“الرحلة 404”.. باب التوبة مفتوح

منى زكي في لقطة من فيلم الرحلة 404 (لقطة شاشة)

camera iconمنى زكي في لقطة من فيلم الرحلة 404 (لقطة شاشة)

tag icon ع ع ع

“باب التوبة مفتوح لكن الطريق صعب وطويل، وعثراته تتشكل من الماضي الذي لا يفارق الإنسان، والأهم هو جهاد النفس”، يمكن بهذه الجمل تلخيص الفكرة الأساسية للفيلم المصري “الرحلة 404”.

يحكي الفيلم الذي لعبت بطولته الممثلة منى زكي، مع حضور واسع لنجوم مصريين كضيوف شرف، قصة غادة، التي قررت التوبة عن العمل كعاهرة والعمل في إحدى شركات العقارات.

بعد سنوات من توبتها، تتجه غادة لأداء فريضة الحج، إلا أن عقبات مالية غير متوقعة تقف في وجهها، وتدفعها للعودة إلى عملها السابق لإنقاذ حياة والدتها من جهة، وعدم خسارة فرصة التوجه إلى الأراضي المقدسة كذلك.

تدور القصة حول “جهاد النفس”، وهو مصطلح ديني يدل على الإرادة والثبات في وجه ممارسة الخطيئة، وهنا التحدي الأساسي الذي تواجهه غادة، مع أمها ووالدها وزوجته، وأشخاص آخرين مرّوا في حياتها وكان لهم أثر بالغ السوء.

لكل شخصية في الدراما انفعالاتها المبنية على تاريخها الشخصي الذي ليس من الضروري أن يظهر على الشاشة، طريقة غضب الشخص الأول في قصة ما ليست بالضرورة أن تكون مشابهة للبطل الثاني، هذا الأمر وبرغم السيناريو الجيد والإخراج الممتاز لهاني خليفة (مخرج فيلم سهر الليالي- 2003) لم يحضر.

الفيلم مليء بالصراخ والانفعال والغضب (باستثناء طارق عبد الحليم- لعب دوره محمد ممدوح)، وقد يكون هذا رد فعل نتيجة تراكمات وفشل وعجز وضعف، وربما محاصرة “الخطايا” لهذه الشخصيات.

أداء المحاصرين هو البارز والعلامة الفارقة، غضب ياسر (خالد الصاوي) في مقابل غضب طارق (محمد فراج)، السبب نفسه وهو غدر العائلة، لكن التعبير مختلف، واختلاف التعبير لا يعود فقط لاختلاف طبيعة الشخصيات وتاريخها، بل للأداء نفسه، النابع من جودة الممثل وفهمه لدوره، وهو ما لا يعني أن فراج ممثل سيئ، لكنه ليس فراج الذي حضر في أعمال أخرى مهمة، كبطل رئيس، كـ”لعبة نيوتن” و”فوي فوي فوي”.

ربما أفضل ما في الفيلم هو اختيار خليفة نفسه لإخراج العمل، فهو يملك خبرة واسعة في الأعمال الاجتماعية، ويفهم كيفية التعامل مع شخصياته دون وجودها في مشهد واحد (لم تلتقِ إلا بعض الشخصيات ببعضها وضمن مشاهد معدودة)، إذ تبارزت في إظهار قدراتها التمثيلية، وكذلك التعامل مع القصص الاجتماعية ومشكلاتها، وربما يصنف العمل كأفضل أعماله منذ “سهر الليالي”.

الفكرة الرئيسة للعمل أن باب التوبة مفتوح، وكل بحسب طريقته، وليس بالضرورة أن يكون التوجه للأراضي المقدسة وأداء فريضة الحج فقط هو السبيل الوحيد، الاعتذار عن الخطيئة هو ربما أحد أوجه التوبة، مد يد المساعدة هو ربما أحد الأوجه كذلك، مواجهة النفس بحقيقتها وخطاياها هو أمر مهم أيضًا.

الفيلم من بطولة منى زكي، وحضور محمد ممدوح ومحمد فراج وخالد الصاوي وشيرين رضا وحسن العدل وعارفة عبد الرسول وسما إبراهيم، ومن إخراج هاني خليفة، وتأليف محمد رجاء.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة