حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، في ظل الحرب التي تعيشها البلاد منذ نيسان الماضي.
وفي رسالة مفتوحة عن السودان، قال الرئيس الدولي لمنظمة “أطباء بلا حدود”، كريستوس كريستو، إن السودان يحتاج بشكل عاجل إلى استجابة إنسانية واسعة النطاق، ووصول إنساني آمن إلى جميع مناطق البلاد، والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي.
كما دعا الرئيس الدولي للمنظمة، اليوم، السبت 22 من حزيران، إلى حماية المدنيين ومساعدتهم على وجه السرعة.
وتسبت الحرب التي اندلعت في نيسان الماضي، بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع” في أكبر أزمة نزوح بالعالم، حيث فر أكثر من تسعة ملايين داخل السودان أو عبر البلدان المجاورة.
كما عبر أكثر من نصف مليون شخص (نحو ربع من غادورا السودان)، إلى مصر التي علقت بعد نحو شهرين من الحرب في السودان التزامها بمعاهدة السماح للنساء والأطفال والرجال السودانيين ممن تزيد أعمارهم عن 49 عامًا بالإعفاء من تأشيرة الدخول، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
وقد يواجه نحو 756 ألف شخص في السوادن نقصًا كارثيًا في الغذاء بحلول أيلول المقبل، وفق توقعات أولية لوكالات أممية وجماعات إغاثة لتحديد ما إذا كان سيجري إعلان المجاعة رسميًا، وفق بيانات ونتائج أولية اطلعت عليها “رويترز” من وكالات أممية في 13 من حزيران.
في 19 من حزيران حذّر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP) من اتساع الأزمة في السودان وسط تصاعد كبير في معدلات الجوع والأسعار.
وبحسب تقرير صادر عن المنظمة الأممية، حينها، فإن تداعيات الأزمة في السودان تتزايد في البلدان المجاورة، فمن بين أكثر من مليوني نازح، بسبب الحرب، يعيشون خارج حدود السودان، فإن أكثر من نصفهم في تشاد وجنوب السودان، وهما بلدان يعانيان من ارتفاع معدلات الجوع.
ومع حلول موسم الأمطار وامتداده في المنطقة حتى آب، تتحول الطرقات إلى مسارات موحلة ، تتعقد بسببها عمليات إيصال المساعدات الإنسانية، ما يزيد من خطر انعدام الأمن الغذائي.
المنظمة قالت إن عدد النازحين من السودان يبلغ 700 ألف شخص، في جنوب السودان، من حوالي سبعة ملايين يواجهون بالفعل انعدام الأمن الغذائي الحاد أو ما هو أسوأ.
كما عطلت الحرب المتواصلة في السودان منذ أشهر، صادرات النفط المهمة لجنوب السودان، ما دفع الاقتصاد إلى الانهيار، إلى جانب انخفاض قيمة جنيه جنوب السوادن بنسبة 60%، مقابل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود بشكل كبير، في ظل توقعات برنامج الأغذية العالمي، بأن الأزمة الاقتصادية في السودان قد تدفع نحو نصف مليون شخص من الجوع المعتدل إلى الشديد، حيث تصبح المواد الأساسية غير ميسورة التكلفة.
وعلى مدار الأشهر الأربعة الماضية، وصل نحو 600 ألف لاجئ سوداني إلى منطقة الساحل القاحلة، ما يضاعف أعداد طالبي اللجوء في تشاد التي تستضيف إحدى أكبر تجمعات اللاجئين في إفريقيا، ويقيم معظمهم في 39 موقعًا عشوائيًا شرقي تشاد.