تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأضاحي مقارنة بالعام الماضي، وإقبالًا ضعيفًا على الشراء، بالتزامن مع قرب عيد الأضحى.
وفق جولة لمراسل عنب بلدي في سوق الأضاحي، فإن سعر الأضحية من الغنم تراوح بين ثلاثة ملايين وأربعة ملايين ليرة سورية بوزن 35 كيلوغرامًا من اللحم الصافي.
أما الأضاحي التي يزيد وزنها على 45 كيلوغرامًا، فقد تراوح سعرها بين خمسة ملايين وسبعة ملايين ليرة سورية، بينما يبدأ سعر الماعز من مليوني ليرة.
وتباع الأبقار بالدولار الأمريكي، ويتراوح سعرها بين 2500 دولار و4000 دولار.
وتتراوح أجور المياومة في رأس العين بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا)، وتختلف حسب عدد ساعات العمل ونوعية المهنة، سواء كانت زراعية أو إنشاءات.
ارتفاع غير مسبوق
يعتبر معظم سكان رأس العين أن الأضحية جزء أساسي من تقاليدهم، ويحرصون على شرائها بوقت مبكر قبل عيد الأضحى نظرًا إلى ارتفاع أسعارها في الأيام القليلة التي تسبق العيد.
محمد القواص، من بلدة تل حلف القريبة من سوق المواشي، قال لعنب بلدي، إنه بدأ بجمع مبلغ لشراء الأضحية منذ أكثر من سبعة أشهر استعدادًا لعيد الأضحى.
وذكر أنه لم يجد أضحية تناسب المبلغ الذي جمعه، و اضطر للاستدانة لإكمال المبلغ اللازم ، مضيفًا أن معظم “السماسرة” في سوق الماشية لا يرضون بأرباح معقولة، إذ يضيفون أكثر من 30% كأرباح عند بيع الأضاحي.
أما مصطفى خضر من مدينة رأس العين، فقال لعنب بلدي، إنه قرر مع إخوته الثلاثة الاشتراك في شراء أضحية، نظرًا لعدم قدرتهم على شراء أضحية لكل شخص منهم، واشتروا كبشًا بسعر 9 ملايين ليرة سورية.
ولولا مساهمة إخوته في دفع جزء من المبلغ هذا العام، لما تمكنوا من شراء أضحية العيد، حسب قوله.
التصدير وتوفر المراعي يرفعان الأسعار
حسناوي العلي، مربي وتاجر أغنام في سوق الماشية برأس العين، وصف حالة السوق بـ”الراكدة”، وقال لعنب بلدي، إنه يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 30 عامًا، ولم يشهد مثل هذا الركود في بيع الأضاحي.
وأوضح أن الإقبال حاليًا يقتصر على بعض المنظمات والجمعيات المحلية التي تقوم بشراء الأضاحي وتوزيعها خلال عيد الأضحى على الأهالي.
وأضاف أن السكان يشترون الماعز أو النعاج كبيرة السن بسبب أسعارها المنخفضة نسبيًا مقارنة بالأكباش والخراف.
وأشار إلى وجود عدة عوامل تسببت في ارتفاع أسعار المواشي، أهمها توفر العلف والمراعي بمساحات وكميات كبيرة في رأس العين، وتصدير الأغنام إلى تركيا للتجار الأتراك، الذين بدورهم يبيعونها لدول الخليج.
وتعد تربية الأغنام في منطقة رأس العين وأرياف المنطقة الشرقية في سوريا من أعمدة الاقتصاد المحلي، وتشكل سلالة “العواس” الجزء الأكبر من ماشية تربية الأغنام في رأس العين، إلى جانب وجود أنواع مهجنة “الحمداني” و”الحموية”.
ووفقًا لإحصائيات مديرية الزراعة في رأس العين، فإن حوالي 2750 عائلة تعتمد بشكل أساس على تربية المواشي كوسيلة رئيسة للعيش.
ويعاني قطاع الثروة الحيوانية في رأس العين نقصًا مستمرًا في الأدوية البيطرية وارتفاع أسعارها، ووصول أدوية منتهية الصلاحية من معابر غير نظامية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حسب تقرير سابق أعدته عنب بلدي.
وتكبدت الثروة الحيوانية والزراعية في رأس العين خسائر كبيرة نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة في العامين السابقين، وتشير تقديرات المجلس المحلي إلى أن عدد الأغنام النافقة بلغ نحو 100 ألف رأس، كما تصحرت أجزاء من الأراضي الزراعية، وجفت آبار الري.