تقاطع مصالح يسرع الخطى على طريق تقارب أنقرة- دمشق

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد (تعديل عنب بلدي)

camera iconالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

حمل الأسبوع الأخير من حزيران الماضي جرعة عالية من التصريحات التركية أخذت مسار التقارب مع النظام السوري إلى الواجهة، بعد انحسار سابق دفع روسيا، عرابة المسار الأولى، إلى الاعتراف بفشله في وقت سابق.

وفي 28 من حزيران، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه سيجري العمل على تطوير العلاقات مع سوريا بنفس الطريقة “التي عملنا بها في الماضي”، مضيفًا في تصريحات أدلى بها، عقب صلاة الجمعة، “كما حافظنا على علاقاتنا مع سوريا حية للغاية، فقد عقدنا هذه الاجتماعات مع السيد الأسد في الماضي، بما في ذلك اجتماعات عائلية”.

وتابع الرئيس التركي، “من المستحيل تمامًا أن نقول إن ذلك لن يحدث غدًا، بل سيحدث مرة أخرى”، مؤكدًا في الوقت نفسه عدم وجود اهتمام أو هدف للتدخل في شؤون سوريا الداخلية، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية رسمية منها “TRTHABER”.

ردًا على “ليونة” الأسد

ما جاء على لسان الرئيس أردوغان حمل ردًا على تصريحات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي أبدى ليونة في موقفه تجاه تركيا، لأول مرة، خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف، في 26 من حزيران.

وأكد الأسد حينها انفتاح نظامه على جميع المباردات المرتبطة بالعلاقات بين دمشق وأنقرة، والمستندة إلى ما وصفه بسيادة سوريا على أراضيها ومحاربة كل “أشكال الإرهاب وتنظيماته”.

وشدد الأسد خلال اللقاء على أن تلك المبادرات تعكس إرادة الدول المعنية بها لإحلال الاستقرار في سوريا والمنطقة، معتبرًا أن نجاح أي مبادرة ينطلق من احترام سيادة الدول واستقرارها، دون أن يتطرق إلى مسألة الانسحاب التركي من الأراضي السورية، والتي يتمسك بها النظام عادة، كشرط لإحداث أي تقدم في مسار التقارب مع أنقرة.

موسكو تدعم.. تقارب أنقرة- دمشق محور مباحثات الأسد ولافرنتييف

لغة الأسد “التصالحية” بدت خارجة عن سياق اللغة التي يستخدمها تجاه أنقرة، إذ قال خلال مشاركته في قمة “جدة”، في أيار 2023، إن العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لافتًا إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، و”خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة”، إلى جانب العديد من التصريحات التي لم يوفر بها فرصة لمهاجمة تركيا ورئيسها.

ولم يقتصر حضور الملف السوري والعلاقة مع دمشق على تصريحات أردوغان، إذ اعتبر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن أهم ما حققته بلاده مع روسيا فيما يتعلق بسوريا، هو وقف الحرب بين المعارضة والنظام.

وقال فيدان، في 24 من حزيران، “ليت النظام السوري يستخدم فترة الصمت هذه بحكمة، ويستغلها كفرصة لحل المشكلات الدستورية وتحقيق السلام مع الخصوم، وإعادة ملايين الأشخاص الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا، وإعادة بناء البلاد وتنشيط الاقتصاد، لكننا ترى أن هذا لا يجري استغلاله بشكل كافٍ”.

وتابع، “نرى أن عودة اللاجئين مهمة، ونحن نعتقد أن سوريا، إذا اندمجت حكومتها ومعارضتها ستكون لاعبًا مهمًا في الحرب ضد إرهاب حزب (العمال الكردستاني)”.

تجاوب سريع

في السياق نفسه، فإن اقتراح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على تركيا، في 11 من حزيران، مواصلة العمل بصيغة “أستانة” فيما يتعلق بـ”الحرب المشتركة ضد الإرهاب” في سوريا، وتطبيع العلاقات التركية معها، لاقى تجاوبًا من طرفي هذه العلاقة الشائكة، إذ نقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، في 30 من حزيران، عن مصادر وصفتها بـ”المتابعة”، أن هناك اجتماعًا سوريًا- تركيًا مرتقبًا ستشهده العاصمة العراقية، بغداد، لتكون هذه الخطوة بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الجانب التركي طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع النظام، دون حضور أي طرف ثالث، وبعيداً عن الإعلام، للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات إلى سابق عهدها.

في عضون ذلك جرى إعلان افتتاح معبر “أبو الزندين” بريف حلب الشرقي، من خلال تفاهم روسي- تركي لمراعان المصلحة الاقتصادية السورية- التركية، ثم الاعتبارات الإنسانية عند فتحه أمام حركة الأفراد، وفق ما نقلته “الوطن” عن مصادرها التي توقعت مزيدًا من “الانفراج” على صعيد علاقات تركيا بالنظام السوري، برعاية روسيا المصرّة على الانتقال بالطرفين إلى أفق جديد في العلاقات الاقتصادية، وربما السياسية لاحقًا، وفق المصادر.

وتلقى المفاوضات المرتقبة بين الطرفين “دعمًا عربيًا واسعًا”، لا سيما من السعودية والإمارات، إلى جانب دعم صيني وروسي وإيراني، بحسب المصادر ذاتها.

مسار معقد وطويل

الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش، بيّن أن الرسائل المتبادلة بين أردوغان والأسد تشير إلى حدوث خرق في مسار التقارب بعد جمود لأشهر، ربما نتيجة جهود روسيا والعراق خلف الكواليس لتحريك المياه الراكدة بين الطرفين.

وأوضح الباحث لعنب بلدي، أن من العوامل ألتي أدت إلى تحريك مسار التقارب، الهاجس المشترك من مشروع “الحكم الذاتي” في شمال شرقي سوريا، وتوجه “الإدارة الذاتية” لإجراء انتخابات محلية في آب المقبل، بالإضافة إلى توجه جديد لدى أنقرة لإشراك الفاعلين الإقليميين في استراتيجيتها لمكافحة “الحالة الانفصالية الكردية” في دول الجوار، وهو ما تبلور بعد التقارب التركي- العراقي.

كما أن ابتعاد النظام السوري عن مطالبة تركيا بجدول زمني للانسحاب من سوريا ربما ساعد في بروز الخطاب التركي الجديد، مع الإشارة إلى أهمية اللقاء التركي مع النظام الذي سيعقد في بغداد قريبًا، كونه سينقل الحوار من المرحلة الأولى برعاية روسية، إلى مرحلة تفاوض على ملفات مهمة للجانبين.

وبحسب الباحث، فإن الطرفين يتطلعان إلى مزايا من هذا الحوار، فالأولوية التركية هي التعاون مع دمشق ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، وهي مصلحة مشتركة مع النظام، إلى جانب تطلعات النظام الاقتصادية حتى في شمال شرقي سوريا والرغبة بالسيطرة على المنطقة على الأقل لتحقيق النفع الاقتصادي.

من جهة أخرى، فأنقرة تستخدم الحوار مع النظام كوسيلة ضغط على الولايات المتحدة، لإجبارها على التخلي عن علاقتها بـ”الإدارة الذاتية”، وفق الباحث.

المسار معقد وطويل ولن يؤدي ببساطة إلى تطبيع العلاقات وكأن شيئًا لم يحصل، فهناك عقبات كبيرة لا تزال تعترض هذا المسار، على رأسها مسألة الوجود العسكري التركي والتسوية السياسية في سوريا، فأنقرة تدرك أن معالجة هواجسها الأمنية في سوريا دون إنهاء الصراع لا يمكن أن تتحقق، وهذا يتطلب عملية سياسية تلبي الحد الأدنى من تطلعات السوريين وتعيد الاستقرار، وهذا يتطلب إعادة تشكيل النظام السياسي، وهي عملية بعيدة المدى.

 

محمود علوش

باحث في العلاقات الدولية

تريد تركيا تعاونًا مع النظام في الرد المشترك على خطوة الانتخابات في شمال شرقي سوريا، وإذا حصل هذا التعاون يمكن أن يؤدي إلى خلق مسارات أخرى تؤدي إلى تسوية الصراع وتمهد الأرضية لتطبيع العلاقات، فرغم حديث الرئيس التركي عن علاقات دبلوماسية مع دمشق، لا يمكن تصور عودة هذه العلاقات دون أن تكون خلاصة مسار طويل من التفاهمات، إلى جانب أدوار الفاعلين الآخرين، والتأثير العربي والغربي في المسار، وفق محمود علوش.

وبحسب الباحث، فإن تحول الموقف التركي في سوريا، بدأ منذ عام 2016، عندما تدخلت تركيا عسكريًا لأول مرة في سوريا، وعكس هذا التدخل تحول الأولويات التركية في سوريا، من الإطاحة بنظام الأسد، إلى التركيز على الهاجس الأمني شمال شرقي سوريا، دون تأثير على علاقة أنقرة مع المعارضة السورية، لكن الانعطافة الحالية في السياسة حيال سوريا ستختبر حدود العلاقة بين تركيا والمعارضة السورية، رغم حرص تركي على علاقة جيدة مع المعارضة السورية، كون هذه العلاقة إحدى نقاط قوة أنقرة بسياستها في سوريا ولن تغامر بها.

دعم سعودي- إماراتي؟

منذ أكثر من عام، فتحت الدول العربية باب تقاربها مع النظام السوري طمعًا بحل سياسي في سوريا يفضي في نهاية المطاف إلى تطبيق القرار الأممي “2254”.

الطروحات العربية المقدمة في هذا الإطار من مطالب قوبلت بنتائج عسكية لم تثمر عما يرضي العرب أو الشعب السوري، ليطفو على السطح حديث رسمي وآخر غير رسمي عن تراجع في الاندفاع العربي تجاه دمشق، بدا جليًا في مشاركة صامتة للأسد في قمة المنامة.

دول الخليج تطالب الأسد بتنفيذ مقررات اجتماعي عمّان والقاهرة

ورغم بقاء المطالب العربية التي نادى بها العرب مرارًا حبيسة التصريحات والبيانات، جاء مسار التقارب بين أنقرة ودمشق مدفوعًا من العرب، إذ يستضيفه العراق، وتدعمه السعودية والإمارات.

الخبير الاستراتيجي والباحث غير المقيم في معهد “ستيمسون” بواشنطن الدكتور عامر السبايلة، يرى أن الموقف العربي يشكل امتدادًا لاستراتيجية إغلاق الأزمة في سوريا عبر تفكيك جهات الأزمات، وأبرزها الجغرافية، وهي بلا شك هنا الأردن وتركيا، ما يجعل العامل الجغرافي مهمًا لإنهاء الأزمة.

وبحسب الباحث، فلا يمكن إخراج الإيراني من سوريا دون تقديم شيء على الأرض، وبالتالي تحويل تركيا لجزء من هذه المعادلة، إما لإنهاء الأزمة أو لإضعاف الحضور الإيراني في سوريا وتقريب دمشق من العرب، ولا يمكن حل الأزمة دول حل مع تركيا، إذ تحتاج سوريا لقوة إقليمية مساندة للمنظور العربي، وتجمعهما مصالح، وتقاسم المصالح في سوريا يكسر فكرة تفرد إيران.

“لا بد من تعزيز وتنويع التحالفات وإغلاق الأزمة، وهذا يحتاج إلى وقت طويل، لمراقبة كيفية التعامل مع إيران و(حزب الله) في سوريا، وما إذا كان هناك إضعاف للميليشيات الإيرانية لتكوين مناخات جديدة، وهو ما سيتبين في الفترة المقبلة”، أضاف الباحث الدكتور عامر السبايلة.

لقاء بين أردوغان والأسد؟

سيلتقي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في 3 و4 من تموز الحالي، على هامش قمة منظمة “شنغهاي” للتعاون، التي ستعقد في أستانة بكازاخستان، وهي قمة لمجموعة من الدول يقدّر عدد سكانها بنصف سكان الأرض، وأبرزها الصين وروسيا والهند وباكستان.

ومن المقرر أن يتناول الاجتماع التركي- الروسي مجموعة من المواضيع، منها الملف السوري.

الملف السوري على طاولة أردوغان وبوتين خلال قمة “شنغهاي”

اللقاء التركي- الروسي تسبقه تكهنات حول احتمالية عقد لقاء يجمع أردوغان بالأسد خلال القمة.

الصحفي التركي عبد القادر سيلفي، قال في مقالة عبر موقع “seslimakale” التركي، “لم يقل أحد لا لن يلتقيا، ولم يقل أحد نعم سيلتقيان، قوبلت بصمت عميق جعلني أشك”.

ويبدو أن دبلوماسية الباب الخلفي التي تمارسها روسيا قد وصلت إلى مرحلة معينة، وقد يتم عقد هذا الاجتماع في أستانة أو في أي مكان آخر، وبطبيعة الحال، حتى عندما تكون هذه القضايا الحاسمة معروفة، يتم التحفظ عليها حتى اللحظة الأخيرة، وفق سيلفي.

وبحسب الصحفي التركي، فالنظام السوري بحاجة أكثر إلى لقاء أردوغان، فمع انشغال إيران (كانت تدفع الأسد ليقول تركيا غازية) بمشكلاتها الداخلية تحرك بوتين مجددًا بشأن احتمال اندلاع حرب في لبنان قد تمتد إلى سوريا.

ومن أسباب حاجة النظام السوري لتركيا في هذا الإطار، أن الحرب على وشك الاندلاع في لبنان، والهدف التالي لإسرائيل بعد لبنان هو سوريا، كما أن بوتين يخطط لضمان أمن سوريا بتطبيع العلاقات التركية مع دمشق قبل هذا الخطر، بالإضافة إلى تحركات الانتخابات المحلية شمال شرقي سوريا.

نظرة إلى الخلف

بدأ مسار التقارب بين تركيا والنظام السوري بشكل رسمي معلن في 28 من كانون الأول 2023، ليستعيد العلاقات السياسية بين الطرفين، إثر قطعها منذ 2011، على خلفية التعاطي الأمني للنظام السوري مع الثورة الشعبية عام 2011، ودعم تركيا للاحتجاجات ثم دعمها لفصائل المعارضة وانتشارها في الشمال السوري إلى جانب تشكيلات عسكرية مدعومة منها.

ورغم الخلافات بين الجانبين، يتوافقان بضرورة تفكيك مشروع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرقي سوريا، الذي تعتبره أنقرة امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” المحظور والمصنف إرهابيًا، وترى فيه دمشق مشروعًا انفصاليًا.

وبعد سلسلة لقاءات على مستوى وزار الخارجية ونواب وزراء الخارجية، ولقاء بحضور وزراء الدفاع وقادة الاستخبارات لأطراف المسار الأربعة حينها (تركيا والنظام السوري وروسيا وإيران)، أعلنت موسكو في 29 من كانون الثاني انهيار مسار التقارب بين الجانبين بشكل رسمي.

موسكو واصلت محاولاتها لجميع حليفيها على ذات الطاولة، وتحدثت عن دور حرب غزة من جهة، وتمسك طرفي المحادثات بشروطهما، في إفشال المسار.

وتشترط أنقرة في محادثاتها مع النظام التعاون ضد حزب “العمال الكرستاني” (ترى أنقرة في “قوات سوريا الديمقراطية” امتدادًا له في سوريا)، وضمان عودة اللاجئين السوريين، مع استعداد للحديث في هذه القضايا.

الشروط هذه تطرحها أنقرة منذ حزيران 2023، وأكدها وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في 1 من حزيران، حين أبدى استعداد بلاده للانسحاب العسكري من سوريا، ضمن أطر وشروط محددة ليست جديدة بالنسبة لأنقرة.

وأضاف غولر، “نحن مستعدون لدعم إقرار دستور شامل وإجراء انتخابات حرة وتوفير بيئة تطبيع وأمنية شاملة، وبعد أن يتم ذلك، ويجري ضمان أمن حدودنا بشكل كامل قد نفكر في الانسحاب إذا لزم الأمر”، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية، منها “Odatv”.

من جانبه، يشترط النظام السوري باستمرار، وقبل وخلال وبعد جولات المفاوضات، الانسحاب التركي من سوريا، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في 4 من حزيران، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني في  دمشق، وهو ما غاب أيضًا عن تصريحات الأسد خلال لقائه مبعوث بوتين.

في 31 من أيار الماضي، كشف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن دور عراقي مستقبلي لتحقيق “مصالحة” بين تركيا والنظام، وقال السوداني خلال مقابلة مع صحيفة “haberturk” التركية، “نحاول خلق مثل هذا الأساس للمصالحة والحوار بين سوريا وتركيا”، لافتًا إلى إجرائه مناقشات مستمرة حول الأمر مع الرئيس التركي، ورئيس النظام السوري، وآملًا أن تكون هناك بعض الخطوات في هذا الصدد قريبًا.

اقرأ المزيد: طاولة عراقية تحرك مسار التقارب بين أنقرة ودمشق




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة