الكلاب الشاردة تثير هلع الأهالي في اللاذقية

  • 2024/06/09
  • 1:52 م
تنتشر الكلاب الشاردة داخل شوارع حي الأوقاف باللاذقية - 7 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

تنتشر الكلاب الشاردة داخل شوارع حي الأوقاف باللاذقية - 7 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

اللاذقية – ليندا علي

على إحدى الزوايا المؤدية إلى حي الأوقاف بمدينة اللاذقية، يجد أحد الكلاب الشاردة فسحة للراحة بجانب حاويات القمامة التي تناثرت محتوياتها بفعل بعض الفقراء الذين يجدون فيها ما يمكن أن يسد رمقهم، أو ما يمكن أن يبيعونه كالخبز اليابس وبقايا البلاستيك.

للوهلة الأولى، يبدو الكلب مسالمًا، إلا أن معظم المارة كانوا يتحاشون المرور بقربه، خوفًا من عضة قد لا يتوفر المصل اللازم لمكافحة آثارها.
قالت سناء (41 عامًا) التي تعيش في ضاحية بسنادا، إن انتشار الكلاب في شوارع المدينة وضواحيها ازداد خلال العامين السابقين، دون أن تجد تفسيرًا للظاهرة التي منعتها من ممارسة رياضة المشي مساء خوفًا من هجوم ما.

وأضافت أنها اعتادت وجاراتها المشي كرياضة يمارسنها، بعد ارتفاع أجور النوادي الرياضية لأكثر من 100 ألف ليرة شهريًا، قبل أن يتوقف النشاط الذي كان يتيح لهنّ تفريغ الضغوط النفسية خوفًا من الكلاب، التي حتى وإن لم يسمعوا عن مهاجمتها لأحد إلا أنها تثير رعبًا في داخلهن.

انتشار كثيف في الليل

لا يكاد يحل الليل حتى يُسمع صوت نباح الكلاب في معظم أحياء المدينة، سواء تلك الرئيسة مثل الزراعة والمشروع العاشر، أو الشعبية مثل الصليبة والدعتور، أو الضواحي مثل سقوبين وبسنادا.

ويمكن ملاحظة الكلاب الشاردة في الشارع بعد الـ12 ليلًا، حين تخف حركة البشر، كما قالت الجامعية لينا (22 عامًا)، التي تعيش في حي الطابيات، وأضافت أنها ترى يوميًا أربعة أو خمسة كلاب على الأقل في الشوارع ليلًا، بينما تكون على شرفة منزلها، خصوصًا أمام الحاوية القريبة.
وتابعت الشابة أنها تراقب المعارك بين الكلاب والقطط، بينما ترتفع الأصوات بمشهد لم يكن حتى سكان الريف يرونه قبل عدة سنوات، فكيف الحال داخل المدينة.

ويساعد التقنين الكهربائي على انتشار تلك الحيوانات بكثافة، فمن المعروف أن الحيوانات عمومًا تبتعد عن الضوء، وربما هذا ما يفسر انتشارها بتلك الكثافة مقارنة بما قبل أربع أو خمس سنوات.

عضة كلب تكلف 75 ألف ليرة

خلال كانون الثاني الماضي، كان جعفر (28 عامًا) بالقرب من أحد محال البقالة بمدينة اللاذقية، ولم تكن الساعة قد تجاوزت التاسعة والنصف مساء، حين رأى كلبًا في الشارع حاول اللعب معه قليلًا، ليتفاجأ به يهاجمه ويعضه في ساقه.

أُسعف الشاب إلى المستشفى “الوطني” للحصول على مصل مضاد لداء الكلب أو السعار، وتقديم الإسعافات الأولية له، وهناك أخبره الممرض أن المصل عبارة عن نوعين من الدواء لا يتوفر لديهم سوى نوع واحد.

ذهب شقيقه ليشتري له الأمبولة بسعر 75 ألف ليرة، ومن ثم تخلط بالدواء المتوفر في المستشفى “الوطني” باللاذقية ويحصل على اللقاح.
عضة الكلب كلفت جعفر 75 ألف ليرة، لعدم توفر الدواء الذي يؤكد مسؤولون في تصريحات رسمية توفره في كل مستشفيات الدولة.

وفي شباط الماضي، قال مدير الأمراض المزمنة والسارية في وزارة الصحة، زهير السهوي، إن اللقاح والمصل اللازمين بعد عضة الكلاب الشاردة موجودان في كل المحافظات، وهو ما يتعارض مع حادثة جعفر الذي اضطر لشراء المصل من صيدلية خارج المستشفى.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع