اقترح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على تركيا مواصلة العمل بصيغة “أستانة” لما قال إنها “الحرب المشتركة ضد الإرهاب” في سوريا، وتطبيع العلاقات التركية معها، بعد نحو أسبوعين من دخول العراق على خط الوساطة بين دمشق وأنقرة.
وخلال لقائه وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قال بوتين، “لعبنا معًا دورًا مهمًا للغاية في حل الأزمة السوري”.
وتابع،” أعتقد أنه سيكون من المناسب مواصلة صيغة (أستانة)، ومحاربة الإرهاب والقيام بكل ما يعتمد علينا، حتى يعود الوضع إلى طبيعته في هذا الاتجاه الذي هو الأهم بالنسبة لنا”، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية، مساء الثلاثاء، 11 من حزيران.
ومن المقرر أن يلتقي بوتين بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أستانة، خلال الأسبوع الأول من تموز المقبل.
وفي 24 و25 من كانون الثاني الماضي، انعقدت الجولة الـ21 من مباحثات “أستانة”، الذي بدأ في كانون الثاني 2017، وتخلله لقاءات لقادة ثلاثة دول حاضرة في المسار (تركيا وإيران وروسيا)، وتشارك في اجتماعاته عادة وفود وممثلين عن النظام السوري والمعارضة، وهيئات من الأردن والعراق ولبنان، بصفة مراقبين.
حديث بوتين عن التطبيع التركي مع النظام السوري جاء بعد موجة تصريحات عراقية وتركية، ومن النظام السوري أيضًا، حول مستقبل العلاقات التركية مع دمشق.
في 5 من حزيران، ذكر مصدر حكومي عراقي أن اجتماعًا سيعقد قريبًا بين مسؤولين من النظام السوري وتركيا، في العاصمة العراقية، بغداد.
وبحسب ما نقلته وكالة “شفق نيوز” العراقية عن مصدر حكومي مطلع لم تسمِّه، فإن مساعي العراق لتذويب الخلافات بين سوريا وتركيا، ومحاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، أثمرت عن لقاء سيجمع مسؤولين من دمشق وأنقرة في بغداد خلال الفترة المقبلة.
وقبل يوم واحد فقط من الاتصال، وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني، في دمشق، قال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن الشرط الأساسي لأي حوار سوري- تركي هو إعلان أنقرة استعدادها للانسحاب من الأراضي السورية، مضيفًا، “نحن لا نتفاوض مع من يحتل أراضينا”.
كما طالب بتعهدات تركية دقيقة تعكس التزام أنقرة بالانسحاب من الأراضي السورية “التي تحتلها”، ووقف دعمها للتنظيمات “الإرهابية”، وفق ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قال في 31 من أيار الماضي، إن العراق لعب دورًا كبيرًا في إقامة علاقة بين السعودية وإيران، ولم يكن الوضع سهلًا، لكن العراق نجح في ذلك.
وأضاف، “نحاول خلق مثل هذا الأساس للمصالحة والحوار بين سوريا وتركيا”، لافتًا إلى إجرائه مناقشات مستمرة حول الأمر مع الرئيس التركي، ورئيس النظام السوري، وآملًا أن تكون هناك بعض الخطوات في هذا الصدد قريبًا.
وتشدد أنقرة باستمرار على مطالبها وشروطها للذهاب في علاقات سياسية طبيعية مع دمشق، وجدد التأكيد عليها وزير الدفاع يشار غولر، في 1 من حزيران، حين أبدى استعداد بلاده للانسحاب العسكري من سوريا، ضمن أطر وشروط محددة ليست جديدة بالنسبة لأنقرة.
وقال إن المفاوضات مع النظام السوري تجري بين أربعة أطراف، هي إيران وتركيا والنظام السوري وروسيا، والهدف التوصل إلى حل سياسي في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن (في إشارة إلى القرار 2254).
وأضاف غولر، “نحن مستعدون لدعم إقرار دستور شامل وإجراء انتخابات حرة وتوفير بيئة تطبيع وأمنية شاملة، وبعد أن يتم ذلك، ويجري ضمان أمن حدودنا بشكل كامل قد نفكر في الانسحاب إذا لزم الأمر”، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية، منها “Odatv”.