انتقدت موسكو قمة السلام العالمية الأولى التي انعقدت في سويسرا، الأحد، بدعوة من أوكرانيا، وبغياب روسيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم، الاثنين 17 من حزيران، إن القمة التي استضافتها سويسرا بشأن الحرب في أوكرانيا، لم تسفر عن نتائج تذكر، وأظهرت عدم جدوى محادثات سلام من دون موسكو.
وأمس الأحد، انعقدت قمة السلام بمشاركة أكثر من 90 دولة، واستمرت المحادثات على مدار يومين، في منتجع بجبال الألب السويسرية، بطلب من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
القمة التي ابتعدت عنها الصين، وشاركت بها البرازيل بصفة مراقب، شهدت امتناع كل من الهند والمكسيك والسعودية وجنوب إفريقيا عن التوقيع على بيانها الختامي، رغم حذف بعض القضايا الخلافية في سبيل الحصول على دعم أوسع.
وشاركت في القمة نائبة الرئيس الأمريكي، والرئيس الفرنسي، والمستشار الألماني، بينما غاب عنها الرئيس الأمريكي.
ودعا البيان الختامي للقمة إلى استعادة سيطرة أوكرانيا على محطة “زاباروجيا” النووية، وموانيها على بحر آزوف، وأغفل قضايا أكثر صعوبة تتعلق بالشكل الذي تبدو عليه تسوية ما بعد الحرب في أوكرانيا، ومستقبل مساعي كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أو كيفية انسحاب القوات العسكرية ووقف القتال.
ثلاثة تحديات
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، إن القمة حللت ثلاثة تحديات رئيسة، هي السلامة النووية، والأمن الغذائي، وإطلاق سراح السجناء والمبعدين، ومنهم آلاف الأطفال، الذين اتهم موسكو باختطافهم.
وأضاف زيلينيسكي، عبر “إكس”، “بعد القمة اقترحنا واتفقنا على مواصلة عملنا المشترك على مستوى أكثر تقنية، على مستوى المستشارين والوزراء، على شكل اجتماعات خاصة تحت القيادة المشتركة للدول”.
وبيّن أن أوكرانيا في حالة حرب، ولا وقت للعمل المطول، وأن الانتقال إلى السلام يعني التحرك بسرعة، فالاستعدادات ستستغرق أشهرًا لا سنوات، وحين تصبح خطة العمل للسلام جاهزة، سيجري فتح الطريق لقمة السلام الثامية، في سبيل إنهاء الحرب، من أجل سلام عادل ودائم، وفق قوله.
وتسيطر روسيا تقريبًا على 20% من مساحة أوكرانيا، بينما لم تتحرك خطوط الجبهة بشكل واضح منذ نهاية 2022، رغم تصعيد متكرر ومعارك شرسة يخوضها الجانبان في واحدة من أكثر الحروب تأثيرًا بعد الحرب العالمية الثانية.
وشهد الأسبوع الماضي أكثر من 700 اشتباك عسكري بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية على الجبهة، كما نفّذت القوات الروسية أكثر من 100 هجوم على مواقع للقوات الأوكرانية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية.
وفي أيار الماضي، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر روسية، أن الرئيس الروسي مستعد لوقف الحرب في أوكرانيا، من خلال وقف إطلاق نار يجري التفاوض عليه ويعترف بخطوط ساحة المعركة الحالية، مع التلويح باستعداد للقتال إذا لم تستجب كييف والدول الغربية.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن بوتين أعرب لمجموعة صغيرة من المستشارين عن إحباطه بشأن ما يعتبره محاولات مدعومة من الغرب لإحباط المفاوضات، وقرار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إيقاف المحادثات.
كما قال مصدر رابع للوكالة، وهو مصدر رفيع المستوى عمل مع بوتين ولديه معرفة بالمحادثات رفيعة المستوى في سوريا، إن بوتين يمكن أن يقاتل بقدر ما يحتاج، لكنه مستعد أيضًا لوقف إطلاق النار لتجميد الحرب.