الخارجية الروسية تهاجم “الخوذ البيضاء” في “منتدى بطرسبرغ”
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن المنظمات غير الحكومية الغربية تُستخدم “كأداة لزعزعة استقرار البلدان” حول العالم ومنها منظمة “الخوذ البيضاء” السورية.
وأضافت خلال المنتدى القانوني الدولي في سان بطرسبرغ اليوم، الأربعاء 26 من حزيران، أن المنظمات غير الحكومية لم تعد مجرد “تأثير وضغط”، تمامًا مثل منظمة “الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني السوري).
زخاروفا قالت وفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس)، إن منظمة “الخوذ البيضاء” أثرت على روسيا أيضًا بشكل غير مباشر.
وأشارت إلى أن روسيا وجدت نفسها متورطة في بعض الاتهامات بدعم الأنظمة غير الديمقراطية، بسبب نشاط المنظمة.
وأضافت أن بلادها صُنفت على أنها “الأكثر افتقارًا للشفافية وغير ديمقراطية وغير شرعية، لكن الضربة الرئيسة من هذه الاتهامات وجهت بلا شك لسوريا”، في إشارة إلى النظام السوري.
“الخوذ البيضاء” منظمة غير حكومية تعرف في سوريا باسم “الدفاع المدني السوري”، وتعرّف نفسها بأنها “منظمة إنسانية تكرس عملها في مساعدة المجتمعات في سوريا على الاستعداد للضربات والاستجابة لها وإعادة البناء بعدها”، وفق ما جاء عبر موقعها الرسمي.
أُسست منظمة “الدفاع المدني” في أواخر العام 2012 ومطلع العام 2013، ومع تصعيد النظام وتزايد استخدامه للقصف الجوي، أسست مجموعات نظمت نفسها بهيكلية مراكز تطوعية، وظهرت المراكز الأولى في مدينة حلب ودوما والباب.
وتجمعت هذه المجموعات على مستوى المحافظة، وبدأت بالتواصل مع بعضها لمساعدة المجتمعات المحلية، ووصل عدد المتطوعين إلى حوالي 3300 فرد، وتمكنوا من إنقاذ الآلاف من المدنيين.
ولا تعتبر المرة الأولى التي تهاجم فيها زاخاروفا المنظمة السورية، إذ سبق وقالت، عام 2018، تعليقًا على إعادة تمويل المنظمة بملايين الدولارات من قبل الولايات المتحدة، إن “أمريكا دفعت ملايين الدولارات إلى (الخوذ البيضاء) التي تم تشكيلها للقيام بعمليات استفزازية ضد الحكومة السورية”.
وأضافت زاخاروفا أن واشنطن أعطت “الخوذ البيضاء” ملايين الدولارات بدلًا من المساهمة في إعادة الإعمار وبناء المستشفيات، وجددت اتهامها للمنظمة بقيامها بـ”مسرحيات مدفوعة” من الخارج ضد النظام السوري، واصفة أعمالها بالاستفزازية.
وفي عام 2017، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حصول “الدفاع المدني السوري” على جائزة “أوسكار” عن فئة الأفلام القصيرة، كأفضل فيلم في عام 2016.
وكتبت زاخاروفا عبر “فيس بوك”، “هؤلاء الأشخاص ادَّعوا أنهم قاموا بإنقاذ حياة آلاف الأشخاص، ولكنهم كانوا يقومون بتسجيل مقاطع فيديو احترافية صغيرة ولم يخجلوا من نشر هذه المقاطع على الإنترنت”.
دعوى قضائية ضد روسيا
في أيار الماضي، اتهم رجل سوري ومنظمة إغاثية روسيا بانتهاك القانون الدولي عبر قصف مستشفى في الشمال السوري عمدًا عام 2019، خلال شكوى جديدة قدمت للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وقالت وكالة “رويترز” حينها، إن محققي الأمم المتحدة اتهموا روسيا بارتكاب جرائم حرب في سوريا، لكنها لم تواجه أي محكمة دولية.
وفي أيلول 2015، تدخلت عسكريًا إلى جانب النظام السوري الذي كان يحاول قمع ثورة السوريين ضده منذ اندلاعها عام 2011، وكانت موسكو المخطط الرئيس لعمليات عسكرية وُثقت فيها انتهاكات لقوانين الحرب الدولية.
ووفق “رويترز”، قُدمت الشكوى الجديدة ضد روسيا في 1 من أيار الماضي، وتتهم القوات الجوية الروسية بقتل مدنيين اثنين في سلسلة من الغارات الجوية على مستشفى “كفرنبل الجراحي” في محافظة إدلب شمال غربي سوريا في 5 من أيار 2019.
وقدمت الشكوى إلى اللجنة من قبل ابن عم الضحايا ومنظمة “يدًا بيد من أجل المساعدة والتنمية”، وهي مجموعة إغاثة كانت تدعم المستشفى، الذي كان يقع في منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية آنذاك.
وتعتمد الشكوى على تسجيلات مصورة وأقوال شهود عيان وتسجيلات صوتية، بما في ذلك مراسلات بين طيار روسي ومركز التحكم الأرضي حول إسقاط ذخائر.
المنظمة المشاركة في الشكوى نشرت عبر “فيس بوك“، تصريحًا لمديرها الإقليمي فادي الديري، قال فيه إن الهجوم الروسي على مستشفى “كفرنبل الجراحي” كان جزءًا من هجوم منهجي على المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في شمال غربي سوريا.
وأضاف أنه بعد جهود مكثفة على مدار خمس سنوات، قبلت الدعوى بشكل رسمي من قبل محكمة العدل الدولية، بعد توافر الأدلة الكاملة من تسجيلات مصورة، وصوتية، وروايات شهود عيان تصف تفصيليًا هجوم القوات الروسية على مستشفى “كفرنبل” وثلاثة مستشفيات أخرى بالقرب من المنطقة خلال 12 ساعة فقط.
وتمثل مؤسسة “مبادرة العدالة” الحقوقية (وفق بيان لها)، هذه القضية في محكمة العدل الدولية، إضافة إلى أدلة أسهم “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) بجمعها، وتحليلات الخبراء كتحقيق صحفي مفصل من قبل جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إلى جانب البحوث التي أعدتها مؤسسة “الأرشيف السوري” ومنظمة “الأطباء المناصرون لحقوق الإنسان”.
وفي الوقت الذي اتهمت فيه منظمات حقوق الإنسان كلًا من وروسيا والنظام السوري بانتهاك القانون الدولي في سوريا لسنوات، فإن أيًا منهما ليس طرفًا في “نظام روما الأساسي” للمحكمة الجنائية الدولية، وفرص المساءلة نادرة، وفق “رويترز”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :