عروة قنواتي
ندخل اليوم الجولة الثالثة من دور المجموعات في بطولة كأس أمم أوروبا 2024 المقامة حاليًا في ألمانيا، وبنفس الوزن واللحن الكروي الكبير نحن في الجولة الأولى من بطولة كوبا أمريكا 2024 المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية كنسخة مشتركة بين القارتين الأمريكيتين الجنوبية والشمالية
بالنسبة لنا في الشرق الأوسط، موعد مباريات بطولة الكوبا غير مناسب لأشغال وأعمال المتابعين إلا من له شغف بمنتخبات البرازيل والأرجنتين، ويهوى متابعة الكرة الجميلة الهجومية بأقدام النجم ليونيل ميسي ونجوم السامبا والمباريات القوية التي يظهر من خلالها لاعبون مهمون على مستوى الأندية الأوروبية الكبرى في منتخبات المكسيك والأوروغواي وتشيلي وكولومبيا.
وهذا يعني بالضرورة أنك على موعد مع المتعة الكروية اليومية لمدة شهر كامل، وكأن المونديال قد ظهر مجددًا دون القارة الآسيوية والقارة السمراء.
في أوروبا، ومع إقفال الجولة الثانية من دور المجموعات، نستطيع القول دون النظر إلى مشكلات التنظيم والتحضير في ألمانيا، إن منتخب الماكينات دخل البطولة بشكل قوي ومبهر منذ المباراة الافتتاحية، وقد أعلن عن نفسه مرشحًا للمباراة النهائية، ولربما للظفر باللقب إلى جانب المنتخب الإسباني الذي حقق الفوز على كرواتيا وإيطاليا مع فائض من الهجمات التي لم تُترجم لأهداف، ومع الترشيح الألماني والإسباني يستطيع عشاق كرة القدم في اليورو أن يراهنوا على جودة وأداء المنتخب الفرنسي الذي يملك 4 نقاط من فوز النمسا وتعادل سلبي مع هولندا.
أما المنتخب الإنجليزي فما زال حبيس الانتقادات والاستفسارات عن الجاهزية الأخيرة لمدرب المنتخب ساوثغيت بالوصول إلى اللقب بعد أن كان في نهائي اليورو 2021 عندما خسر اللقب بركلات الترجيح مع المنتخب الإيطالي، وبخصوص منتخبات بلجيكا وكرواتيا وإيطاليا فيبدو أن شيئًا ما يحترق ضمن طبخة كل منتخب، مع إشارات حقيقية بنهاية الجيل البلجيكي والكرواتي مع مخضرميه وحاجة المنتخبين في البطولات المقبلة لمشاريع البناء والدماء الجديدة.
البرتغال، هل هي مرشحة للقب؟ سؤال بديهي الإجابة بالنسبة لعشاق الدون كريستيانو رونالدو. نعم البرتغال مرشحة على الأقل للوصول نحو النهائي، العناصر والأسماء والطريقة التي يلعب بها رفاق رونالدو تسمح لهم بالتقدم أكثر نحو الإقصائيات الأخيرة، وما قد يمنع هذا الوصول هو عدم الاستفادة من الفرص الكبيرة والكثيرة خلال كل مباراة كما جرى في اللقاء الأول.
في كوبا أمريكا ظهر أبطال اللقب الماضي وأبطال العالم مع النجمين ليونيل ميسي ودي ماريا بالفوز في الافتتاح على منتخب كندا بهدفين نظيفين، ولا يبدو أن هناك ما يعكر صفو التانغو قبل الدور نصف النهائي، على الرغم من أن الجولة الأولى في البطولة لم تنتهِ بعد، وما زلنا بانتظار انطلاقة ورقصة السامبا البرازيلية يوم الثلاثاء المقبل، لنعرف ماذا حضّر زملاء نيمار في غيابه عن المنافسات؟
هوية البرازيل بحاجة إلى لقب جديد بعد مجموعة من التعثرات رافقت المنتخب الأول منذ مونديال 2018 وحتى ما قبل انطلاق كوبا أمريكا 2024.
صيف لاهب ومنتشر من ملاعب اليورو وصولًا إلى ملاعب كوبا أمريكا.