منع عناصر يتبعون لـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب عددًا من الناشطين والشعراء والإعلاميين من المشاركة في فعالية بمناسبة ذكرى انشقاق المقدم حسين هرموش عن قوات النظام السوري.
وقال ناشطون وإعلاميون عبر صفحاتهم، إن حاجزًا عسكريًا يتبع لـ”الهيئة” منعهم من الدخول إلى بلدة إبلين في جبل الزاوية جنوبي إدلب (مسقط رأس هرموش)، وقال لهم إن الفعالية أُلغيت دون توضيح لأسباب المنع.
وقال مراسل قناة “الجزيرة” والشاعر صهيب الخلف في منشور عبر “فيس بوك” اليوم، الأربعاء 12 من حزيران، إن عناصر الحاجز طلبوا من الناشطين والشعراء المتوجهين إلى الفعالية الرجوع، ومنعوهم من الدخول إلى البلدة، واصفًا الحادثة بـ”تكميم الأفواه”.
وأضاف أن الناشطين وقفوا عند الحاجز لأكثر من 20 دقيقة، وأخبر الخلف خلالها المسؤول الإعلامي لكنه لم يعد إليه بأي خبر ولم يستجب الحاجز لمطالبهم بالدخول.
وأعرب الخلف عن “خيبة العيش مع سلطات يزعجها صوت الشعر، صوت الإنسانية، صوت الحق والحرية في كل مرة”.
وكتبت الصحفية سناء العلي أن “قمة القهر والذل حين يوقفك حاجز ويمنعك الوصول إلى وجهتك، لأنك إعلامي فقط، ولأنهم خائفون من تغطيات لا يريدون نقلها للناس”.
وكان من المقرر إقامة فعالية لذكرى انشقاق المقدم حسين هرموش عن قوات النظام وتشكيله “لواء الضباط الأحرار” نواة “الجيش السوري الحر” في بلدة إبلين.
ولم تصدر “هيئة تحرير الشام” أو وزارة الإعلام في حكومة “الإنقاذ” المظلة السياسية لـ”الهيئة” أي توضيح عن أسباب منع الناشطين والشعراء والإعلاميين من الوصول إلى الفعالية.
مصير مجهول بعد 13 عامًا
في 9 من حزيران 2011، أعلن المقدم حسين هرموش انشقاقه عن قوات النظام السوري، لما يقوم به النظام من “عمليات قتل جماعي للمدنيين العزل في جميع أنحاء سوريا”.
وذكر هرموش حينها أن من أسباب انشقاقه أيضًا، توريط ضباط وصف ضباط أفراد الجيش وإجبارهم على مداهمة المدن والقرى الآمنة، وارتكاب المجازر الجماعية، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وخاصة مجزرة “جسر الشغور” في 4 من حزيران 2011.
أسس هرموش عقب انشقاقه “لواء الضباط الأحرار”، وقاد أول عملية مسلحة ضد قوات النظام، وذلك من خلال التصدي لهجوم على منطقة جسر الشغور غربي إدلب، حيث اتهم بقتل ما لا يقل عن 120 عنصرًا من قوات الأمن آنذاك.
خرج هرموش بعد ذلك نحو تركيا، وأقام فيها شهرين قبل أن يختطف على أراضيها في 29 من آب 2011، ويسلم في عملية مخابراتية إلى النظام السوري، الذي بث اعترافاته في 15 من أيلول للعام نفسه.
وعقب إلقاء القبض عليه، اجتاحت قوات النظام قرية إبلين، مسقط رأس هرموش، وهدمت 15 منزلًا لعائلته وأقاربه، واعتقلت عددًا من أبناء إخوته وأعيدوا جثثًا إثر التعذيب.
وتعد عملية اختطاف هرموش من ضمن عمليات استخباراتية تم تنفيذها بشكل سري داخل الأراضي التركية والسورية بعد 2011.
ولا توجد أي معلومات عن مصير المقدم حسين هرموش، بعد ظهوره على وسائل إعلام النظام السوري، وكانت قد نشرت صورة لجثة من معتقلات النظام قيل إنها له، دون التأكد من صحتها.