اعتقلت مجموعة مسلحة من “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) أعضاء في “المجلس الوطني الكردي” بمدينة الحسكة خلال مداهمتين نفذتهما في مدينتي المالكية شرقي الحسكة، وعامودا شمالها.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) اعتقلت، الأحد 9 من حزيران، شخصين خلال مداهمة نفذتها ليلًا في المالكية وعامودا، دون معرفة الأسباب.
ونشرت صفحات محلية إخبارية عبر “فيس بوك” منها صفحة “Neynik” صور المعتقلين، وهما فواز بنكو، وبيريفان إسماعيل، مشيرة إلى أن مجموعة مسلحة تتبع لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، الذي يشكل عماد “الإدارة الذاتية” صاحبة السيطرة على شمال شرقي سوريا، اعتقلتهما بريف الحسكة.
من جانبه، قال “المجلس الوطني الكردي“، الاثنين، عبر بيان، إن مسلحين من “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) اعتقلوا عضو الهيئة القيادية لحزب “الوحدة الديمقراطي الكردستاني”، وعضو “المجلس الوطني الكردي” فواز صالح بنكو.
وأضاف أن المجموعة نفسها اعتقلت الناشطة الإعلامية في “المجلس الوطني” بيريفان فؤاد حاج إسماعيل، واقتادوهما إلى جهة مجهولة “تحت تهديد السلاح، وترهيب ذويهم وسكان الحي”.
واعتبر “المجلس” أن هذه المداهمات والاعتقالات هي سياق في حملة اعتقالات وتضييق “ممنهجة” ضد أعضائه وضد الصحفيين والناشطين، سبقتها حملة إحراق عشرة مكاتب للمجلس وأحزابه منذ آذار الماضي، وفق البيان.
وأشار إلى أن “الاتحاد الديمقراطي” اعتقل خلال الشهر الماضي أعضاء من “المجلس الوطني” ليصل عدد مجمل المعتقلين إلى 11 شخصًا بينهم أربعة صحفيين.
وناشد “المجلس الوطني الكردي” التحالف الدولي بقيادة أمريكا للتدخل وإطلاق سراح كافة “المختطفين” لدى حزب “الاتحاد الديمقراطي”، ودعا المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذه الممارسات.
ويشكل حزب “الاتحاد الديمقراطي” عماد “الإدارة الذاتية” صاحبة السيطرة على شمال شرقي سوريا، ويعتبر جناحها العسكري “وحدات حماية الشعب” المتحكم بمفاصل القرار داخل “قسد”.
وتتهم جميع التشكيلات العسكرية والسياسية التي تسيطر على المنطقة بالتبعية لحزب “العمال الكردستاني” (PKK) المدرج على “لوائح الإرهاب” في تركيا والولايات المتحدة، ودول أوروبية.
ومنذ سنوات تتكرر الهجمات على مكاتب “الوطني الكردي” شمال شرقي سوريا، ودائمًا ما يتهم “المجلس” مجموعة مسلحة تنتمي لـ”الاتحاد الديمقراطي” و”العمال الكردستاني” تعرف باسم “الشبيبة الثورة” (جوانين شوركر).
وتكررت الإدانات الأمريكية للهجمات المشابهة، ما دفع “الإدارة الذاتية” وجناحها العسكري “قسد” للحديث عن إعادة إحياء الحوار “الكردي- الكردي” عام 2022، وهو ما لم يحصل حتى اليوم.
وبينما تدعم أمريكا ودول أوروبية “قسد” المتحالفة مع حزب “العمال الكردستاني” (PKK)، يلقى الطرف الرئيس المقابل “المجلس الوطني الكردي” دعمًا من أربيل وتركيا، وهو عضو في “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية”.
وتتركز محاور الحوار حول إشراك “المجلس الوطني” بإدارة مناطق سيطرة “قسد” شمال شرقي سوريا، والسماح بانخراط جناحه العسكري “بيشمركة روج” في إدارة مناطق شرق الفرات أمنيًا وعسكريًا.
ويتركز الخلاف بين الأطراف على نقطة إدارة المنطقة، إذ ترفض “قسد” السماح لـ”المجلس الوطني” بالانخراط في الإدارة العسكرية والسياسية والأمنية، وتفضّل استثمارها منفردة.
اقرأ أيضًا: الحوار الكردي- الكردي تفشله معركة “تقاسم السلطة”