ذكر مصدر حكومي عراقي، الأربعاء 5 من حزيران، معلومات عن عقد اجتماع مرتقب بين مسؤولين من النظام السوري وتركيا في العاصمة العراقية بغداد قريبًا.
ونقلت وكالة “شفق نيوز” العراقية عن مصدر حكومي مطلع لم تسمه، أن مساعي العراق لتذويب الخلافات بين سوريا وتركيا، ومحاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، أثمرت عن اجتماع سيجمع دمشق وأنقرة في بغداد خلال الفترة القادمة.
وأضافت الوكالة أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يسعى لمصالحة البلدين وعودة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها، لهذا اتفق مع مسؤولين من النظام السوري وتركيا للجلوس على طاولة الحوار من خلال اجتماع بينهم في بغداد.
وأشارت الوكالة إلى أن “هناك ترحيبًا كبيرًا من قبل دمشق وأنقرة بوساطة بغداد، مضيفة أن السوداني وفريقه الحكومي “توصلوا خلال الفترة الماضية إلى نتائج إيجابية بهذه الوساطة عبر اتصالات ولقاءات ثنائية غير معلنة”.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أجرى أمس اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء العراقي، بحثا خلاله تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة وخصوصًا الاقتصادية منها، وعددًا من القضايا العربية والدولية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا“، دون الإشارة إلى الوساطة العراقية.
وسبق أن تحدث رئيس الوزراء العراقي، في 31 من أيار الماضي، عن دور عراقي مستقبلي لتحقيق “مصالحة” بين تركيا والنظام السوري.
وقال السوداني خلال مقابلة مع صحيفة “haberturk” التركية، إن العراق لعب دورًا كبيرًا في إقامة علاقة بين السعودية وإيران، ولم يكن الوضع سهلًا، لكن العراق نجح في ذلك.
وأضاف، “نحاول خلق مثل هذا الأساس للمصالحة والحوار بين سوريا وتركيا”، لافتًا لإجرائه مناقشات مستمرة حول الأمر مع الرئيس التركي، ورئيس النظام السوري، وآملًا أن تكون هناك بعض الخطوات في هذا الصدد قريبًا.
وفي 4 من حزيران الحالي، شدد وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن الشرط الأساسي لأي حوار سوري- تركي هو إعلان أنقرة استعدادها للانسحاب من الأراضي السورية، وذلك خلال لقائه نظيره الإيراني، علي باقري كني، بدمشق.
المقداد طالب أيضًا بتعهدات تركية دقيقة تعكس التزام أنقرة بالانسحاب من الأراضي السورية “التي تحتلها”، ووقف دعمها للتنظيمات “الإرهابية”، وفق ما نقلته وكالة “سانا“.
تصريح المقداد، سبقه إعلان وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في مطلع حزيران الحالي، استعداد بلاده للانسحاب العسكري من سوريا، ضمن أطر وشروط محددة ليست جديدة بالنسبة لأنقرة.
وقال غولر إن المفاوضات مع النظام السوري تجري بين أربعة أطراف، هي إيران وتركيا والنظام السوري وروسيا، والهدف التوصل إلى حل سياسي في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن (في إشارة إلى القرار 2254)، مضيفًا، “قد نفكر في الانسحاب من سوريا إذا لزم الأمر”، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية، منها “odatv“ .
وكانت روسيا أعلنت، نهاية كانون الثاني الماضي، انهيار مسار التقارب بين تركيا والنظام السوري، وقال حينها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن مسألة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة انهارت نهاية عام 2023.
وأوضح لافرنتييف أن مسار التقارب توقف إلى حد ما نهاية الخريف الماضي، لأن الجانب السوري شعر أن من الضروري الحصول على ضمانات من الجانب التركي بأن القوات العسكرية التركية الموجودة في سوريا ستنسحب “على المدى الطويل”، وفق ما ذكرته وكالة “تاس” الروسية.