اعزاز تتظاهر ضد “أبو الزندين” وحديث “الاندماج” بين النظام والمعارضة
خرج مواطنون في مدينة اعزاز شمال غربي حلب، في مظاهرة على خلفية تصريحات سياسية تركية تناول “اندماج” المعارضة والنظام، بالإضافة إلى قضية فتح معبر “أبو الزندين” بريف حلب الشرقي، بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام.
المحتجون رفعوا أعلام الثورة السورية، وأعربوا من خلال لافتات رفعوها عن رفضهم للتصريحات التركية الرسمية الصادرة في 24 من حزيران، عن وزير الخارجية، هاكان فيدان، والتي قال فيها، “نعتقد أن سوريا، إذا اندمجت حكومتها ومعارضتها، ستكون لاعبًا مهمًا في الحرب ضد إرهاب حزب العمال الكردستاني”.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها، “القتال توقف بسبب تكميم البنادق، لكن الأفواه ما زالت حرة، وإرادتنا قوية وصلبة، لن نصالح”، و”فتح المعابر خيانة لدماء الشهداء، لا تنقذ عدوك بخيانة أو غباء”.
مفتي اعزاز، الشيخ محمود الجابر (أبو مالك)، قال لعنب بلدي، اليوم، الجمعة 28 من حزيران، إن الأهالي يطالبون بتحرير المعتقلين من سجون النظام السوري، وإرسال رسالة للعالم بعدم مصالحة أو مسامحة النظام السوري، مع رفض فتح المعابر، ليحقق النظام مكاسب سياسية منها”.
وأضاف الجابر خلال مشاركته في المظاهرة، أنه كان ينبغي على القائمين على هذه المسألة التوضيح قبل هذه الخطوة، لقياس المنفعة والضرر جراء خطوة من هذا النوع، فإذا كانت المنفعة أكبر للناس فلا بأس، لكن إذا كانت النتيجة تحقيق النظام مكسب سياسي فهذا مرفوض، معتبرًا في الوقت نفسه أن عدم التوضيح والإفصاح قبل هذه الخطوة أمر خطير.
وأثار فتح معبر “أبو الزندين” ردود فعل غير مرحبة من رجال دين مقيمين في المنطقة، إذ اعتبر الشرعي والداعية عبد الرزاق المهدي فتح المعبر “منكر عظيم”، وقال إنه “حرام لا يجوز”، مشيرًا لاحتمالية وجود مصلحة طفيفة في فتجه، لكن مفاسده أكبر وأعظم.
وفي بيان له، أمس الخميس، بعد ساعات من فتح المعبر وخروج شاحنات من الشمال إلى مناطق سيطرة النظام، استند عبد الرزاق المهدي إلى أن “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”، إذ بيّن أن هذه الخطوة فيها ضرر كبير يلحق بمناطق سيطرة المعارضة، ومن ذلك دخول كميات كبيرة من “الكبتاجون”.
عبد الزراق المهدي، وهو من أبرز الدعاة والشرعيين في الشمال، يرى أن في فتح المعبر تداعيات خطيرة، فهو يعني استمرار “احتلال ميليشيات النظام وحلفائه” المناطق التي استولوا عليها مؤخرًا، وعدم وجود معركة ضد النظام في الوقت القريب، كما يعني إنقاذ النظام من أزمة خانقة، وهي غلاء الأسعار ونقص السلع والمواد، وخصوصًا المحروقات، وحتى الطحين والخبز.
أضراره أكبر.. رجال دين في الشمال السوري ضد فتح “أبو الزندين”
كما يعني تخفيف الحصار المفروض على النظام من خلال قانون “قيصر”، ووصول كميات كبيرة من “الكبتاجون” لـ”المناطق المحررة” عبر الشبيحة والتجار، فالمستفيد الأكبر هو “النظام المجرم” والمستفيد الأصغر هم بعض التجار، والخاسر الأكبر هو الشعب الصابر المكلوم، وفق المهدي.
في السياق نفسه، استنكر مفتي اعزاز الشيخ محمود الجابر (أبو مالك)، مسألة فتح المعبر، ودعا لحساب الأرباح والخسائر جراء خطوة من هذا النوع.
وقال الجابر في تسجيل مصور تداوله ناشطون عبر وسائل التواصل، “ماذا سنستورد من النظام؟ ماذا يملك؟ ليس لديه غاز أو بترول، هناك حمضيات تأتي من الساحل، فماذا سيقدم سوى الكبتاجون والمخدرات والفاسدين وغير ذلك”.
وتابع الشيخ محمود الجابر، “اتقوا الله فينا، القضية ثورة، ولا أرى خيرًا في فتح المعبر، من فتح المعبر؟ أين القادة والسياسيين؟ من فتح المعبر هم الأتراك والروس، فتح المعبر مضاره كثيرة ومنافعة قليلة ستذهب إلى الجيوب”، وفق رأيه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :