“الجور الفنية” تنشر الجرب والليشمانيا بمخيم “راجعين أورم” 

يسبب الصرف الصحي أمراضًا جلدية لقاطني مخيم "راجعين أورم" شمالي حلب – 27 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

camera iconيسبب الصرف الصحي أمراضًا جلدية لقاطني مخيم "راجعين أورم" شمالي حلب – 27 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

tag icon ع ع ع

ريف حلب – ديان جنباز

تنتشر الأمراض بين قاطني مخيم “راجعين أورم” في بلدة كفر جنة شمالي حلب، سببها الرئيس عدم وجود شبكات صرف صحي، وتراكم القمامة والنفايات في المخيم، إذ اعتاد القاطنون استخدام “الجور الفنية”، التي تعمل منظمات إنسانية على تنظيفها بانتظام وتفريغها.

ومنذ بداية حزيران الحالي، توقف مشروع سحب وتفريغ “الجور الفنية”، وتوفير مياه الشرب، وترحيل القمامة يوميًا، ما ضاعف من انتشار الحشرات والأمراض، حسب قاطنين في المخيم قابلتهم عنب بلدي.

اشتكى أنس خليل، وهو من قاطني المخيم، إصابته بمرض الجرب، إذ يعاني من حكة شديدة وظهور طفح جلدي في مناطق حساسة مثل الفخذين وتحت الإبطين وفي البطن، وعلى جسمه بشكل عام.

وأرجع السبب إلى الأوساخ التي تطفو على سطح “الجور الفنية،” وإلى الحشرات التي انتشرت بكثرة، وصارت تتسلل بين الخيام وداخلها بشكل متزايد.

وأضاف لعنب بلدي أنه أصيب بطفح جلدي (جرب) منذ عدة أيام، وتوجه لزيارة طبيبة في مدينة عفرين للحصول على العلاج، ووصفت له دواء يعرف باسم “بيزاوات”، وهو سائل يستخدم بعد الاستحمام، يدلك به كامل الجسم لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.

قمل وليشمانيا

يخشى خليل على صحة أطفاله بعد إصابتهم بالقمل، واستمرار وجودهم في أماكن تعد موطنًا لنمو الجراثيم والطفيليات، بالإضافة إلى مخاوف تعرضهم لقرص الحشرات والبعوض ولدغات العقارب والأفاعي قرب المخيم.

ويتعين على أنس، بشكل متكرر، زيارة الصيدلية لشراء أدوية يستخدمها في علاج أطفاله، يقوم بخلطها بماء ويستخدمها لتمشيط شعرهم، لعلاج إصاباتهم بالقمل، والحفاظ على نظافتهم الشخصية، في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يعيشونها.

واقع عائلة أنس يعكس وضع نحو 150 عائلة تقطن في المخيم، منها أسرة حسناء درويش، التي قالت لعنب بلدي، إن الحشرات القادمة من “الجور الفنية” والنفايات بدأت تنتشر داخل الخيام وخارجها، الأمر الذي تسبب في إصابة طفلتها بحبة الليشمانيا.

وأضافت حسناء أنها باتت تتكبد نفقات مالية بسبب إصابة ابنتها التي تضطر للذهاب إلى المستشفى بشكل منتظم لتلقي الحقن الضرورية، مشيرة إلى أن تكاليف كل إبرة تصل إلى 150 ليرة تركية في كل زيارة للمستشفى.

وتعرف منظمة الصحة العالمية داء الليشمانيا بأنه مرض جلدي ينتقل عادة عبر لسعات حشرة ذبابة الرمل، التي تنقل العدوى من الحيوانات المصابة إلى البشر، وتعتبر القوارض و”الجرابيع” من العوامل المساعدة في نقلها إلى الإنسان.

وناشدت عائلات التقتها عنب بلدي في المخيم المنظمات الإنسانية والجهات المختصة بالتدخل لحل مشكلة “الجور الفنية” في المخيم، وطالبت بضرورة وجود شبكات صرف صحي أو آلية لتنظيفها.

بانتظار الاستجابة

مدير مخيم “راجعين أورم”، صالح خليل، قال لعنب بلدي، إن المخيم يضم حوالي 150 عائلة نازحة من عدة محافظات سورية، وإن الدعم قد توقف عنهم وعن عدة مخيمات أخرى في المنطقة المجاورة لهم.

وأوضح أنهم يسعون جاهدين لإيجاد حلول، لكن دون جدوى حتى الآن، وأنهم تواصلوا مع المجلس المحلي في مدينة عفرين ومنظمة “آفاد” ومنظمة “Bahar” (بهار)، إلا أنهم لم يتلقوا أي ردود حتى نشر هذا التقرير.

وأشار مدير المخيم إلى تفشي الأمراض والأوبئة المعدية بشكل أكبر خلال الأيام الماضية، مع توقعات المزيد في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وطالب بأن يعود الدعم من قبل منظمة “بهار”، إذ إنها القائم الوحيد على المشروع منذ أربع سنوات.

وفي 23 من أيار الماضي، سجل فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في المنطقة انتشار عدة أمراض جلدية في مخيمات النازحين شمال غربي سوريا، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض كميات المياه.

وتبلغ نسبة المخيمات التي تحظى بنظام صرف صحي معتمد 34% فقط من إجمالي المخيمات، في حين يعاني 66% من المخيمات من انتشار الصرف الصحي المكشوف، مع وجود دورة مياه واحدة فقط لكل 45 شخصًا في العديد من تلك المخيمات، حسب الفريق.

ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.4 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

ويهدد توقف أو تقليص الدعم الدولي عدة قطاعات شمال غربي سوريا، وفي منتصف أيار الماضي، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن ما يقارب 160 منشأة صحية، بما في ذلك 46 مستشفى، ستضطر إلى تعليق عملياتها بحلول نهاية حزيران الحالي، إذا لم تتم زيادة التمويل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة