أضراره أكبر.. رجال دين في الشمال السوري ضد فتح “أبو الزندين”

عناصر في “الجيش الوطني” في معبر “أبو الزندين” أثناء عملية تبادل أسرى مع قوات النظام _16 من كانون الأول 2021 (عنب بلدي)

camera iconعناصر في “الجيش الوطني” في معبر “أبو الزندين” أثناء عملية تبادل أسرى مع قوات النظام _16 من كانون الأول 2021 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أثار فتح معبر “أبو الزندين” في ريف حلب الشرقي، بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة، ردود فعل غير مرحبة من رجال دين مقيمين في المنطقة.

واعتبر الشرعي والداعية عبد الرزاق المهدي فتح المعبر “منكر عظيم”، وقال إنه “حرام لا يجوز”، مشيرًا لاحتمالية وجود مصلحة طفيفة في فتجه، لكن مفاسده أكبر وأعظم.

واستند المهدي في بيان عبر معرفه الرسمي في “تلجرام”، الخميس 27 من حزيران، إلى أن “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”، إذ بيّن أن هذه الخطوة فيها ضرر كبير يلحق بمناطق سيطرة المعارضة، ومن ذلك دخول كميات كبيرة من “الكبتاجون”.

عبد الزراق المهدي، وهو من أبرز الدعاة والشرعيين في الشمال، يرى أن في فتح المعبر تداعيات خطيرة، فهو يعني استمرار “احتلال ميليشيات النظام وحلفائه” المناطق التي استولوا عليها مؤخرًا، وعدم وجود معركة ضد النظام في الوقت القريب، كما يعني إنقاذ النظام من أزمة خانقة، وهي غلاء الأسعار ونقص السلع والمواد، وخصوصًا المحروقات، وحتى الطحين والخبز.

كما يعني تخفيف الحصار المفروض على النظام من خلال قانون “قيصر”، ووصول كميات كبيرة من “الكبتاجون” لـ”المناطق المحررة” عبر الشبيحة والتجار، فالمستفيد الأكبر هو “النظام المجرم” والمستفيد الأصغر هم بعض التجار، والخاسر الأكبر هو الشعب الصابر المكلوم، وفق المهدي.

في السياق نفسه، استنكر مفتي اعزاز الشيخ محمود الجابر (أبو مالك)، مسألة فتح المعبر، ودعا لحساب الأرباح والخسائر جراء خطوة من هذا النوع.

وقال الجابر في تسجيل مصور تداوله ناشطون عبر وسائل التواصل، “ماذا سنستورد من النظام؟ ماذا يملك؟ ليس لديه غاز أو بترول، هناك حمضيات تأتي من الساحل، فماذا سيقدم سوى الكبتاجون والمخدرات والفاسدين وغير ذلك”.

وأضاف، “نحن لدينا كل شيء، ومنها بضائع مستوردة من تركيا، وسنرى أرتال تدخل مناطق سيطرة النظام لإنعاشه، وفتح المعبر يعطي مبررًا للمنظومة الدولية لتقول إن الثوار فتحوا معبرًا لإنقاذ النظام”، مشيرًا لدور المعبر في تخفيف ضغط اقتصادي وتقليل تأثير العقوبات الأمريكية.

وتابع الشيخ محمود الجابر، “اتقوا الله فينا، القضية ثورة، ولا أرى خيرًا في فتح المعبر، من فتح المعبر؟ أين القادة والسياسيين؟ من فتح المعبر هم الأتراك والروس، فتح المعبر مضاره كثيرة ومنافعة قليلة ستذهب إلى الجيوب”، وفق رأيه.

حلب.. شاحنات تعبر من “أبو الزندين” بين المعارضة والنظام

وأمس الخميس، دخلت شاحنات من مناطق سيطرة المعارضة باتجاه المناطق التي يسيطر عليها النظام عبر معبر “أبو الزندين”.

ونشرت حسابات إخبارية وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر عبور شاحنات عبر “أبو الزندين” باتجاه مناطق سيطرة النظام.

ورفض المجلس المحلي لمدينة الباب تأكيد أو نفي عبور الشاحنات، إذ أجاب على أسئلة طرحتها عنب بلدي أن المعبر في وضع تجريبي لمدة 48 ساعة، دون تأكيد عبور شاحنات بين الجانبين.

وأضاف لعنب بلدي أن إدارة المجلس تفضل تأجيل الحديث عن افتتاح المعبر لحين افتتاحه رسميًا.

وتزامن عبور الشاحنات مع احتجاجات شهدتها المنطقة اعتراضًا على فتح المعبر، إذ نشر ناشطون من أبناء المنطقة تسجيلًا مصورًا يظهر إقامة خيمة اعتصام على الطريق المؤدي للمعبر، بهدف منع عبور الشاحنات بين الجانبين.

عبور الشاحنات والاحتجاجات جاءت بعد ساعات من إعلان المجلس المحلي عن نيته فتح معبر “أبو الزندين” الواصل بين المنطقة التي يسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” ومناطق سيطرة النظام.

وقال المجلس عبر “فيس بوك”، في 26 من حزيران، إن المعبر سيفتح “تجريبيًا” خلال الـ48 ساعة المقبلة، بهدف اعتماده “كمعبر تجاري رسمي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة