التسول ينتشر في دير الزور.. لا جهود لمكافحته

  • 2024/06/09
  • 10:39 ص
سوق مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي 9 من آيار 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

سوق مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي 9 من آيار 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

دير الزور- عبادة الشيخ

في مدينة دير الزور حيث يسيطر النظام السوري، صارت مشاهدة أطفال دون سن العاشرة يتجولون بين المحال التجارية وفي الشوارع بحثًا عمن يمنحهم المال أو الطعام، ويستمرون في ذلك حتى ساعات متأخرة من الليل، أمرًا طبيعيًا، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، وغياب الدور الفعال لمكافحة هذه الظاهرة.

ابتسام كنعان، وهي من سكان حي القصور بمدينة دير الزور، قالت لعنب بلدي، إن ظاهرة التسول صارت مصدر إزعاج لها ولآخرين، بسبب كثرة المتسولين الذين يلجؤون لأساليب مزعجة، خاصة مع الفتيات والنساء.

وأضافت أنها في كل مرة تخرج من منزلها مؤخرًا، تلتقي بأطفال يشدون حقيبتها ويمسكون ملابسها كنوع من الاستعطاف لدفعها نحو إعطائهم المال.

وأضافت أن البعض يحاول سرقة الهواتف أو الحقائب التي تحملها الفتيات، مشيرة إلى أن الجهات المعنية لا تتدخل لوقف هذه التصرفات.

من جانبه، قال عبد الحميد الجاسم (44 عامًا)، ويعمل مدرسًا بمدينة دير الزور، إن التسول أصبح مهنة للكثيرين، حيث لا يتطلب جهدًا أو رأس مال.

وأضاف لعنب بلدي أن بعض العائلات ترسل أبناءها إلى الشوارع والأسواق والمقاهي الشعبية للتسول واستعطاف المارة لجمع المال، كما أن الظاهرة لم تعد تقتصر على جنس أو عمر معين، إذ صارت مشاهد انتشار أطفال وفتيات ونساء ورجال كبار في السن يفترشون الأرصفة ويتسولون أمرًا يوميًا.

ووفق سكان المدينة ممن تواصلت معهم عنب بلدي، تغيب المنظمات أو الجمعيات المتخصصة بتقديم المساعدة للمحتاجين أو التي توفر أي نوع من أنواع الدعم لهم.

الأوضاع الاقتصادية سبب

تلعب الأوضاع الاقتصادية دورًا في انتشار التسول بالمدينة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية، إذ لا فرص للعمل، ولا مشاريع تشهدها أحياء المدينة قد تسهم بتشغيل أبنائها.

أميرة (34 عامًا) أم لأربعة أطفال، تقيم في مدينة دير الزور، قالت لعنب بلدي، إن حاجة عائلتها لأساسيات الحياة دفعت بها للشوارع قاصدة المارة في الأسواق، بحثًا عمن يعطيها بعض المال.

وأضافت أميرة (تحفظت على ذكر اسمها كاملًا لأسباب اجتماعية) أن وضع عائلتها المادي صار مترديًا بعد إصابة زوجها بقذيفة عام 201‪6، جعلته حبيس المنزل، غير قادر على العمل.

ولأنه لا معيل لها، ولم تجد فرصة تساعدها على تأمين تكاليف العيش، إذ لا تملك أي شهادة أو حرفة تتقنها، فضلت النزول إلى الشارع للتسول.

أميرة قالت إنها حاولت جاهدة الحصول على عمل في التنظيف بإحدى المؤسسات الحكومية لكنها لم تتمكن من تأمين “واسطة” تدفع بقبولها في هذه الوظيفة.

ومع مرور الوقت، ارتأت أميرة أن وقوفها في الطريق وطلب المال من المارة “في سبيل الله” أهون من الانجرار خلف أناس يطلبون الكثير مقابل مساعدتها على العمل.

وأضافت أن بعض المتنفذين في دير الزور طلبوا منها “خدمات جنسية” مقابل مساعدتها في الحصول على وظيفة، لكنها قطعت تواصلها معهم.

وتجني أميرة، وفق ما قالته لعنب بلدي، خلال اليوم الواحد، مع طفلتها ذات التسعة أعوام حوالي 25 الفًا، لكن المبلغ ليس كافيًا لمستلزمات الحياة الأساسية.

وحاولت عنب بلدي التواصل مع أفراد امتهنوا التسول في شوارع مدينة دير الزور، لكن معظمهم رفض الإجابة عن الأسئلة.

الوضع “قاتم للغاية”

خلال لقاء خاص مع قناة “العربية“، أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، مسحًا سريعًا لأبرز القضايا العالقة في الملف السوري، بدءًا بقضية المعتقلين والمفقودين، والأزمة الاقتصادية والإنسانية، وصولًا إلى وجود نحو 12 مليون نازح داخليًا.

وقال، “الأسد لا يستطيع تحديد نتيجة النزاع في سوريا، ولا الروس ولا الإيرانيون ولا الأتراك ولا الأمريكيون، ولا أحد”، معتبرًا أن الوضع في سوريا “قاتم للغاية” بوجود نحو 16.9 مليون بحاجة إلى مساعدة إنسانية وتسعة من كل 10 أشخاص يعانون الفقر.

في سوريا، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لإحصائية صدرت في 12 من شباط الماضي عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) حول أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي سوريا.

ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع