حياكة “قصب الزل”.. موروث شعبي ومصدر دخل في دير الزور

  • 2024/06/16
  • 12:30 م
يستخدم أصحاب "البسطات" قصب الزل لحماية المواد من أشعة الشمس في بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي - 11 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

يستخدم أصحاب "البسطات" قصب الزل لحماية المواد من أشعة الشمس في بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي - 11 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

دير الزور – عبادة الشيخ

تعتبر صناعة وحياكة “قصب الزل” من الصناعات اليدوية التراثية الشعبية الموروثة، ومصدر رزق لكثير من العائلات في ريف دير الزور، وهي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

وتتنوع استخدامات “قصب الزل”، سواء في تصنيع الأدوات المنزلية كالسلال، أو في ربط عرائش العنب، وأسقف المنازل الطينية، وهناك من يستخدمها كسياج حول المنزل بدلًا من جدران الأسمنت لأن تكلفتها أقل.

إقبال على “الزل” صيفًا

في فصل الصيف، يزداد الطلب على حصائر و”رولات قصب الزل” المصنوعة محليًا، ويكثر استخدامها كشمسيات في باحات المنازل، وأمام المحال التجارية.

داوود الزير صاحب محل لبيع “قصب الزل” في ريف دير الزور الشرقي، قال لعنب بلدي، إن السكان يقبلون على شراء الحصائر المصنوعة من “قصب الزل”، ويستخدمونها في المنزل على شكل عرائش للوقاية من الشمس، أو أسقف في حظائر الحيوانات.

وتتراوح أسعار “الرول” حسب طريقة صناعته، فمنها تحاك بخيط “نايلون” ومنها بأشرطة حديدية، وتباع بـ75 ألف ليرة سورية لـ”الرول” بقياس ستة أمتار، وبـ25 ألف ليرة لقياس أربعة أمتار (الدولار يقابل 15000 ليرة سورية).

ويستخدم “قصب الزل” لربط عرائش العنب، ويبلغ سعر القصبة الواحدة خمسة آلاف ليرة سورية.

مهنة ومصدر دخل

ورثت الستينية فاطمة الخلف من قرية العرقوب بريف دير الزور الشرقي هذه المهنة من والدتها، ولا تزال عائلتها تعمل في صناعة حصائر “الزل”، بقياسات متعددة تتراوح بين ثلاثة وستة أمتار حسب الطلب.

وقالت السيدة لعنب بلدي، إن حياكة “الزل” مصدر رزق جيد لها، خاصة أنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير، وتتطلب أدوات بسيطة، وهي مخرز صغير وحجار للتثقيل وعددها عشرة.

وتبدأ العملية بجلب عدد من شبان العائلة لعيدان القصب من سرير نهر “الفرات”، وهناك نوعان، قاسٍ لا يكسر بسهولة، وآخر طري وفارغ من الداخل وسهل الكسر، ثم تبدأ عملية تنظيف العيدان من الحشائش، وحياكتها مع بعضها لتشكيل الحصائر.

وذكرت أنها تستطيع حياكة حصيرة أو كما تسمى محليًا “رول” من “الزل” بطول ستة أمتار خلال اليوم، أو حياكة اثنتين في حال كان حجمها أصغر.

وتبيع السيدة الحصيرة بقياس أربعة أمتار محاكة بخيط “النايلون” بـ20 ألف ليرة سورية، والحصيرة المحاكة بأشرطة حديدية بقياس ستة أمتار بـ75 ألف ليرة.

ويشكل العمل بصناعة “الزل” مصدر رزق لعائلة السيدة رهف الأحمد (37 عامًا) من مدينة هجين شرقي دير الزور، التي قالت لعنب بلدي، إنها ورثتها من جدها وجدتها، لافتة إلى أن الأهالي يقصدون منزلها لشراء الحصائر.

وذكرت أنها تصنع أربع حصائر إلى خمس يوميًا، بمساعدة شقيقتها، مضيفة أنها تذهب إلى الحويجة وسط نهر “الفرات” كل عشرة أيام تقريبًا لقص “الزل” (الحويجة بقعة ترابية وسط النهر، وتعرف باسمين “الحويجة” أو “الجزرة”)

وتعتبر رهف أن مهنة حياكة “الزل” من الأعمال الشاقة التي تحتاج إلى وقت وتركيز، لافتة إلى أن “الزل” يُستخدم في زينة المطاعم وأسقف أمام المحال التجارية وغيرها.

وتنتشر العديد من المهن التراثية في دير الزور، والتي لا تزال متداولة حتى يومنا هذا، وأبرزها صناعة الفراء، ولا يزال هناك من يرتديها ويحافظ عليها وتعد زيًا شعبيًا يرتديه الكبار والصغار في فصل الشتاء.

وتشكّل هذه المهن مصدر دخل للعائلات، إذ يتقاضى العامل 25 ألف ليرة سورية يوميًا، رغم ساعات العمل الطويلة، كما تعاني المنطقة من تدهور اقتصادي وتراجع القدرة الشرائية لدى الأهالي.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع