عاد الهدوء إلى مدينة السويداء جنوبي سوريا، بعد ليلة متوترة شهدتها المدينة عقب مواجهات وصفت بـ”العنيفة” بين فصائل محلية وقوات النظام السوري، أسفرت عن إصابات من الجانبين، وأضرار مادية بممتلكات المدنيين.
موقع “السويداء 24” المتخصص برصد أخبار المحافظة قال اليوم، الاثنين 24 من حزيران، إن وسطاء من أهالي السويداء، طلبوا هدنة مؤقتة من الفصائل المحلية، لاستئناف المفاوضات مع الأجهزة الأمنية، وسط وعود من الوسطاء للسعي لاتفاق يضمن انسحاب الحاجز الأمني الجديد من جانب دوار العنقود، وهو المطلب الذي تصرّ عليه الفصائل.
ونقل الموقع المحلي عن مصدر مطلع على المفاوضات، أن مطالبات الفصائل المحلية تتركز حول إزالة حاجز أمني بضمانة روسية، وعدم إنشاء أي حاجز جديد داخل المحافظة، لانعدام الثقة بدور هذه الحواجز.
ونشر “السويداء 24” المتخصص برصد أخبار المحافظة تسجيلًا مصورًا، مساء الأحد 23 من حزيران، قال إنه لاشتباكات نتجت عن هجوم فصائل محلية على مقار أمنية لقوات النظام في نقاط متفرقة من المدينة.
وامتدت المواجهت إلى ريف المحافظة الشرقي، إذ قال الموقع المحلي، إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين الجانبين في بلدة قنوات شرقي المحافظة.
الناشط مهند زين الدين (يقيم في السويداء) قال لعنب بلدي، إن التوتر بدأ عندما ثبتت قوات النظام حاجزًا عسكريًا بالقرب من دوار العنقود في المدخل الشمالي لمدينة السويداء، إذ نُقلت غرف مسبقة الصنع لمبيت العناصر قرب الحاجز.
صفحة “الراصد” المحلية نشرت تسجيلًا مصورًا يظهر الحاجز العسكري خلال إنشائه يوم السبت الماضي.
وأضافت في منشور منفصل أن الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، وجه رسالة عاجلة إلى القيادة الروسية عبر قائد القوات الروسية في دمشق، تساءل فيها عما إذا كان وضع الحواجز في المنطقة الجنوبية والسويداء تحديدًا، يهدف “لإهانة الناس الذين خرجوا يطلبون بشكل سلمي حقوقهم وحريتهم”.
وحمّل الهجري الأفرع الأمنية مسؤولية نشر الأخبار والإشاعات، واعتبر ذلك “توجيهًا من الدولة السورية لقمع أهل المنطقة المسالمين والمطالبين بحقوقهم المهدورة من هذا النظام”.
وأضاف، “نتمنى بأن يكون الدور الروسي بنّاء وإنسانيًا، وأن يقف مع طموحات الشعب بالخلاص من هذه السلطة، ونطلب إعلان موقف رسمي من الدولة الروسية بأنها ليست مع هذه المظاهر القمعية التي يروج لها النظام المنتهية صلاحيته عند الشعب السوري”.
ووفق الناشط مهند زين الدين، نشبت الاشتباكات بعد مهلة منحتها الفصائل المحلية لقوات النظام لإزالة الحاجز العسكري الذي أقامته بالقرب من دوار العنقود، لكن قوات النظام لم تستجب.
واستمرت المواجهات لعدة ساعات، لكنها توقفت فجر اليوم بعد تدخل من وجهاء، ومنح مهلة جديدة لإزالة الحاجز حتى نهاية اليوم الاثنين.
ولم يعلّق النظام السوري رسميًا على الأحداث الدائرة في السويداء حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
توتر منذ أشهر
في خضم تطورات الأحداث الأمنية الدائرة بمحافظة السويداء، لم تتوقف الاحتجاجات السلمية المنادية بإسقاط النظام السوري منذ ما يقارب العام، في حين يحاول النظام السوري إخماد مطالب أبناء المحافظة، تارة عبر مفاوضات ووعود، وتارة عبر تحركات أمنية وعسكرية.
وفي الوقت الذي هاجمت فيه قوات أمنية المتظاهرين مرتين، إحداهما أسفرت عن مقتل متظاهر، لم تبدِ الفصائل العسكرية في المحافظة رد فعل عنيفًا.
وتنتشر عشرات الفصائل المسلحة في السويداء، جزء منها مدعوم من أفرع أمنية في النظام السوري، وأخرى تقدم نفسها على أنها معارضة للنظام، وثالثة تطرح نفسها على أنها فصيل محايد.
وبين نيسان وأيار الماضيين، دفعت قوات النظام بتعزيزات عسكرية نحو المحافظة بعد توتر استمر لأيام على خلفية احتجاز ضابط بقوات النظام كرد فعل على اعتقال طالب جامعي لانخراطه في الحراك السلمي المعارض في المحافظة.
الفصائل المحلية نفسها كررت احتجاز عسكريين بينهم ضباط من قوات النظام ردًا على عمليات اعتقال متفرقة طالت أشخاصًا ينحدرون من المحافظة، ما دفع النظام للإفراج عنهم لاحقًا.
اقرأ أيضًا: تعزيزات إلى السويداء.. سيناريوهات أدناها ترهيب وأقصاها صدام
وتكررت الخلافات بين قوات النظام وفصائل محلية بسبب نية الأولى تثبيت حواجز عسكرية في مدينة السويداء، ورفض الأخيرة.