إدلب.. عجز في إنتاج “البوظ” لمواجهة موجة الحر

أسعار ألواح البوظ ترتفع في إدلب مع ارتفاع درجات الحرارة - 20 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

camera iconأسعار ألواح البوظ ترتفع في إدلب مع ارتفاع درجات الحرارة - 20 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

ارتفع الطلب على ألواح الثلج (البوظ) في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، لتسجل أسعاره أرقامًا غير مسبوقة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وكانت أسعار قالب “البوظ” تصل إلى 25 ليرة تركية، ومع ارتفاع الحرارة وقدوم عيد الأضحى، بين 16 و19 من حزيران الحالي، بلغ سعره 35 ليرة تركية من المعمل، يضاف إليه أرباح الباعة المتجولين من 5 إلى 10 ليرات، مع صعوبة في تأمين المادة.

الشاب أحمد البحري، بحث لساعات في مدينة إدلب على أمل أن يجد بائعًا لألواح “البوظ” لكنه لم يجد، مضيفًا أنه لا يمتلك ثلاجة، لذلك يعتمد على شراء “البوظ” كل يوم.

وبحسب رصد مراسل عنب بلدي في إدلب، فإن الإقبال زاد رغم ارتفاع أسعار القالب، وما إن تصل سيارة ألواح “البوظ” حتى تنفد الكميات التي تحملها خلال ساعة.

إنتاج قليل

ينتج معمل “البوظ” عادة 220 قالبًا كل 12 ساعة، وبإمكان المعمل إنتاج دفعتين خلال اليوم، ومع ارتفاع درجات الحرارة صار المعمل يحتاج إلى 18 ساعة لإنتاج دفعة واحدة.

واضطر ياسر ميري، وهو بائع “بوظ”، للذهاب إلى مدينة حزانو التي تبعد عن مدينة إدلب حوالي 25 كيلومترًا، لتأمين “البوظ” بسبب عدم توفره في إدلب.

وقال البائع لعنب بلدي، إن الطلب زاد خلال الأيام الماضية بنسبة 100%، وتراجع إنتاج المعامل بنسبة 35%، ما أدى إلى حدوث أزمة في المنطقة، مشيرًا إلى أن باعة “البوظ” يضطرون للمبيت في معامل “البوظ” لانتظار الإنتاج.

وبحسب البائع، فإن سعر قالب “البوظ” يبلغ 25 ليرة من المعمل، ويعمل الباعة على تقطيعه إلى أربع قطع يبيعون الواحدة بعشر ليرات تركية.

ومع ازدياد الطلب، وصل سعر القالب إلى 35 ليرة، ويقسمه الباعة إلى خمس قطع، ويبيعون الواحدة بعشر ليرات، ما يعني زيادة في السعر مع انخفاض حجم القطعة.

المخيمات أكثر تأثرًا

تزداد المعاناة على قاطني المخيمات في المنطقة بتأمين ألواح “البوظ”، يضاف إليها حالة الخيام التي لا تقي حرارة الجو، لأنها من قماش وبلاستيك، كما تحتاج الأسرة الواحدة إلى قطعتين من قالب “البوظ” يوميًا كحد أدنى، وهي تكلف مبلغًا لا تستطيع العائلات تأمينه.

ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.4 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

وتصل أجرة العامل يوميًا في أحسن الأحوال إلى 100 ليرة تركية (نحو ثلاثة دولارات أمريكية).

وتنشط مبادرات أهلية ومن منظمات ومن حكومة “الإنقاذ” لتأمين المياه الباردة وألواح “البوظ”، ويختلف التوزيع سواء عبر قطع ثلج أو عبوات مياه باردة بحسب قدرة ثلاجات الأهالي على التبريد.

ووجه عدد من السكان عبر عنب بلدي نداءات استغاثة لجميع المنظمات الإنسانية، بضرورة تحسين الأوضاع المعيشية في المخيمات، وتخفيف معاناتهم من موجات الحر الشديدة، وتلافي الأضرار والحوادث التي من الممكن أن تحصل لهم مع موجات الحرارة المقبلة.

المهندس أنس الرحمون، المقيم في محافظة إدلب، قال إن 20 من حزيران الحالي هو آخر أيام الربيع، ويبدأ بعدها الصيف، مضيفًا أن فصل الصيف سيستمر هذا العام 93 يومًا و17 ساعة و56 دقيقة.

وذكر أن يوم 20 من حزيران هو أطول نهار بالسنة في سوريا، حيث وصل إلى 14 ساعة و36 دقيقة، مترافقًا مع أقصر ليل بـ9 ساعات و24 دقيقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة