أعلنت وزارة الداخلية الكويتية اليوم، الأربعاء 12 من حزيران، ارتفاع عدد الوفيات جراء اندلاع حريق في مبنى يقطنه عمال أجانب في منطقة المنقف التابعة لبلدية الأحمدي جنوبي الكويت إلى 49 شخصًا.
وذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية، نقلًا عن مصدر أمني لم تسمِّه، أن “الحريق شبّ في الساعة السادسة من صباح اليوم، في بناء مكون من 6 طوابق يقطنه عمال أجانب، حيث توفي أغلب الأشخاص بسبب الاختناق لتصاعد الأدخنة من الحريق الذي اندلع في الطابق الارضي وانتشر في جميع أرجاء البناء، حيث لم يستطيعوا الخروج من ممرات الطوارئ”.
وروى عدد من شهود العيان لصحيفة “القبس” الكويتية تفاصيل الحريق، حيث أكدوا أن مشهد ألسنة النيران والدخان المتصاعد من البناء كان “مرعبًا”، وأن كثافة الدخان دفعت أحد قاطني البناء من العمال إلى القفز من الطابق الخامس، حيث اصطدم رأسه بحافة الشرفة ولقي حتفه على الفور.
وأضافوا أن رجال الإطفاء حضروا إلى موقع الحريق وتمكنوا من السيطرة على النيران، لكن المشكلة أن الحريق نشب في الصباح الباكر بينما كان سكان البناء نائمين، ما أدى إلى اختناق العشرات منهم بسبب كثافة الدخان الذي أغلق كل المنافذ والممرات داخل المبنى.
#الأحداث_الكويتية: كارثة مروعة في #المنقف
حريق هائل يودي بحياة أكثر من 35 شخصًا وإصابة العشرات #الكويت #فيديو #حريق pic.twitter.com/M0XPuqsWCb— الأحداث الكويتية (@altalka24) June 12, 2024
بدوره، أمر وزير الداخلية الكويتي، الشيخ فهد اليوسف، باعتقال مالك وحارس المبنى الذي شهد الحريق، للتحقيق ومعرفة ما إذا كان هناك أي تقصير أو إهمال، مضيفًا أنه تفاجأ بأن البناء يقطنه 196 شخصًا.
ووصف اليوسف ما حدث بأنه “كارثة حقيقية”، مبينًا أن الحادثة كانت نتيجة لجشع وطمع أصحاب الشركات والأبنية.
وأمهل اليوسف أصحاب العقارات المخالفة حتى صباح غد لإزالة المخالفات، وفق ما ذكرت صحيفة “القبس“.
بدوره قال مدير الإعلام الأمني بوزارة الداخلية الكويتية، العميد ناصر أبو صليب، إن وزارة الداخلية فتحت تحقيقًا للكشف عن أسباب الحريق، مضيفًا أن هناك إجرءات مشددة ستتخذ بحق المخالفين للقانون من ملاك العقارات، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
كما قررت وزيرة الأشغال العامة الكويتية، نورة المشعان، توقيف جميع قيادات فرع بلدية الأحمدي التي يقع البناء ضمنها عن العمل بسبب الحريق وإحالتهم للتحقيق، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكويتية.
ولم يُفصح المسؤولون الكويتيون عن جنسيات العمالة الأجنبية التي كانت تسكن في المبنى، لكن السفير الهندي لدى الكويت ذكر أن المبنى يقيم فيه مواطنون هنود.
وقال السفير الهندي، أدارش سويكا، في تصريحات لصحيفة “الراي” الكويتية، إنه “فور ورود البلاغ بوجود حريق في أحد الأبنية التي يقيم بها بعض من أبناء الجالية الهندية، توجه لمقر الحادث للاطمئنان”، مشيرًا إلى أنهم ينتظرون نتائج تحقيقات السلطات الكويتية.
وكانت الكويت شهدت عام 2009 حريقًا أودى بحياة أكثر من 50 شخصًا، بعدما أضرمت امرأة النار في خيمة عرس زوجها في منطقة العيون بمحافظة الجهراء.