قال مصدر مصري رسمي رفيع المستوى، إن اجتماعًا مصريًا- أمريكيًا- إسرائيليًا سيعقد غدًا، الأحد 2 من حزيران، في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث إعادة تشغيل معبر “رفح” في ظل تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المعبر.
ونقلت وكالة “القاهرة الإخبارية” عن المصدر اليوم، السبت 1 من حزيران، أن بلاده أكدت لكافة الأطراف موقفها الثابت و القائم على عدم فتح معبر “رفح” طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه.
وتحدث المصدر عن جهود مصرية مكثفة للعودة إلى مفاوضات الهدنة بقطاع غزة في ضوء الطرح الأمريكي الأخير، مشيرًا إلى أن القاهرة تحمل الجانب الإسرائيلي مسؤولية النتائج عن هذا الإغلاق وتفاقم الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة.
وأمس الجمعة، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن إسرائيل اقترحت وقف إطلاق نار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، داعيًا “حماس” للموافقة على “العرض الجديد” باعتباره أفضل “وسيلة لإنهاء الصراع”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
من جانبها، قالت “حماس” إنها تنظر بإيجابية لما ورد في خطاب بايدن، موضحة أن هذا الموقف الأمريكي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب على غزة هو نتاج الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني.
وأكدت الحركة في بيان لها اليوم، السبت، استعدادها للتعامل الإيجابي والبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكنهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك.
تأتي هذه التحركات في ظل تدهور مستمر في الحالة الإنسانية للقطاع المحاصر، إذ قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن غزة تحولت إلى أنقاض، ويتعين على الأسر الفلسطينية العيش في ظروف غير إنسانية مع ندرة المياه والغذاء والإمدادات.
وفي 27 من أيار الماضي، أبدت الرئاسة الفلسطينية استعدادها لإدارة معبر رفح بوجود مراقبين دوليين، وفق “اتفاقية فيلادلفيا” التي وُقعت عام 2005.
وكانت إسرائيل انسحبت من المحور الفاصل بين غزة ومصر، وسلمته مع معبر رفح إلى الفلسطينيين، وذلك بموجب “اتفاق فيلادلفيا” الذي وقعته القاهرة وتل أبيب عام 2005، والذي تعتبره الأخيرة ملحقًا أمنيًا لاتفاقية “كامب ديفيد”.
وبناء على الاتفاق، نشر الاتحاد الأوروبي حينها بعثة مساعدات حدودية تابعة له على معبر رفح عام 2005، قبل أن يتم إيقاف عملها عام 2007 إثر سيطرة حركة “حماس” على غزة، وخضوع محور فيلادلفيا ومعبر رفح لهيمنتها، فيما فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على القطاع في ذلك العام.
وبعد حوالي 20 عامًا، عادت إسرائيل للسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 من أيار الحالي، بعد عملية عسكرية واسعة، لتتابع بعدها التوغل داخل مدينة رفح مرتكبة عدة مجازر، منها مجزرة المخيم في حي تل السلطان الأحد 26 من أيار، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 45 مدنيًا، منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، وإصابة 249 آخرين، وفق آخر إحصائية لـ وزارة الصحة الفلسطينية.