قيصري.. ما قصة حملة الاعتداءات على ممتلكات السوريين
شهدت مدينة قيصري التركية احتجاجات وحالة من التوتر والغضب مساء الأحد، 30 من حزيران، تخللتها اعتداءات على مصالح سوريين، إثر انتشار شائعة خاطئة عن اعتداء لاجئ سوري على طفلة تركية تبلغ من العمر خمسة أعوام.
وأصدر والي قيصري بيانًا، شرح فيه تفاصيل الحادثة، وقال إن اللاجئ السوري اعتدى على طفلة من الجنسية السورية في حي “Danışmentgazi”، ما أدى إلى القبض عليه من السلطات التركية في المنطقة، ووضعت الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة.
وأضاف الوالي، عبر البيان، أن السلطات تتابع القضية بدقة، كما دعا المواطنين للتحلي بالهدوء وعدم الانخراط في أي تصرفات غير التي تعلنها الجهات الرسيمة.
وشملت حالات الاعتداء تكسير وحرق محال للاجئين سوريين وتدمير ممتلكاتهم من سيارات ودراجات نارية بعد انتشار الإشاعة المغلوطة عن جنسية الطفلة.
وانتشرت تسجيلات مصورة توثق إقدام مجموعات من المواطنين على الاعتداء على ممتلكات لاجئين سوريين، إضافة إلى خروج الأهالي بالمنطقة إلى الشوارع مطالبين برحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، واستقالة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وفق التسجيلات.
وذكر وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، عبر حسابه في “إكس”، أن السلطات التركية تدخلت في هذه الاحتجاجات واعتقلت 67 شخصًا، وتفرق المحتجون بعد الساعة الثانية ليلًا.
وأضاف الوزير، أنه “من غير المقبول أن يقوم شعبنا بالإضرار بالبيئة دون مراعاة النظام العام والأمن وحقوق الإنسان، ولا يمكننا أن نسمح بكراهية الأجانب، التي ليست من عقيدتنا ولا في قيمنا الحضارية ولا في سجل أمتنا المقدسة”.
ردود متباينة
على خلفية الحادثة في قيصري، ظهرت العديد من التصريحات العنصرية ضد السوريين، منهم سياسيون بدأوا المطالبة بترحيل اللاجئين إلى بلاهم، إضافة إلى تصريحات متضامنة مع اللاجئين.
رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان، قال عبر حسابه الشخصي في موقع “إكس“، “لقد أدى النضال الذي أعمل عليه منذ سنوات في مدينة بولو إلى نتائج، ومع ذلك ما زالت الإرادة التي تحكم بلادنا لم تتوقف عن فعل أي شيء إلا أن ترسل المهاجرين إليّ”.
وأشار أوزجان إلى أنه كان يحذر من سنوات مما حدث في مدينة قيصري، مضيفًا أن “السبب الذي جلعنا بهذا الوضع هو الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء تركيا السابق، أحمد داوود أوغلو”.
وعلق المرشح السابق للانتخابات الرئاسية التركية، سنان أوغان، على الحادثة عبر حسابه في “إكس”، إن مثل هذه الأحداث من الممكن أن تحدث في أي وقت في بلادنا حيث يوجد الكثير من اللاجئين، مشيرًا إلى أن ردود الفعل الاجتماعية للمواطنين قد تخرج عن السيطرة.
في المقابل، تضامن صحفيون أتراك وسياسيون مع اللاجئين، فقالت الصحفية التركية جميلة بايركتار في “إكس“، “تخيل أنك تعبت وعملت لتشتري سيارة وربما ما تزال تسدد ديونها، يحدث حادث لا علاقة لك به ويأتي أشخاص من الشوراع يدمرون عملك الشاق”.
وتابعت، “من واجب الدولة الأساسي تكبيل وقبض كل من يؤذي الناس أو الممتلكات، وذلك لأنه من واجبها الأول حماية من يعيش داخل حدودها”.
وقال الصحفي التركي إسماعيل باشا إن أحداث قيصري المؤسفة تؤكد أن التساهل مع جرائم العنصريين وعدم ضربهم بيد من حديد تؤدي إلى ذلك التصرف، متسائلًا “هل ستتم معاقبتهم هذه المرة كما ينبغي؟”.
ليست الأولى
لا تعتبر حوادث الاعتداء على ممتلكات اللاجئين السوريين في تركيا الأولى من نوعها إذ تتكرر بين الفترة والأخيرة إثر وقوع حادثة ما أو انتشار معلومة قد تكون خاطئة.
وسبق أن شهدت مدينة إزمير التركية هجوم مواطنون أتراك محال وممتلكات لسوريين على خلفية مقتل شاب تركي على يد آخر سوري طعنًا، في 1 من تشرين الأول 2021.
وذكرت صحيفة “Sozcu” التركية حينها أن قرابة 150 مواطنًا تركيًا توجهوا إلى منطقة توربالي التي شهدت مقتل الشاب التركي في مدينة إزمير، وهاجموا منازل سوريين بالحجارة وأحرقوا سياراتهم.
وأصدرت ولاية إزمير بعدها بيانًا، أوضحت فيه أن المواطن السوري المقيم في توربالي وخلال عودته إلى منزله، منتصف الليل، حدثت ملاسنة بينه وبين ثلاثة مواطنين أتراك مخمورين.
وتطوّرت الملاسنة إلى شجار وعراك نتجت عنه إصابة مواطن تركي بعدة طعنات بسكّين في صدره، أدّت إلى وفاته رغم إسعافه إلى المستشفى ومحاولات معالجته وإنقاذه، كما أُصيب الشاب السوري بعدة طعنات أيضًا في يده اليسرى واعتُقل خلال مدة قصيرة، بينما لا تزال التحقيقات القضائية مستمرة حول الحادثة بوتيرة مكثفة، بحسب ما جاء في البيان.
ويقيم في تركيا ثلاثة ملايين و113 ألفًا و25 لاجئًا سوريًا خاضعين لنظام “الحماية المؤقتة”، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية في 20 من حزيران الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :