رحب رئيس الوزراء اللبناني المؤقت، نجيب ميقاتي، ببيان صادر عن دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، لوقف التصعيد جنوبي لبنان.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام (حكومية لبنانية) عن ميقاتي اليوم، الجمعة 7 من حزيران، قوله، إن الأولوية هي التوصل لوقف التصعيد.
وصدر عن بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأمريكا، أمس الخميس، بيان مشترك، دعا لوقف التصعيد جنوبي لبنان.
ويأتي الموقف الذي تضمنه البيان، في ظلّ تحذيرات من توسيع دائرة الصراع، ليخرج عن إطار “قواعد الاشتباك” المرسومة منذ حرب تموز في 2006، والإعلانات المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله” حول استهدافات عسكرية.
وقالت الوكالة اليوم، إن عدة غارات جوية استهدفت بين الأمس واليوم مناطق جنوبي لبنان، بما في ذلك كسارة العروس وديرميماس ومناطق واقعة بين علما الشعب والضهيرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم عن قصفه بنى تحتية عسكرية تابعة لـ”حزب الله” جنوبي لبنان، وفق ما نشره في حسابه على “إكس“.
من جهتها نشرت مجلة “The Economist” الأمريكية الخميس، تقريرًا أشارت خلاله لـ”تزايد الحديث عن حرب واسعة النطاق بين إسرائيل ولبنان”.
وقالت إن إسرائيل والحزب يفضلان تفادي الحرب، إلا أن هذا الأمر أصبح أكثر صعوبة.
وأوضحت أن الأسابيع الأخيرة شهدت تصاعدًا للصراع، وزيادة في حرائق الغابات نتيجة القصف، واستهداف أهدافًا أعمق لدى الطرفين.
ويستعد الجيش الإسرائيلي لحرب أكبر، ويسعى لإنجاز “منطقة أمنية” لمنع “حزب الله” من إطلاق الصواريخ، وفق المجلة.
وفي حين لا يستطيع لبنان تحمل تكلفة الحرب، التي ستترافق مع بدء الموسم السياحي، وهو ما يعني وصول ملايين الدولارات من المغتربين اللبنانيين، فإن قادة إسرائيل يشعرون بالقلق كذلك.
ونقلت المجلة عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن الوقت غير مناسب لإسرائيل لخوض حرب في لبنان، ولكن لا يمكن الاستمرار بوجود قوات للحزب على الحدود.
وفي 5 من حزيران الحالي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إن إسرائيل مستعدة للقيام بعمل “قوي للغاية” في شمال إسرائيل (في إشارة إلى جنوبي لبنان).
واعتبر نتنياهو أن إسرائيل ستعيد “الأمن بطريقة أو بأخرى” في منطقة استهدفتها جماعة “حزب الله” اللبناني خلال أشهر من التصعيد على الحدود، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
وأضاف نتنياهو، “من يعتقدون أن بإمكانهم إيذائنا وأننا سنقف مكتوفي الأيدي يرتكبون خطأ كبيرًا، نحن مستعدون لعمل قوي للغاية في الشمال”.
وتعتبر المناوشات الدائرة على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة “أسوأ أعمال عدائية” بين “حزب الله” وإسرائيل، منذ حرب تموز 2006، إذ أجبرت عشرات الآلاف من المواطنين اللبنانيين والمستوطنين الإسرائيليين على النزوح من أماكن إقامتهم على طرفي الحدود.
وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في 5 من حزيران، استخدام إسرائيل ذخائر الفوسفور الأبيض على نطاق واسع في جنوبي لبنان، ضد 17 بلدة على الأقل، منذ تشرين الأول 2023.
وذكرت المنظمة في تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي، أن استخدام الفوسفور على نطاق واسع كما فعلت إسرائيل يعرض المدنيين لخطر جسيم ويسهم في تهجير المدنيين.
ووفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية، قتل 401 لبناني وأصيب 1603 أشخاص نتيجة العمليات العسكرية جنوبي لبنان.