نتائج جيدة دون مضاعفات.. جراحة العين بالليزر
د. أكرم خولاني
يرغب كثيرون ممن يرتدون النظارات أو العدسات اللاصقة الطبية بالتخلص منها، لذلك يلجؤون لإجراء جراحة الليزر للعين، وقد حققت جراحات العين الليزرية إنجازات جيدة، ونادرًا ما تنتج عنها مضاعفات، ولكن تتوقف نتائجها بشكل أساسي على الخطأ الانكساري في العين، وبشكل عام فإن معظم الأشخاص راضون عن النتائج.
ما جراحة العين بالليزر؟
جراحة الليزر هي نوع من أنواع جراحات العين الانكسارية، ويتم فيها إعادة تشكيل لقرنية العين (الطبقة الشفافة في مقدمة العين) باستخدام ليزر يعرف بـ”الإكسيمر ليزر” (excimer laser)، وتستخدم لعلاج الحالات التالية:
قصر البصر: أو ما يُعرف بحسَر البصر، وهو حالة مرضية ترى فيها الأجسام القريبة بوضوح بينما ترى الأجسام البعيدة ضبابية.
طول البصر: أو ما يُعرف بمدّ البصر، وهو حالة ترى فيها الأجسام البعيدة بوضوح بينما ترى الأجسام القريبة ضبابية.
انحراف البصر أو اللابؤرية (الاستجماتيزم): وهو حالة تصبح فيها الرؤية ضبابية بشكل عام، نتيجة لعدم تجانس تقوس القرنية في جميع أجزائها ما يعوق تركيز رؤية الأجسام القريبة والبعيدة.
وهناك عدة أنواع من جراحة العين الانكسارية بالليزر، وتشمل:
تصحيح تحدُّب القرنية الموضعي بمساعدة الليزر (LASIK): جراحة الليزك هي أكثر جراحات العين الليزرية شيوعًا، وفيها يقوم جراح العيون بعمل سَديلة رفيعة معلقة في القرنية، ثم يقوم باستخدام الليزر لضبط منحنيات القرنية التي تصحح طول النظر، ثم تعاد السديلة إلى موضعها الأصلي، ويكون الانزعاج بعد هذه الجراحة ضئيلًا والتعافي أكثر سرعة من باقي عمليات القرنية، إذ يحدث التعافي خلال يوم أو يومين.
اقتطاع القرنية تحت الظهارة بمساعدة الليزر (LASEK): يقوم الجراح هنا بعمل سَديلة رقيقة للغاية في الغطاء الخارجي الواقي للقرنية (الظهارة)، ثم يقوم باستخدام الليزر لإعادة تشكيل الطبقات الخارجية للقرنية مغيِّرًا منحنياتها، ثم يستبدل النسيج المبطن.
اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي (PRK): هذا الإجراء مشابه لاقتطاع القرنية تحت الظهارة بمساعدة الليزر (LASEK)، فيما عدا أن الجراح يقوم بإزالة النسيج المبطن للقرنية بالكامل، ثم يستخدم الليزر لإعادة تشكيل القرنية، ولا يعاد وضع النسيج المبطن للقرنية وإنما ينمو مرة أخرى على نحو طبيعي، متوائمًا مع شكل القرنية الجديد.
كشط القرنية الليزري: في كشط القرنية الليزري لا تُصنع سديلة وإنما يُزال السطح العلوي (الظهارة) بالليزر، وينتج عنه ألم خفيف إلى متوسط، وتشوش في الرؤية لمدة قصيرة، ويستغرق تعافي البصر في إجراء كشط القرنية الليزري مدة أطول مما يستغرقه الليزك، إذ يستغرق التعافي هنا مدة تتراوح بين 3 أو 4 أيام.
استئصال العُديسة عبر شق جراحي صغير: يعيد هذا النوع من الجراحة الانكسارية تشكيل القرنية باستخدام شعاع ليزر لصنع جزء صغير من نسيج يتخذ شكل العدسة، أو ما يُعرف بالعُديسة، تحت سطح القرنية، وبعد صنع العُديسة، تُستأصل من خلال شق جراحي صغير، ومن ثم يتغير شكل القرنية.
من الأشخاص المرشحون لإجراء هذه العملية؟
يجب أن تتوفر لدى الشخص شروط رئيسة ليكون مناسبًا لإجراء هذه العملية، وعادة ما يقوم الطبيب باجراء فحوصات أولية دقيقة ليقرر مدى ملاءمة حالة الشخص للعملية:
- يجب أن لا يقل العمر عن 18 عامًا (عادة 21 عامًا أو أكثر).
- يجب أن تكون قرنية العين سميكة وصحية بدرجة كافية، وأن تكون صحة العين بشكل عام جيدة ولم تصب بأمراض سابقة.
- يجب أن تكون القدرة على الرؤية مستقرة (على مدار عامين على الأقل).
- لم تجرَ للعين أي عملية من قبل.
من الأشخاص غير المرشحين لعملية الليزر؟
يمكن أن يزيد وجود حالات مرضية معينة متعلقة أو غير متعلقة بالعيون من المخاطر المصاحبة لجراحة الليزر، وتشمل:
- الأشخاص الذين يعانون من خطأ انكساري غير مستقر.
- الأشخاص الذين يعانون من مستويات شديدة من قصر النظر أو مد البصر أو اللابؤرية.
- الذين يعانون من جفاف شديد في العين.
- الذين يعانون من قرنيات رقيقة جدًا.
- الذين يعانون من القرنية المخروطية.
- الذين يعانون من ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما) المتقدم.
- من يعانون من إعتام عدسة العين ويؤثر على الرؤية.
- الذين لديهم تاريخ مع بعض التهابات العين.
- المصابون بالداء السكري غير المضبوط.
- المصابون بأي مرض أو حالة مرضية تؤثر في الجهاز المناعي مثل التهاب المفاصل الرثواني أو الذئبة الحمامية أو غيرها من اضطرابات المناعة الذاتية.
- استخدام أحد مثبطات المناعة لأي سبب كان.
- المرأة الحامل أو المرضع.
ماذا سيحصل يوم العملية؟
تجرى عملية تصحيح الأخطاء الانكسارية بالليزر في العيادات الخارجية تحت التخدير الموضعي، ما يعني أن المريض سيكون في كامل وعيه خلال العملية.
يطلب من المريض أن يستلقي على ظهره ليواجه وجهه جهاز الليزر، وسيدخل الجراح معلومات تصحيح العيوب الانكسارية المطلوبة في الحاسب الآلي الخاص بالليزر، ومن ثم سيطلب من المريض أن يركز نظره على هدف معين في نظام الليزر، وسيعلمه الطبيب كيفية تثبيت نظره على هدف الليزر والتأقلم مع أصوات الليزر.
بشكل عام فإن العملية تجرى في العينين وفي الوقت نفسه، وتستغرق حوالي 15 دقيقة، يستريح المريض بعدها دقائق ثم يقوم باجراء فحص أخير، ثم تقدم للمريض تعليمات العلاج والموعد اللاحق للفحص (ويكون في اليوم التالي للعملية)، بعدها يمكن للمريض العودة إلى البيت، فيخرج وهو يضع نظارات حماية شمسية، وفي بعض الأحيان قد يضع عدسات لاصقة علاجية لتسريع عملية الشفاء.
بعد الجراحة مباشرة تكون الرؤية مشوشة، ثم يتحسن المريض في زمن قصير مستعيدًا الرؤية تدريجيًا بمرور الساعات، في اليوم التالي للعملية عادة ما تصبح الرؤية جيدة بما يكفي لممارسة حياة طبيعية، ويخضع المريض لمعاينة خلال أول 24 و48 ساعة بعد العملية من أجل مراقبة ومتابعة حالته بعناية، ويستمر في التحسن على مدى الأيام اللاحقة تدريجيًا.
ما الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة؟
من الشائع ظهور آثار جانبية معينة مؤقتة تزول عادة بعد عدة أسابيع أو أشهر، وقليل جدًا من الأشخاص من تتحول لديهم إلى مشكلة طويلة الأجل، وأشيع الآثار الجانبية:
الألم: على الرغم من عدم وجود أي آلام نتيجة اصطدام الليزر بالقرنية، فإن المريض قد يعاني من ألم قد يكون حادًا في الـ24 ساعة التي تلي العملية، وقد يستمر لمدة ثلاثة أيام وعادة يتلاشى بمرور الوقت.
جفاف العينين: تتسبب جراحة الليزر في انخفاض إنتاج الدموع بشكل مؤقت، وهذا يؤدي للشعور في أول ستة أشهر بعد الجراحة بجفاف العينين على نحو غير معتاد، وقد يصف طبيب العيون قطرات العين خلال هذا الوقت.
رؤية الوهج والهالات وازدواجية الرؤية: قد تحدث صعوبة في الرؤية خلال الليل بعد الجراحة، وقد يلاحظ وهج في الرؤية أو هالات حول الأضواء الساطعة، أو تحدث ازدواجية في الرؤية، ويستمر ذلك بصفة عامة لبضعة أيام أو لبضعة أسابيع، إلا أنه يمكن أن يصبح أيضًا مشكلة طويلة الأجل.
التصحيح الناقص: إذا لم يُزل الليزر سوى قدر أقل من اللازم من أنسجة العين فلن يتم الحصول على النتائج المطلوبة، ويشيع حدوث التصحيح الناقص بشكل أكبر مع المصابين بقصر النظر، وقد يتم إجراء جراحة انكسارية أخرى خلال عام واحد لإزالة قدر أكبر من النسيج.
التصحيح المفرط: من المحتمل أن يُزيل الليزر قدرًا أكبر من اللازم من نسيج العين، ويكون التصحيح المفرط أكثر صعوبة في إصلاحه عما هو في حال التصحيح الناقص.
اللابؤرية: يمكن أن تحدث اللابؤرية بسبب إزالة النسيج بشكل غير متساوٍ، وقد يستلزم هذا إجراء جراحة إضافية، أو ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة.
ترقق القرنية: قد تصبح القرنية رقيقة وضعيفة للغاية، وهذا من المضاعفات الأكثر خطورة، إذ يتعذر على نسيج القرنية الضعيف الحفاظ على شكله مما قد يؤدي إلى انتفاخ القرنية وتدهور القدرة على الإبصار.
مشكلات السَديلة: يمكن أن تُسبب إعادة ثني السَديلة أو إزالتها من مقدمة العين خلال الجراحة حدوث مضاعفات يمكن أن تؤثر على النتيجة النهائية، مثل الالتهاب، أو حدوث انثناءات في السديلة، أو قد تنمو الطبقة الخارجية من نسيج القرنية نموًا غير طبيعي أسفل السَديلة خلال مرحلة التعافي، ومن الاحتمالات نادرة الحدوث للغاية أن تُرفع بفعل الإصابات الجسدية.
العدوى: لا يخلو أي نوع من أنواع جراحات العين الانكسارية من احتمال إصابة العين بالعدوى.
فقد البصر أو تغيرات الرؤية: في حالات نادرة قد يحدث فقدان الرؤية نتيجة المضاعفات الجراحية، وقد لا يتمكن بعض الأشخاص من الرؤية بنفس الحدة أو الوضوح كما كان في السابق.
هل تختفي اضطرابات العين بعد جراحة الليزر؟
الهدف من عملية الليزر هو رؤية بأكبر قدر ممكن من دون نظارات وكأن المريض يرى بالنظارات، وعادة ما يتحقق ذلك، وحتى عندما يكون اضطراب الرؤية بعد الليزر بدرجة 0.5 فما دونها فهي قيم لا تحتاج إلى نظارات وتعتبر الجراحة ناجحة.
وتتوقف النتائج على الخطأ الانكساري لدى الشخص، فالأشخاص الذين لديهم قصر نظر خفيف تكون نتائج جراحاتهم الانكسارية أكثر نجاحًا، في حين تكون نتائج الأشخاص المصابين بقصر شديد أو طول شديد مصحوب باللابؤرية أقل قابلية للتنبؤ بها.
كذلك إذا تم إجراء الليزر في أثناء تقدم درجة اضطراب الرؤية وقبل ثباتها فقد يكون من الضروري استخدام النظارات مرة أخرى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :