور؟ بدلًا من أن تستمر المعاناة وهم يبيعوننا بيانات وأسلحة غير مميتة.