عين إسرائيلية على الجولان وسط استعداد للحرب في لبنان
يتجه الجيش الإسرائيلي لتدمير قدرات الميليشيات الإيرانية في عمق الأراضي السورية والعراق، في وقت يدرك به كبار مسؤولي الجيش أن “المناورة” في لبنان ستفتح جبهة أخرى، على الأقل في الجولان.
وبحسب تقرير لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، اليوم الجمعة 7 من حزيران، فالمستوطنون يتجنبون زيارة المزارع في الجولان، سيما أن عشرات حرائق الغابات والمراعي اندلعت خلال الأيام الماضية في الهضبة الشمالية.
كما أن الضربات الإسرائيلية المكثفة مؤخرًا في لبنان، دفعت “حزب الله” اللبناني لزيادة مدى إطلاق النار للأهداف العسكرية في هضبة الجولان، إلى جانب إعداد ساحة القتال لليوم الذي ستقوم به إسرائيل بـ”خطوة مهمة” في لبنان، وفق التقرير.
وأشارت الصحيفة إلى تعيين العقيد بيني كانتا، قبل شهر ونصف، قائدًا للواء “474” في منطقة هضبة الجولان، ودعته للانتباه إلى الشرق، نحو الساحة السورية، وإلى عمق العراق، في وقت يتلقى به رسائل على شكل صواريخ وطائرات دون طيار من سوريا، والساحة الشمالية في لبنان.
ويطلق “حزب الله” يوميًا تقريبًا صواريخ أو صواريخ مضادة للطائرات على مرتفعات الجولان، من لبنان، مع فارق بين الحدود السورية والحدود اللبنانية بالنسبة لإسرائيل، يتجلى ببقاء حالة التهدئة على الحدود السورية خلال ثورات الربيع العربي، بمراقبة من قوات الأمم المتحدة العاملة على مراقبة اتفاق فصل القوات (يونيفيل)، على خلاف الوضع على الحدود اللبنانية، بحسب التقرير.
الصحيفة تحدثت عن سيطرة إيران على مناطق واسعة في سوريا وتقديمها تضحيات لإنقاذ حكم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى جانب هجرة آلاف الإيرانيين الشيعة من شمالي وغربي إيران، إلى سوريا.
ورغم تسميتهم بـ”ميليشيات موالية لإيران”، لكنهم من الناحية العملية مقاتلون إيرانيون تحت إمرة “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”.
كما يعمل الجيش الإسرائيلي على تحسين الاستعداد في الجولان عبر زيادة التدريب وتحسين وسائل الهجوم والإنذار، وتحسين خط التحصينات وتنفيذ العمليات الهندسية.
ولأن الجيش الإسرائيلي يسعى لتدمير قدرات الميليشيات الإيرانية في عمق سوريا والعراق، فالجيش ينتشر على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وفي المنطقة الأمنية، وهي جزء من مئات الأمتار يعرف بأنه منطقة إسرائيلية، خلف السياج الحدودي، وفق “معاريف”.
من جانبها، حذرت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من فكرة “حرب محدودة” في لبنان، مشيرة إلى أن خطوة من هذا النوع قد تدفع إيران للتدخل.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن هناك قلقًا في صفوف الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع من أن الوضع في لبنان يصل إلى نقطة تحول، ففي وقت تحاول به الولايات المتحدة وفرنسا التوصل إلى حل دبلوماسي لتقليل التوترات على الحدود، لكن تقدمًا لم يجري إحرازه بعد.
وتعتقد إدارة بايدن أن من المستحيل استعادة الهدوء على حدود لبنان دون وقف إطلاق نار في غزة.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة بايدن تعتقد أن “حربًا محدودة” في لبنان، أو “حربًا إقليمية صغيرة” هي خيار واقعي، لكن سيكون من الصعب منعها من الاتساع والامتداد.
بينما قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن إدارة بايدن حذرت إسرائيل من أن الغزو البري للبنان، حتى لو كان فقط في المناطق القريبة من الحدود، من المرجح أن يدفع إيران إلى التدخل، وقد تغمر ميليشيات موالية لإيران من سوريا والعراق وحتى اليمن، لبنان، للمشاركة في القتال.
والأربعاء الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة لا تزال قلقة للغاية بشأن خطر التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية في لبنان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال في 5 من حزيران، إن إسرائيل مستعدة للقيام بعمل “قوي للغاية” في شمال إسرائيل (في إشارة إلى جنوبي لبنان).
وبيّن نتنياهو أن إسرائيل ستعيد “الأمن بطريقة أو بأخرى” في منطقة استهدفتها جماعة “حزب الله” اللبناني خلال أشهر من التصعيد على الحدود، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وأضاف نتنياهو، “من يعتقدون أن بإمكانهم إيذائنا وأننا سنقف مكتوفي الأيدي يرتكبون خطأ كبيرًا، نحن مستعدون لعمل قوي للغاية في الشمال”.
اقرأ المزيد: لاستعادة الأمن.. نتنياهو يلوّح بعمل “قوي للغاية” جنوبي لبنان
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :