خسائر كبيرة تتسبب بإغلاق مداجن في ريف دير الزور

  • 2024/06/23
  • 12:19 م
يعاني أصحاب المداجن من عدم الاهتمام والدعم شرقي دير الزور- حويران 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

يعاني أصحاب المداجن من عدم الاهتمام والدعم شرقي دير الزور- حويران 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

دير الزور – عبادة الشيخ

توقفت عشرات المداجن في ريف دير الزور الشرقي عن العمل لعدة أسباب، أهمها ارتفاع أسعار المحروقات والأعلاف وقلة الدعم.

ودفعت هذه العوامل مربي الدواجن لشراء الدجاج من القامشلي ومنبج والرقة وبيعه بأسعار مرتفعة، ما يعني تحولهم إلى موزعين لا مربين.

إلياس الراوي، وهو صاحب ثلاث مداجن في ريف دير الزور الشرقي، قال لعنب بلدي، إن المداجن تفتقر للكهرباء، وهي تعتمد على المولدات التي تستهلك كميات كبيرة من المازوت والزيت، ويصل احتياجها إلى برميل مازوت يوميًا، يصل سعره إلى مليون و50 ألف ليرة سورية، “ناهيك بارتفاع أسعار الأعلاف وتقلبات الجو”.

وتشكل الطرقات الوعرة مشكلة إضافية، لكون المداجن بعيدة عن منازل السكان، إذ تتركز غالبيتها في البادية، وهو أمر يحرمها كذلك من المياه النظيفة، بحسب إلياس، الذي قدّر خسارته بأكثر من 10 آلاف دولار خلال العامين الماضيين.

وأضاف أنه على الرغم من ارتفاع الطلب على لحم الفروج، فإن عدم توفر الكهرباء وتراكم الديون أجبراه على إغلاق مدجنتين والإبقاء على واحدة لسداد الديون المتراكمة.

ويغيب الدعم والاهتمام بقطاع الدواجن، بما في ذلك توفير الأدوية لمواجهة انتشار الأمراض، وعلى رأسه التهاب الكبد، التي تؤدي إلى نفوق الفراخ وتكبيد أصحاب المداجن خسائر فادحة.

يملك خليل العكيدي، من بلدة العرقوب بريف دير الزور الشرقي، مدجنتين، ويعمل منذ تسع سنوات في هذا المجال، وقال لعنب بلدي، إن مصلحته كانت توفر فرص العمل لعشرة أشخاص، وكان الإنتاج يتراوح بين ستة وحتى ثمانية أفواج كل ستة أشهر.

وينتج كل فوج ما يقارب 10 آلاف فرخ، وبسبب ارتفاع أسعار المحروقات والأعلاف والأدوية ونقص الرعاية، أغلق مدجنة وأبقى على الثانية مع تراكم الديون والخسائر التي تعرض لها، والتي تخطت 7 آلاف دولار، إضافة إلى نفوق أكثر من سبعة آلاف فرخ العام الماضي.

وأضاف أن “الإدارة الذاتية” لا تقدم أي دعم لهذا القطاع مقارنة بقطاعات أخرى.

ارتفاع التكاليف وتقلبات الصرف

من أهم أسباب تراجع قطاع الدواجن ارتفاع تكاليف التربية، وتأثير تقلبات سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.

ووصل سعر الصرف حتى لحظة نشر هذا التقرير وفق موقع “الليرة اليوم” إلى 14650 ليرة سورية.

عهد الهايس، تاجر أعلاف قال لعنب بلدي، إن سعر العلف ارتفع للضعف تقريبًا، وبعد أن كان سعر الطن 400 دولار أمريكي، وصل إلى 735 دولارًا، وهو النوع الذي يعتمده مربو الطيور والدواجن.

وهناك نوع آخر هو “النوع المخلوط”، الذي ارتفع سعره أيضًا إلى 465 دولارًا، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 300 دولار للطن الواحد، قبل ستة أشهر، كما طال الارتفاع أسعار الذرة الصفراء أيضًا.

وتوجد في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا مئات المداجن، بعضها أُغلق بسبب الخسائر، إذ إن ارتفاع أسعار الأعلاف والمحروقات من أهم المشكلات التي تعانيها المداجن في المنطقة.

ويعيش سكان المنطقة أوضاعًا معيشية متردية، أسوة بمناطق النفوذ المختلفة على الجغرافيا السورية، في حين تعتبر المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” الأغنى في سوريا، إذ تضم معظم آبار النفط، إلى جانب كونها توصف بسلة سوريا الغذائية، نظرًا إلى النشاط الزراعي الكبير فيها.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع