شهدت مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، خلال الأسبوع الماضي، ارتفاعًا ملحوظًا في حالات التسمم الغذائي والهضمي، خصوصًا بين الأطفال.
ورصدت مراسلة عنب بلدي في المنطقة، توافد أعداد كبيرة من الأهالي رفقة أطفالهم إلى المستشفيات.
وصاحبت الحالات المرضية، أعراض الحمى والقيء والغثيان.
وتُعزى هذه الحالات لتلوث مياه الصهاريج، الذي أدى إلى انتشار واسع للتسمم واضطرابات الجهاز الهضمي بين الأطفال.
ممرض في “المستشفى الوطني” (مشفى الشعب) قال لعنب بلدي إن المستشفى يستقبل يوميًا أكثر من 70 حالة تسمم، أغلبها من الأطفال، وبينهم من هم دون سن الخامسة.
وتتراوح أعمار المرضى بين أربع سنوات و20 عامًا، كما تظهر أحيانًا حالات تسمم لكبار السن، إلا أن الغالبية العظمى من المرضى هم من الأطفال.
طبيب الأطفال في مدينة الحسكة جاسم الجاسم قال إنه يستقبل في عيادته حالات كثيرة من الأطفال ممن يعانون من وهن عام وارتفاع درجات حرارتهم بالإضافة للشعور بالغثيان.
كما يتعرض بعض الأطفال للإصابة بالإسهال الحاد، وهو ما قد يعرض الجسم للجفاف والحاجة لدخول المشفى وتلقي العلاج، وفق الجاسم.
وأضاف أنه في الظروف الاعتيادية، يصاب الأطفال مع ارتفاع درجات الحرارة بأعراض مشابهة، ولكن العام الحالي شهد تضاعفًا في عدد الحالات.
ويعود السبب الرئيسي لحالات التسمم إلى المياه الملوثة التي تستخدم في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وكانت وكالة “هاوار” المحلية، والمقربة من “الإدارة الذاتية” المسيطرة على المنطقة، نقلت عن مصدر طبي داخل “مشفى الشعب”، وجود 1200 حالة مرضية تحمل الأعراض نفسها.
وتعاني الحسكة من نقص في المياه، بعد أضرار لحقت بمحطات الكهرباء المغذية لمحطة “علوك” في المضخة الرئيسية للمياه، ما دفع السكان لشراء مياه الصهاريج.
وتغذي محطة “علوك” مدينة الحسكة وريفها بالمياه، وتعتبر المصدر الرئيس للمياه لحوالي 460 ألف نسمة في مدينة الحسكة وتل تمر ومخيمي “الهول” و”العريشة”.
ووفق ما رصدت مراسلة عنب بلدي في الحسكة، يصل سعر صهريج الماء لـ75 ألف ليرة سورية.
وسبق أن أعلنت مديرية المياه في الحسكة، أن المحافظة وتل تمر وقراهما ومخيمي “واشوكاني” و”رأس العين” مناطق “منكوبة” تكاد تنعدم الحياة فيها بسبب أزمة المياه.
وأرجعت المديرية السبب إلى انقطاع مياه الشرب من محطة “علوك” الموجودة في مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري”، متهمة كلًا من روسيا والنظام السوري وتركيا بالوقوف وراء ذلك.
بينما تتهم أنقرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بقطع إمداد الكهرباء عن المحطة، وبالتالي توقف ضخ المياه.