حلف “الناتو” يختار رئيسًا جديدًا له.. مهام صعبة تنتظره

"مارك روته" الأمين العام الجديد لحلف "الناتو"- 18 من حزيران 2024 (AP)

camera iconمارك روته الأمين العام الجديد لحلف "الناتو"- 18 من حزيران 2024 (AP)

tag icon ع ع ع

اختار أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم، الأربعاء 26 من حزيران، مارك روته ليكون الأمين العام القادم له، بدءًا من مطلع تشرين الأول المقبل.

وقال “الناتو” في بيان عبر حسابه على “فيس بوك”، “قرر حلف شمال الأطلسي اليوم تعيين رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته، مارك روته، أمينًا عامًا جديدًا للناتو، خلفًا لينس ستولتنبرغ الذي سيتنحى بعد عشر سنوات في المنصب”.

رئيس الناتو الحالي، ستولتنبرغ، بعث رسالة لخليفته الجديد قائلًا، “أرحب ترحيبًا حارًا باختيار حلفاء شمال الأطلسي مارك روته خلفًا لي. مارك هو عالم حقيقي عبر الأطلسي وزعيم قوي وصانع توافق في الآراء. أعلم أنني سأترك حلف الناتو في أيدٍ أمينة”.

وذكرت وكالة “رويترز” أن تعيين روته أصبح إجراء شكليًا بعد أن أعلن منافسه الوحيد على هذا المنصب، الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، الأسبوع الماضي انسحابه من السباق، بعد فشله في جذب المزيد من الزخم.

وأضافت “رويترز” أنه “بعد إعلان اهتمامه بالمنصب العام الماضي، حصل روته على دعم مبكر من الأعضاء الرئيسيين في حلف “الناتو”، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بينما كان آخرون أكثر تحفظًا، خاصة دول أوروبا الشرقية التي جادلت بأن المنصب يجب أن يذهب إلى شخص من منطقتها لأول مرة، لكنهم في نهاية المطاف نجحوا في الفوز بدعم روته، الذي يعتبر “منتقدًا شرسًا” للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحليفًا قويًا لأوكرانيا.

معارضة تركية للرئيس الجديد

أفاد موقع “فرانس 24“، أنه يجب على روته أن يستخدم كافة المهارات الدبلوماسية التي اكتسبها خلال قرابة 14 عامًا على رئاسة الحكومة في هولندا، للتغلب على المعارضين لترشحه بقيادة تركيا والمجر.

وتخطى روته التحفظ التركي بزيارته إلى اسطنبول في نيسان الماضي، قبل أن يتوصل لاتفاق أخيرًا مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان في قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.

ويبدو أن رئيس الوزراء الهولندي أثار حفيظة أنقرة قبيل انتخابات عام 2017، عندما منع وزيرين تركيين من إلقاء كلمات في تجمعات انتخابية في هولندا، وهذا المنع لم يستسغه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وخلق أزمة وقتها بين البلدين.

وإثر تجاوزه العقبة التركية المجرية، وجد روته نفسه أمام منافس ممثل في يوهانيس بعد أن أثار ترشحه المفاجئ استياء أعضاء الحلف، الذين كانوا يأملون في تعيين سلس لروته قبل قمة “الناتو” في واشنطن الشهر المقبل، لكن مجلس الأمن الروماني أعلن، في 20 من حزيران الحالي، انسحاب يوهانيس رسميًا من المنافسة على رئاسة “الناتو”، ودعم بوخارست لروته.

ورغم المعارضة التركية لروته، فإن وزارة الخارجية التركية أصدرت بيانًا اليوم، هنأت فيه رئيس الوزراء الهولندي السابق بإعلانه أمينًا عامًا جديدًا للناتو بموافقة جميع الحلفاء.

وأضاف البيان، “بهذه المناسبة، نود أن نعرب عن شكرنا للأمين العام ينس ستولتنبرغ على القيادة الناجحة التي أظهرها منذ توليه منصبه في عام 2014″، وفق ما ذكرته وكالة “الأناضول” التركية.

مهام صعبة في انتظاره

سيواجه روته التحدي المتمثل في الحفاظ على دعم الحلفاء لقتال أوكرانيا ضد الغزو الروسي، مع الاحتراز من انجرار “الناتو” مباشرة إلى حرب مع موسكو.

وسيتعين عليه أيضًا أن يتعامل مع احتمال عودة دونالد ترامب، المشكك في حلف شمال الأطلسي، إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني المقبل، بحسب “رويترز“.

وأثار احتمال عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية قلق دول حلف “الناتو”، التي تخشى أنه قد يضعف دور واشنطن القوة العظمى باعتبارها ضامن الأمن المطلق لأوروبا.

وأجج ترامب هذه المخاوف خلال حملته الانتخابية، عندما قال إنه سيشجع روسيا على مهاجمة دول الناتو التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع عن نفسها، وفق ما ذكره “فرانس 24“.

وبينما قد تمثل عودة ترامب تحديًا كبيرًا، فإن روته سيواجه على الضفة الشرقية للناتو التهديد الأكثر إلحاحًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتحرز قوات “الكرملين” حاليًا تقدمًا في أوكرانيا بعد أكثر من عامين على الحرب، وسيكون للأمين العام للناتو دور رئيسي في حشد المساعدات من داعمي كييف المنهكين.

في الوقت نفسه، سيتعين على روته التأكد من أن الحلف مستعد للدفاع في حال أي هجوم مستقبلي محتمل من موسكو، وسيتضمن جزء من ذلك حشد الحلفاء الأوروبيين لإنفاق المزيد على الدفاع، وهو مطلب رئيسي من ترامب وغيره من القادة الأمريكيين.

ومن المنتظر أن يرحب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظراؤه رسميًا باختيار روته رئيسًا للناتو، خلال قمة تعقد في واشنطن بين 9 و11 من تموز المقبل.

حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحالف عسكري تأسس عام 1949 من 12 دولة بهدف مواجهة توسع الاتحاد السوفييتي في أوروبا والعالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

ويقع مقر الحلف في بروكسل، وبعد توسعه أصبح يضم 32 دولة، وكانت السويد آخر دولة انضمت إليه في 7 من آذار الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة