حذّر وزير الدفاع الأمريكي، يوآف غالانت، من أن إسرائيل قادرة على إعادة لبنان إلى “العصر الحجري” في أي حرب مع “حزب الله”، موضحًا أن حكومته تفضل الحل الدبلوماسي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة.
وأضاف غالانت في ختام زيارته إلى واشنطن، الأربعاء 26 من حزيران، أنه جرى إحراز تقدم كبير في مسألة إمدادات الذخائر الأمريكية إلى إسرائيل، وإزالة العقبات ومعالجة الاختناقات.
وسعى غالانت مع مسؤولين أمريكيين إلى تهدئة التوترات في أعقاب مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن واشنطن تحجب الأسلحة، ما دفع مساعدي بادين للتعبير عن خيبة أملهم وارتباكهم إزاء تصريحات نتنياهو، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” اليوم، الخميس 27 من حزيران.
مسؤول أمريكي كبير لم تسمه “رويترز” قال إن كبار مساعدي الرئيس الأمريكي أبلغوا غالانت أن واشنطن متمسكة بوقف مؤقت لشحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل، لافتًا إلى مواصلة المناقشات حول الشحنة الوحيدة التي أوقفها الرئيس جو بايدن مؤقتًا في أيار، بسبب مخاوف من أنها قد تتسبب في مقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين.
المسؤول ذاته أشار إلى أن أسلحة أخرى ستستمر في التدفق إلى إسرائيل في الوقت الذي تقاتل به في غزة، وتواجه مقاتلي “حزب الله” على حدودها الشمالية، حيث تتصاعد “الأعمال العدائية” مع مخاوف من صراع إقليمي أوسع نطاقًا.
من جانبها، ذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، اليوم الخميس، أن موفدًا قطريًا سيصل إلى بيروت قريبًا في زيارة محورها الأساسي الوضع الأمني في الجنوب، لا الملف الرئاسي.
ونقلت “الأخبار” عن مصادر وصفتها بالـ”متابعة” أن الموفد القطري سيلتقي قيادات من “حزب الله” وحركة “أمل” وقادة أمنيين، للبحث في إمكانية خفض التصعيد على الجبهة الجنوبية.
وتأتي الزيارة بتنسيق مع الإدارة الأمريكية التي طلبت من الدوحة بذل مساعٍ في هذا الشأن، بعدما كان البحث فيه قد بدأ مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، علي حسن خليل، الذي زار قطر مرتين مؤخرًا.
وتعول الإدارة الأمريكية على أن الضغط القطري على “حماس” لقبول المقترح الأمريكي لإنهاء الحرب في غزة، إذا ترافق مع تدخل قطري أكبر على الساحة اللبنانية، وتحديدًا مع “حزب الله”، يمكن أن يحدث خرقًا يمنع الذهاب إلى حرب شاملة، وفق ما نقلته الصحيفة اللبنانية.
وبحسب “الأخبار”، فإن معظم السفارات الغربية وخصوصًا الأوروبية، أجرت مسحًا على طول الشواطئ اللبنانية واستكشفت المنافذ البحرية التي يمكن إجلاء رعاياها عبرها، في حال توسع الحرب في الجنوب.
وأمام مواصلة التصعيد على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة مع جنوب لبنان، وإصرار “حزب الله” على مواصلة عمل “جبهة الإسناد” لغزة، وربط وقف التصعيد بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، تهدد إسرائيل بشكل جدي بتوسيع نطاق عملها العسكري في الجنوب، وهو ما تعارضه واشنطن، وتحذر منه دول غربية وإقليمية.