تعيش الأسواق في مدينة القامشلي نشاطها والزحام الاعتيادي المرتبط بالأعياد والمناسبات، ويتوافد سكان المدينة بحثًا عن مستلزمات مرتبطة بطقوس عيد الأضحى المبارك.
ويندفع الناس لتأمين احتياجاتهم من الملابس والأطعمة والمستلزمات الضرورية للاحتفال بهذه المناسبة، رغم ارتفاع الأسعار الذي ضرب أسواق المدينة خلال اليومين الماضيين.
نشاط كان مفقودًا
ريزان حسن، صاحب محل لبيع السكاكر في سوق مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي إن المواد الغذائية والحلويات تتصدر قائمة المشتريات لدى الزبائن، مشيرًا إلى أن الإقبال هذا العام يعتبر جيدًا جدًا مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف أن المبيعات جيدة هذا العام، لكن الزبائن يفضلون شراء السكاكر متوسطة الجودة نظرًا لأسعارها المناسبة، وتبدأ أسعار هذه السكاكر من 30 ألف ليرة سورية للكيلوجرام وتصل إلى 50 ألف ليرة بحسب، جودتها.
وتبدأ أسعار الشوكولا أيضًا من 60 ألف ليرة كحد أدنى وتزداد بحسب النوعية والجودة، وفق التاجر.
وأضاف ريزان أنه باع كميات جيدة من هذه الأنواع خلال الأسبوع الماضي، وتجاوزت مبيعاته من السكاكر متوسطة الجودة والشوكولا حوالي 20 كيلوجرامًا لكل صنف في اليوم الواحد، وفق ما قاله لعنب بلدي.
التاجر قال أيضًا إن الكميات التي بيعت من محله في القامشلي تعكس زيادة واضحة في حركة السوق والإقبال على شراء مستلزمات العيد، لم تكن موجودة منذ سنوات.
تقلبات الأسعار لم تثن السكان
وفق مراسلة عنب بلدي في القامشلي، شهد سوق القامشلي تقلبات بسعر صرف الدولار، نتج عنها ارتفاع في الأسعار، لكن الارتفاع الطفيف لم يخفف من الزحام في أسواق المدينة.
وكانت حركة الأسواق الطفيفة خلال الأسبوع الماضي مؤشرًا على أن الأسواق لن تشهد حركة جيدة في هذا الموسم، وفق ما قاله تجار لعنب بلدي، لكن الوضع تحسن بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين.
ووفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الاجنبية وصل سعر صرف الليرة السورية إلى 14800 ليرة مقابل كل دولار واحد.
شفان زينو، صاحب محل لبيع ملابس الأطفال في القامشلي، قال لعنب بلدي إن أسعار الألبسة لديه لم ترتفع مقارنة بعيد الفطر الماضي.
وأضاف أن الألبسة الصيفية التي تتميز بأسعارها المنخفضة مقارنة بالألبسة الشتوية خيار أمثل لعيد الأضحى هذا العام، خاصة بسبب ارتفاع درجات الحرارة الحالي، وهي الملابس التي لجأ لعرضها على واجهة محله خلال موسم العيد الحالي.
وأضاف شفان أن حركة الأسواق شهدت نشاطًا ملحوظًا خلال هذا الأيام الماضية، تزامنًا مع عروض وتخفيضات على الألبسة بمناسبة العيد.
ولفت إلى أن التخفيضات شملت جميع أنواع الألبسة ما أسهم في زيادة الإقبال على الشراء وتجديد خزانة الملابس للأطفال والكبار على حد سواء، وفق التاجر.
وتبدأ أسعار سترات الأطفال من 75 ألف ليرة سورية، بينما يباع البنطال بدءًا من 100 ألف ليرة، وتتفاوت الأسعار حسب النوعية والمقاس والجودة، وفق التاجر.
وأضاف أن معظم المحال التجارية تعرض مجموعة متنوعة من البضائع بأسعار مختلفة ما يتيح خيارات واسعة للزبائن في اختيار ما يناسبهم.
الوضع الاقتصادي متردٍ
يملك تيسير أمين محلًا للصرافة في مدينة القامشلي، وقال لعنب بلدي إن معظم أهالي المنطقة يتلقون مساعدات مالية (حوالات) من قبل أقاربهم الذين هاجروا إلى أوروبا، وأشار إلى أن هذه الحوالات تشكل جزءًا كبيرًا من مصادر دخل عائلات المدينة.
وأضاف تيسير أن هناك إقبالًا على محال الصرافة لتحويل العملات الأجنبية إلى العملة السورية، مع اقتراب عيد الأضحى.
ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لإحصائية صدرت في شباط الماضي، عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) حول أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي سوريا.
ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.