عروة قنواتي
قبل أيام انتهى عرض أسوأ أنواع المسلسلات في البلاد، بنسخته المحدثة والمطورة الذي حمل عنوان “فشل مستمر” من خلال خروج منتخب النظام السوري لكرة القدم من تصفيات كأس العالم عن القارة الآسيوية في دورها الثاني، أي ما قبل الدور الثالث والنهائي المؤهل لمونديال 2026.
مسح منتخب الساموراي الياباني بتمرينه الذي خاضه في هيروشيما الأرض والمدرجات بمنتخب السيد كوبر والسيد الحضري والسيد الخطيب والسيد رمضان والسيد معلا “قلم قايم” بخمسة أهداف دون رد، كان من الممكن أن ترتفع لـ9 لولا استعجال أصحاب الأرض ببعض الهجمات والكرات التي تناقلوها داخل منطقة الجزاء وليس خارجها.
مع بداية التصفيات والخطة التي تم على أساسها استقدام هيكتور كوبر لتحقيق حلم الوصول إلى المونديال بعد رفع عدد المقاعد عن قارة آسيا إلى 8، قلنا إن المدرب خبير وكبير وله سمعة وتاريخ، والظروف في البلاد لن تلائم عمله، وسيلعب بالمتاح من أفكاره ومن أسلوبه الدفاعي البحت الذي لن يقدم أي جديد لمنتخب النظام السوري.
جلبوا له المحترفين أصحاب الجنسية السورية، واستغنوا بأوامره وإرادته الكاملة عن بعض اللاعبين الذين خدموا المنتخب بلا إنجازات وحان وقت تصفيتهم على المستوى الدولي، اعتبروا الفوز على الهند في كأس آسيا والتأهل للدور الثاني في البطولة إنجازًا تاريخيًا، “وشغلوا الدبكة والطبل والزمر والعراضات”، وباعوا الكلام والخطب والشعارات، و”المونديال جاي بمنتخب العجايب ودقوا عالخشب يا حبايب”.
تعادل المنتخب مع ميانمار وعاد ليفوز إيابًا بسباعية، خسر من كوريا الشمالية بهدف ومن اليابان بخمسة، وكوبر طار كما طار محمود داوود، كما طار الحلم الذي ولد مشوهًا منذ المخاض الأول، والنتيجة لا تأهل للدور النهائي من التصفيات، وقد لا يكون هنالك تأهل لكأس آسيا في 2027، والعزاء فقط في كأس العرب، ماذا بعد؟
ذهب كوبر وجاء غيره، النتيجة واحدة والمبدأ نفسه والتصرفات كما هي، والتدخلات “على عينك يا تاجر”، وشعارات حب الوطن والتضحية لأجل الجماهير ورد الجميل لمكرمة القائد في الرعاية والعناية والوصاية مستمرة، معلا، رمضان، شمالي، خطيب، عقيل، سمك، لبن، تمر هندي.
وكما كتب أحد الزملاء بعد “الشرشحة” في هيروشيما أمام اليابان، “سيذكر التاريخ بأن مونديال 2030 سيقام ومنتخبات سوريا لم تتأهل للمونديال خلال 100 عام”.