ردود فعل سورية على تلميح أردوغان بلقاء الأسد

يعد وحود القوات التركية في شمال سوريا إحدى أكبر العقبات بين لقاء محتمل لأردوغان والأسد- قوات تركية في سوريا 2022 (AFP)

camera iconيعد وحود القوات التركية في شمال سوريا إحدى أكبر العقبات بين لقاء محتمل لأردوغان والأسد- قوات تركية في سوريا 2022 (AFP)

tag icon ع ع ع

أثارت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إمكانية لقائه برئيس النظام السوري، بشار الأسد، ردود فعل من قبل شخصيات سورية.

وكان أردوغان أعلن الجمعة، 28 من حزيران، أنه سيجري العمل على تطوير العلاقات مع سوريا “بنفس الطريقة التي عملنا بها في الماضي”.

وأضاف أردوغان في تصريحات أدلى بها، الجمعة 28 من حزيران، “كما حافظنا على علاقاتنا مع سوريا حية للغاية، فقد عقدنا هذه الاجتماعات مع السيد الأسد في الماضي، بما في ذلك اجتماعات عائلية”.

وتابع، “من المستحيل تمامًا أن نقول إن ذلك لن يحدث غدًا، بل سيحدث مرة أخرى”، مؤكدًا في الوقت نفسه، عدم وجود اهتمام أو هدف للتدخل في شؤون سوريا الداخلية، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية رسمية منها “TRTHABER“.

وفي حين لم تصدر تصريحات رسمية من الائتلاف السوري المعارض أو الحكومة المؤقتة، خرجت شخصيات فاعلة واعتبارية في الملف السوري، ومحللون لتنتقد تصريحات أردوغان.

وخلال مظاهرة رافضة لفتح “معبر أبو الزندين” بين مناطق النظام ومناطق سيطرة المعارضة، ردد المتظاهرون عبارات هاجمت الرئيس التركي.

كما خرج مواطنون في مدينة اعزاز شمال غربي حلب، في مظاهرة رفضت اندماج المعارضة والنظام، وفتح معبر “أبو الزندين”، وهو معبر يعتقد أن أنقرة تدفع وراء افتتاحه.

وفي 27 من حزيران، خرجت مظاهرات في مدينة أطمة، بريف إدلب الشمالي، للاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، حول توحيد النظام والمعارضة.

وكان الوزير التركي قال، “نعتقد أن سوريا، إذا اندمجت حكومتها ومعارضتها، ستكون لاعبًا مهمًا في الحرب ضد إرهاب حزب العمال الكردستاني”.

من المسؤول؟

الرئيس الأسبق للائتلاف، معاذ الخطيب، قال في منشور عبر “إكس“، الجمعة، “ترى من هو المسؤول عن فاتورة خسائر الشعب السوري الباهظة؟”.

وأوضح أن تقدير الموقف السياسي لـ”إحدى الدول” في إشارة لتركيا، كان يصر أن القصر الجمهوري في دمشق سيكون تحت سيطرتها خلال ستة أسابيع.

وأضاف أن النظام حينها كان في منتهى الارتباك والضعف، والسوريون في منتهى القوة للبحث عن حل لموضوع “السيد”، وتأخر الانتباه لذلك 11 عامًا.

كما هاجم الخطيب المعارضة، معتبرًا أنها وقعت في “خطأ قاتل عندما خونت كل من حاول كسب حلفاء النظام للبحث عن مخرج مناسب للخلاص منه” لكنها رضيت لأصدقاء الشعب السوري أن يتواصلوا معهم بدلًا عنها.

من جهته اعتبر الحقوقي أنور البني، في منشور عبر “فيس بوك” أن هناك عملية سقوط أقنعة، بدأت من دول الخليج ووصلت إلى تركيا.

وقال “هؤلاء لم يكونوا أبدًا مع ثورة الشعب السوري، ووضعوا أقنعة دعم ليقضوا عليها من الداخل ونجحوا بذلك نسبيًا”.

المحلل السياسي قحطان الشرقي، قال في منشور عبر “إكس“، إن تصريحات أردوغان تحمل وجهين، يتعلق الأول بالاتفاق على عملية عسكرية أو التمهيد لها ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

والوجه الثاني يتعلق بـ”خطوات سياسية” بين النظام والمعارضة، تحتاج شهرين على الأقل من النقاشات المستفيضة للاتفاق عليها.

الباحث في مركز “أبعاد للدراسات الاستراتيجية”، فراس فحام، اعتبر أن عودة الحديث للتطبيع مع الأسد لا تتعلق بأي انتخابات تركية مقبلة أو قطع الطريق على استغلال ملف اللاجئين في تركيا.

وبحسب رأيه، يرتبط الأمر بجهود روسية تستغل غضب أنقرة من نية “قسد” إجراء انتخابات محلية برضا أمريكي.

أين الحل؟

رئيس الائتلاف السوري المعارض، هادي البحرة، علق عبر حسابه في “إكس”، في 25 من حزيران، على التصريحات التركية الرامية إلى توحيد النظام والمعارضة.

وقال البحرة، إن “الحل القابل للاستدامة في سوريا لا يكمن بالوصول لتفاهمات بين الدول والنظام لحماية مصالحها وأمنها، وانما بإقناع السوريين داخل سوريا، والنازحين، واللاجئين، والمهجرين، والمهاجرين بأنه قد بات لديهم دولة فيها دستور ينفذ ويُحترم، وقوانين تضمن أمنهم الخاص وأمن المجتمع، وتضمن حقوقهم، وتكفل حرياتهم، وتؤمن لهم فرص الحياة الحرة، والكريمة، والآمنة، والمستقرة، دولة يمكنهم البقاء فيها أو العودة إليها”.

وأضاف البحرة أن “جوهر الثورة سوري، وجوهر الحل سوري، لا يمكن تحقيق السلام المستدام دون تحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ودون إطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير المغيبين قسريًا”.

كما “لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار المستدامين دون إعادة تدوير عجلة الاقتصاد الذي يعتمد على إعادة توحيد سوريا أرضًا وشعبًا، وعلى عودة أبناء سوريا إلى وطنهم السيد الحر والمستقل”، بحسب البحرة، الذي ربط ذلك بالتنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن رقم “2118” (2013) و”2254″ (2015)، مما سيعزز الامن والسلام الإقليميين والدوليين.

اتخذت تركيا موقفًا رافضًا لتعاطي النظام السوري الأمني مع الثورة الشعبية عام 2011، ودعمت قوى المعارضة السورية، وصار لديها نفوذ واسع وقواعد عسكرية في شمال غربي سوريا، إثر عمليات عسكرية بجانب المعارضة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديمقراطية”.

إلا أن مسار التقارب التركي السوري بدأ مع أول تصريحات لوزير الخارجية التركي السابق، مولود جاويش أوغلو، عن لقائه بوزير الخارجية السوري، فيصل المقداد في بلغراد نهاية عام 2021.

ومر المسار بحالة من التخبط والشروط المتبادلة، آخرها تراجع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عن شرط الانسحاب التركي من الشمال السوري للتفاوض مع أنقرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة