مياه ملوثة تسبب حالات تسمم للأهالي في اللاذقية

مضخة مياه لري الأراضي الزراعية في مدينة اللاذقية - 23 من حزيران 2024 (محافظة اللاذقية)

camera iconمضخة مياه لري الأراضي الزراعية في مدينة اللاذقية - 23 من حزيران 2024 (محافظة اللاذقية)

tag icon ع ع ع

شكك معظم أهالي حارة الدن بمدينة اللاذقية بتأكيد المحافظة أن المياه مطابقة للمواصفات القياسية ولا أثر للتلوث فيها، خصوصًا مع إصابة غالبية الأهالي بأعراض شملت ارتفاع الحرارة مع إقياء وغثيان وحالات التهاب أمعاء، وجميعها تشير إلى وجود تسمم.

وقال إبراهيم (45 عامًا) من سكان الحارة، إنه عانى من حرارة عالية مترافقة بإقياء وإسهال حادين، ما اضطره للتوجه إلى الصيدلية، والحصول على دواء “فلاجيل” لإيقاف الأعراض مع اتباع حمية غذائية.

وذكر أن الصيدلانية طلبت منه عدم شرب المياه من صنبور المنزل، واستبدالها بشراء علب مياه مختومة.

وأضاف إبراهيم أن الأعراض بدأت قبل أربعة أيام، ومعظم جيرانه أصيبوا بها بدرجات متفاوتة، ولم يستطيعوا التأكد من السبب، بينما يعتقد أن المياه هي السبب لأنها لم تكن طبيعية، وكان من الواضح وجود رائحة قوية فيها لم يستطع تحديدها بالضبط.

وشملت الأعراض لدى طفلة مايا (34 عامًا)، البالغة من العمر تسع سنوات، دوخة وغثيانًا ووهنًا، لتحصل لها على أملاح وبعض الأدوية من الصيدلية.

تعيش كارينا (28 عامًا) في إحدى بنايات السكن الشبابي المتاخم لحارة الدن، وأكدت في حديثها أن أكثر من نصف سكان البناية أصيبوا بالأعراض ذاتها، إنما بنسب متفاوتة.

وذكرت أن البعض منهم خصوصًا كبار السن اضطر ذووهم لإسعافهم إلى المستشفى، وبينهم جدتها، التي أخبروها في المستشفى أن سبب الأعراض تناول طعام ملوث، ولا جامع بين كل تلك الحالات سوى المياه.

والحال مماثل في حي الدعتور، الذي سجل العديد من الإصابات المشابهة دون أن يعرف السبب، حيث لم تعلن محافظة اللاذقية أي جديد حول الإصابات حتى بعد مضي نحو أسبوع على حادثة التسمم في حارة الدن وحي الدعتور الشعبيين.

واكتفت المحافظة بالتأكيد على أن مؤسسة المياه أرسلت فرقًا لأخذ عينات من المياه من الدن والدعتور، وتبيّن أنها مطابقة للمواصفات القياسية السورية لمياه الشرب، وهي النتيجة التي توقعها كل السكان تقريبًا، الذين شككوا بها خصوصًا أنه لا يوجد جامع بين تلك الحالات سوى مياه الشرب.

ما سبب الإصابات؟

يدور الحديث عن فرضيتين اثنتين، الأولى أن الذين تعرضوا للإصابات اشتروا المياه من الصهريج ذاته، فاللاذقية تعاني أزمة مياه شديدة خصوصًا بالمناطق الشعبية، التي يشتري سكانها المياه من الصهاريج بشكل دوري منذ أكثر من شهر تقريبًا.

ونظرًا إلى اتساع المساحة الجغرافية وكثرة أصحاب الصهاريج، قد تكون تلك الفرضية ضعيفة مقارنة بالفرضية الأخرى التي تقول إن سبب التلوث ضخ مياه بحيرة “16 تشرين” إلى الأحياء المذكورة، حيث تزامنت حالات التسمم مع بدء الضخ قبل عدة أيام.

وفي 18 من حزيران الحالي، قال مدير وحدات المياه في مؤسسة مياه الشرب باللاذقية، باسم شيحا، إنهم جربوا خطوط محطة تصفية مياه بحيرة “16 تشرين” باتجاه الخزان التجميعي في مدينة اللاذقية.

وأضاف حينها أن أهمية مشروع المحطة بتأمين ضاغط جيد من المياه لعدة أحياء من بينها حي الدعتور وأوتوستراد الثورة حيث توجد حارة الدن.

وتشهد مدينة اللاذقية حالات تسمم مشابهة بشكل مستمر، فخلال أيلول 2023، أصيب الكثير من أهالي جب حسن بتسمم وأعراض مشابهة لما يحدث اليوم في حارة الدن وحي الدعتور، دون أن يتم الإعلان عن سبب حالات التسمم الجماعية حينها، رغم الترجيحات بأن المياه هي السبب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة