أنقرة تربط محادثاتها المقبلة مع النظام السوري بأمنها القومي
ربطت تركيا بين المحادثات التي تتجه لإجرائها مع النظام السوري ومتطلبات أمنها القومي.
وقالت وزارة الخارجية التركية، إن أنقرة اتخذت منذ بداية “الأزمة” في سوريا، موقفًا مبدئيًا، وبينما تعمل على مراجعة سياستها الخارجية بما يتماشى مع متطلبات مصالحها الوطنية، فهي لا تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها أمنها القومي.
وأضافت الخارجية في بيان، اليوم، الأربعاء 3 من تموز، إن تحريف الحقائق وتوجيه الاتهامات بدافع التعصب الأيديولوجي لتحقيق مكاسب سياسية لا يندرج ضمن هذه الفئة، معتبرة أن الاتهامات الموجهة للسياسة التركية الخارجية تفتقر إلى التحليل والمعرفة الأساسية بالتاريخ.
وتشترط أنقرة في محادثاتها مع النظام التعاون ضد حزب “العمال الكرستاني” (ترى أنقرة في “قوات سوريا الديمقراطية” امتدادًا له في سوريا)، وضمان عودة اللاجئين السوريين، مع استعداد للحديث في هذه القضايا، وهو ما أكد عليه وزير الدفاع التركي في 1 من حزيران، مع شروط أخرى، منها إجراء انتخابات حرة ودعم إقرار دستور شامل في سوريا.
من جانبها، نقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، عن مصادر لم تسمها وصفتها بـ”متابعة من دمشق”، أن هناك اتصالات مستمرة بين موسكو وعواصم عربية تضمن أن يخرج أي لقاء مع الجانب التركي بتعهد واضح وصريح وعلني للانسحاب من كامل الأراضي السورية التي “يحتلها” الجيش التركي، ومن لف لفيفه، وفق أجندة محددة زمنيًا.
واعتبرت المصادر ذلك قاعدة أساسية يمكن البناء عليها للبحث المتبقي في الملفات.
في السياق نفسه، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مسؤول في مكتب رئيس الحكومة العراقية، أمس الثلاثاء، أن الحكومة تبذل بالفعل جهوداً للتطبيع بين البلدين تتضمن عقد لقاءات ثنائية تحتضنها بغداد.
ورغم حديث إعلامي عن موعد وشيك، لعقد الاجتماع، فإن المسؤول العراقي رفض تحديد موعد نهائي، وقال “نقوم بما يلزم، وبقية التفاصيل تلزم نقاشات مستفيضة مع الأطراف المعنية”، وفق الصحيفة
وتأتي التصريحات التركية بعد تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وجّه خلالها رسائلًا للنظام والمعارضة السورية.
وقال أردوغان، مساء الثلاثاء، إن هناك فائدة كبيرة في فتح القبضات المشدودة في السياسة الخارجية، وكذلك الداخلية، “ولن نمتنع عن الاجتماع مع أي كان، كما كان الحال في الماضي”، في إشارة إلى مسار التقارب مع النظام السوري.
وأضاف خلال كلمة أمام الحكومة التركية، “عند القيام بذلك، سنأخذ مصالح تركيا في الاعتبار في المقام الأول، لكننا لن نسمح لأي شخص يثق بنا، أو يلجأ إلينا، أو يعمل معنا، أن يكون ضحية في هذه العملية، تركيا ليست ولن تكون دولة تتخلى عن أصدقائها”، في إشارة إلى المعارضة السورية.
كما أوضح أن من الممكن اتخاذ خطوات إضافية من شأنها أن تخدم السلام والهدوء، والحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية يشكل أولوية بالنسبة لتركيا، “لا عيون لنا على أرض أحد أو سيادته”.
حديث أردوغان رافقه تعليق أمريكي على مسار التقارب التركي مع دمشق، إذ قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلادها أبلغت حليفتها تركيا بموقفها من إقامة محادثات مع النظام السوري، مع وجوب التركيز على ضرورة اتخاذ خطوات لتحسين وضع حقوق الإنسان والوضع الأمني لجميع السوريين.
وجاء في إحاطة صحفية لنائب المتحدث الرئيسي للوزارة فيدانت باتيل، أمس الثلاثاء، أن موقف الولايات المتحدة واضح، ولن تطبع العلاقات مع النظام في غياب تقدم حقيقي نحو حل سياسي لـ”الصراع الأساسي”.
باتيل قال إن بلاده كانت واضحة مع شركائها الإقليميين بما في ذلك تركيا في أن “أي تواصل مع النظام السوري يجب أن يتركز على ضرورة اتخاذ خطوات موثوقة لتحسين الوضع الإنساني وحقوق الإنسان والوضع الأمني لجميع السوريين”.
وأضاف، “شددنا مع الشركاء الإقليميين أن على النظام السوري التعاون في العملية السياسية المنصوص عليها في القرار الأممي (2254)”.
اقرأ المزيد: تقاطع مصالح يسرع الخطى على طريق تقارب أنقرة- دمشق
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :