أردوغان: غير مقبول.. ردود فعل سورية وتركية على “أحداث قيصري”

أحداث عنف وتدمير ممتلكات لاجئين سوريين في ولاية قيصري التركية تبعها ردود فعل سورية وتركية تدعو لمحاسبة المتورطين وتدين هذه الأحداث- 1 من تموز 2024 (HABER 7)

camera iconأحداث عنف وتدمير ممتلكات لاجئين سوريين في ولاية قيصري التركية تبعتها ردود فعل سورية وتركية تدعو لمحاسبة المتورطين وتدين هذه الأحداث- 1 من تموز 2024 (HABER 7)

tag icon ع ع ع

لاقت موجة الاعتداءات التي استهدفت اللاجئين السوريين وممتلكاتهم في ولاية قيصري التركية، مساء الأحد 30 من حزيران، موجة من ردود الأفعال السورية والتركية المعارضة للاعتداءات.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه لا ينبغي التسامح مع “مكر بعض الناس” في إلقاء اللوم في عدم كفاءتهم على اللاجئين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم وأوطانهم بسبب الحروب و”الإرهاب”.

وأضاف، في كلمته خلال اجتماع التشاور والتقييم للحكومات المحلية لحزب “العدالة والتنمية”، أنه لا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج كراهية الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع.

واعتبر الرئيس التركي أن “أحد أسباب الأحداث المؤسفة التي تسببت بها مجموعة صغيرة في قيصري أمس هو الخطاب المسموم للمعارضة”، مؤكدًا أن حرق بيوت الناس وأقاربهم والتخريب وإشعال النار في الشوارع أمر غير مقبول بغض النظر عمن كانوا، وفق ما نقله موقع “TRTHABER” التركي.

المجلس الإسلامي السوري” أصدر بيانًا أكد خلاله متابعته لما يتعرض له اللاجئون السوريون من ترويع وما ينزل بهم من اعتداء على الأنفس والممتلكات في عدة ولايات تركية، سيما ما جرى في ولاية قيصري.

وتوجه “المجلس الإسلامي” إلى المسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان، للقيام بواجبهم في حماية اللاجئين المستضعفين، الذين هم من أسباب الرزق والنصر، موضحًا أن الخاسر هو من ظلمهم وخذلهم.

كما طالب العلماء والدعاة وقادة الرأي في تركيا بـ”تأدية الأمانة العظيمة التي حمّلها لهم الله، وهي نصرة المظلوم وحماية المستضعفين، مع التذكير بحرمة العنصرية وعظيم جرمها، إذ يشمل ضررها المجتمع”، معتبرًا أن أداء الأمانة يكون بأن يؤكدوا لشعوبهم حق إخوتهم اللاجئين وحرمة الاعتداء عليهم وتبيين عظيم مكانتهم في الدين القويم والمواثيق الدولية والأخلاق والأعراف الدولية.

“المجلس الإسلامي” ذكّر في بيانه بسيادة القضاء داعيًا اللاجئين السوريين إلى التقيد بالقوانين والأنظمة في البلاد التي يقيمون فيها.

كما أصدر “منبر منظمات المجتمع المدني” في تركيا، بيانًا أوضح فيه أن هذه الأحداث المؤسفة نتيجة مباشرة للخطاب العنصري وتسييس قضية اللاجئين السوريين في تركيا.

وجاء في البيان، “لا يزال من غير المعروف من دفع الناس إلى الشوارع، بينما نهبت المتاجر والمنازل، وسيدفع الشعب التركي الثمن مرة أخرى، إذا استمر الوضع على هذا المنوال، وستكون النتائج سلبية على تركيا”.

وأكد بيان منبر المنظمات أن هذه “الممارسات اللاإنسانية” ستحلق الضرر بالسورييين فورًا، لكنها من اليوم التالي ستبدأ في إلحاق الضرر بالأمة والدولة التركية،” داعيًا لفتح تحقيق عاجل في الحادثة، ومحاكمة المتسببين بأشد العقوبات، مع التأكيد على أنه سيتم ملاحقة الجناة ومساءلة المسؤولين عن هذه الأحداث.

وأعربت نقابة “المحامين السوريين الأحرار” عن استنكارها لما يتعرض له اللاجئون السوريون في تركيا من تضييق ومعاملة “غير إنسانية”، معتبرة أن ما يجري من “حملات ترحيل وقيود مشددة” يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي تكفل حق اللجوء والحماية.

النقابة اعتبرت ما تعرض له السوريون في ولاية قيصري “أعمال عقاب جماعي”، ودعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل العاجل لحماية اللاجئين السوريين في تركيا، من الترحيل القسري، والتضييق المتزايد، وضمان احترام حقوقهم وتوفير الدعم اللازم لهم لضمان سلامتهم وكرامتهم.

وفيما يتعلق بردود الفعل التركية، قالت النائبة في البرلمان التركي عن حزب “العمل”، لولاية غازي عينتاب، سيفدا كاراجا، إن السياسات العنصرية والمناهضة للاجئين والمهاجرين، والتي جرت إثارتها في الأيام الأخيرة وخاصة في غازي عينتاب، أشعلت الليلة الماضية الأحداث التي وقعت في قيصري.

وأضافت نائبة البرلمان عبر “إكس“، “من أنشأ هذه المجموعات الاجتماعية التي استهدفت السوريين من خلال المعتدي على الأطفال، وأصبحت مرتكبة جرائم ضد الإنسانية، مثل عمليات الإعدام ومداهمة الأحياء وحرق المنازل”.

كما تابعت، “بينما ننتقد السياسة الخاطئة للحكومة سنتحدث عن موقف بعض ممثلي المعارضة، الذين صمّوا آذانهم عن تحذيراتنا وسمحوا بحدوث بيئة المذبحة هذه، إنه أمر غير مسؤول (..) أن نمهد الطريق أمام الجماهير لتصبح قتلة الحلقات الأضعف، بدلًا من التمسك بها”.

من جانبه، دعا رجل الدين والعلامة التركي، عمر فاروق مدرس أغلو، الناس إلى الجلوس والتوبة بشكل جماعي والتصدق، وقال عبر “إكس“، إن “حرق بيوت الناس وأماكن عملهم ومركباتهم لا يمكن أن يكون من مهام المسلم”.

كما أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، اعتقال 67 شخصًا تصرفوا بشكل غير قانوني، إلى جانب فتح تحقيق بعدما قام مواطن سوري بالتحرش بفتاة قريبة له في قيصري، وقال الوزير، “تركيا دولة قانون، وتواصل القوات الأمنية معركتها ضد جميع الجرائم والمجرمين اليوم، والقضاء التركي الأعلى يمنح المجرمين العقوبات التي يستحقونها، ومن غير المقبول لشعبنا الإضرار بالبيئة دون مراعاة النظام العام والأمن وحقوق الإنسان”.

وأضاف، “لا يمكن أن نسمح بكراهية الأجانب، وهو ـأمر غير مسجل في سجل أمتنا الحبيبة”.

وانتشرت مساء أمس الأحد تسجيلات مصورة تظهر هجمات لمواطنين أتراك على محال ومنازل وممتلكات لاجئين سوريين في ولاية قيصري، بعد انتشار شائعات حول تحرش مواطن سوري بطفلة تركية، قبل أن تؤكد ولاية قيصري في بيان لها عبر “إكس“، أن الطفلة سورية الجنسية وهي قريبة الشاب الذي يعاني من مشكلات عقلية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة